اختطاف تركيا..

ثورة أون لاين- علي نصر الله: يراكم العثماني السلجوقي أردوغان المزيد من الأخطاء السياسية يوماً بعد يوم، ويتجه إلى حتفه ونهايته السياسية كرئيس للحكومة وكزعيم سياسي،

وسيسجل المؤرخون في الدولة العلمانية (تركيا) أنه كان الأسوأ في تاريخها الحديث والمعاصر.‏

الأخطاء التي ترتكبها حكومة العدالة والتنمية نقلت أنقرة من صفر مشكلات مع دول الجوار إلى ذروة غير مسبوقة تزدحم فيها المشكلات مع كل الدول المجاورة، وهو ما يؤشر إلى المراهقة السياسية المضطربة وغير السوية لحكومة أردوغان، وإلى حساباتها الضيقة وتقديراتها الكارثية التي لا تستند إلا إلى الأوهام، والتي تؤكد حماقة وانحراف الثلاثي غول -أردوغان- داوود أوغلو بما لا يمكن للشعب التركي قبوله.‏

سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية التي اختطفت تركيا وذهبت بها من العلمانية إلى الإخوانية والتطرف لن تبقى دون مقاومة، ولن تستمر طويلاً قبل أن يقوم الشعب التركي بأحزابه وأطيافه المتعددة بخطوات جريئة تصحح مسارات السياسة التركية، وتعيد أنقرة المختطفة إلى مكانها الطبيعي كلاعب سياسي إقليمي مؤثر في السياسة الدولية، وتحررها –كعاصمة فاعلة– من البقاء تحت تأثير تحالف الغرب المتصهين مع الإسلام السياسي المتطرف.‏

من القرصنة الجوية غير المبررة التي تضع أنقرة في سلة واحدة مع كيان الإرهاب إسرائيل.. إلى كل ما سبقها من سلوك منحرف وتصرفات متهورة ولا أخلاقية سواء لجهة إيواء وتدريب وتسليح الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية، أم لجهة الصوت المرتفع والإكثار من التصريحات الفارغة ومحاولات التدخل في الشؤون السورية الداخلية، كان أردوغان يفقد أنقرة كل يوم جزءاً من الثقة، وأجزاء من المصداقية، حتى أجهز على الهيبة والموقع الذي كان يمكن لتركيا أن تحفظه وتحافظ عليه، بل تؤسس عليه لبناء أفضل العلاقات مع المحيط الإقليمي المتعاون.‏

بين العثمانية والإخوانية –خياران يتفوق بالسوء أحدهما على الآخر– ضاع أردوغان، وهو يتجه بتركيا اليوم إلى التيه والضياع، فلا هو قادر على استعادة أحلامه الامبراطورية، ولن يتمكن، بالتأكيد، مع محاولة اختطاف البلاد إلى إخوانيته من الانتساب إلى النادي الأوروبي الذي راح يعد إلى الألف قبل قبوله خصوصاً بعد المشاهد التي قدمها في مؤتمر حزبه الأخير.‏

أردوغان (صفر مشكلات مع دول الجوار) يدرك أزمته اليوم ليس مع دول الجوار وحسب، بل مع شركائه في الناتو الذين لم يشاركوا ولن يشاركوه حروبه، والذين ربما جعلوه بموقفهم البارد يفهم أن عضويته ليست كاملة، وربما لأنه أدرك أن عضويته في الناتو هي من الدرجة الثالثة أو الرابعة يذهب إلى حدود الجنون الذي سيقوده بالضرورة إلى حتفه السياسي.‏

سياسة أردوغان الحمقاء التي جعلته يشتبك سياسياً ودبلوماسياً مع الدول المجاورة ومع القطب الروسي العملاق قد تودي به وبتركيا إلى أزمات أخرى غير منظورة، وقد يكون بحماقته قطع خطوط العودة وكل دروب الرجعة، بل إن المراجعة تبدو غير ممكنة مع بلوغه حافة الهاوية وحدود الجنون السياسي.‏

علاوة على ذلك كله فإن التقارير الاقتصادية الحكومية الكارثية تضغط على أردوغان وتدخله في عطالة التفكير، أو تجعله معطلاً مشوشاً يضرب خبط عشواء وهو يرى أمامه اليونان وتجربته، وتشخص في عقله المعتل و عينه المريضة حالات الانهيار المتلاحقة في منطقة اليورو، وحالات الهزال في خليج الاستبداد والعفن والتخلف…. وعليه يسأل ربما: أين المفر وكيف السبيل والفشل والضياع يلاحقانه من كل الاتجاهات؟!.‏

ali.na_66@yahoo.com ‏

 

آخر الأخبار
روبيو يؤكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب سوريا.. الشيباني: وضعنا بنية تحتية لبناء علاقات استراتيجية... ربط آبار بعد تأهيلها بالشبكة الرئيسية في حماة القمح المستورد أول المستفيدين.. عثمان لـ"الثورة": تراجع الطن 10دولارات بعد رفع العقوبات الخزانة الأميركية: بدأنا خطوات رفع العقوبات عن سوريا من تصريح إلى أمل.. السوريون وحق الحياة المسروق طلاب المدينة الجامعية بحلب يشكون ضيق الغرف ورئيس الجامعة: ندرس عدة خيارات القرار السياسي تأخير بترحيل القمامة من بعض شوارع دمشق... والمحافظة: نعمل بكامل الإمكانيات المتاحة وزير الأشغال العامة: رفع العقوبات يسهم في استقطاب استثمارات عربية ودولية الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة.. والاحتلال يضاعف مجازره في غزة عضات الكلاب تتزايد في درعا.. والطعوم  غائبة مشاركون في  مؤتمر العدالة الانتقالية لـ"الثورة": حاجة ملحة للسلم الأهلي وتحتاج للوقت والتشاركية "صحافيون من أجل حقوق الإنسان " في مؤسسة الوحدة استجرار الكهرباء غير المشروع تدفع ثمنه " مياه " درعا وفود سياحية أوروبية تزور آثار بصرى الشام Relief Web : "هيومن رايتس ووتش": رفع العقوبات سيعزز الحقوق والتعافي في سوريا مدير زراعة اللاذقية: القطاع الزراعي سيشهد انتعاشاً ونهضة حقيقية مكافحة 180 هكتاراً من حشرة السونة مجاناً  بالقنيطرة  أطباء بلا حدود يطَّلعون على احتياجات مستشفى بصرى الشام لماذا الانخفاض السريع بسعر صرف الدولار..؟