يمكن للجمر أن يكون برداً وسلاماً

 

ثورة أون لاين – شهناز صبحي فاكوش

المتطرفون في إسرائيل ينقمون على حكوماتهم فقط لأنها تطرح فكرة السلام أو تسمعها فقط. وينعتونها بالمتخاذلة والخائنة…
وفي الحقيقة أن هذه الحكومات، جميع الحكومات التي وافقت على لفظ كلمة السلام هي أكثر تطرفاً من أولئك الناقمين عليها من المتطرفين، لأنهم يتخذون من السلام ستاراً من وهم يزرعونه في السياسة العالمية، يتذررون به ليدارو به سوءة تفكيرهم الإقصائي العنصري، الذي يغذون به أدمغة أجيالهم المتعفنة المتوالية في أنهم أسياد والعرب حيوانات سخرّها الله لخدمتهم ولكن على هيئة بشر. وأن دورهم ومالهم وأرضهم وعرضهم مستباح. والمشهد الآخر في الشارع الصهيوني هو نشر فكر إرهابي ضدّي يستفز المُشْعِرَ الصهيوني بأن قوة دول الجوار وإمكاناتها العسكرية – في أي لحظة يستشعرون فيه تطويرها – تبث فيهم القلق والذعر. من صاروخ يهز أراضيهم فيزرع الرعب ويجعل فرائصهم ترتعد ناشراً القلق والارتباك. وهنا ينقسم الشارع الصهيوني إلى قسمين: أحدهما يودّ العودة إلى الدول التي قدموا منها لأنها أوطانهم الطبيعية التي ولدوا فيها، ويقرّون تماماً أنهم دخلاء على أرض ليست أرضهم وأنهم مغتصبون ولابد هم راحلون. حيث لا تجانس مع من حولهم فالطبائع والعادات متباينة، والطفولة تثير الاختلاف في مجريات حياتهم، والذاكرة متنافرة في كثير من الوقت، فلا الماضي يجمعهم ولا الحاضر قادر على صهرهم… وهنا ينتفي المستقبل لكيانهم..
والرائز الوحيد بينهم هو الدين واللغة العبرية التي يتعلمونها كأي لغة ثانية، إلى جانب لغاتهم الأصلية التي فطروا عليها في أوطانهم الأساس، وهؤلاء يحملون اسم دولة إسرائيل عبئاً على كواهلهم.
أما القسم الآخر من الشارع الصهيوني، فهو هذا الذي يتذرع بالفكر الذي تمتلكه دول الجوار كما يقولون في عدم القدرة على التكيف معهم مع أنهم يدعّون السلام. وهم أبعد ما يكونوا عنه، ففكرهم الصهيوني نافر للسلام، ويرددون دائماً أن القوة العسكرية العربية خطر عليهم. وهؤلاء كُثُرٌ في الداخل وأنصارهم من الصهاينة في الخارج كُثُرٌ أيضاً، ويضعون بين أيديهم الكثير من المقدرات المالية والسياسية. هذا الفكر الإقصائي يأخذهم لإبادة العرب. وللوصول إلى النتيجة، خطتهم لا تأتي في الضربة القاضية لأنهم أيقنوا فشلها إن في حرب تشرين، أو جنوب لبنان وحتى في غزة. لذلك كان لابد للتحول لأساليب أخرى…
سايكس وبيكو منحوا الكيان الصهيوني أرضاً زُرِعَتْ في قلب الأرض العربية، واليوم لابد من شحذ فكر بعض الصهاينة للوصول إلى الهدف، وهنا ينبري كثير من مفكريهم لوضع الخطط والأساليب التنفيذية، وأولها إعادة رسم خارطة المنطقة. هذه التي لا يمكن أن يطرحها يهودي أو صهيوني لأنها ستجابه فوراً بالرفض بكل الأشكال المتاحة…
لذلك لابد لمن يطرحها أن يمتلك القوة السياسية والعسكرية والقرار الدولي فتخرج كونداليزا رايس عاهرة السياسة الأمريكية فتطرح خارطة الشرق الأوسط الجديد، وينبري فيلتمان الشيطان الأكبر في أمريكا – كما يلقب بين صفوف السياسيين الأمريكان – وليفي الصهيوني وكل أذرعهم الدبلوماسية والسياسية، لوضع برامج لتنفيذ هذه الخطة الجهنمية القاضية بتفتيت الدول العربية، فتقضي على قوتها وقرارها وجغرافيتها، وبالتالي يتشتت تاريخها حتى يمّحي وتمتد أذرع الغباء والتخطيط فتحرق وتهشم كل معالم التاريخ والآثار التي تدل على عراقة الشعب العربي. وهنا كما يقال في المثل (تتساوى الرؤوس) فتصبح حسب تفكيرهم كل شعوب المنطقة بلا جذور، والشعوب هنا تمنح صفة الجمعية ولكنها في صحفهم وكتبهم؛ الشعب العربي المخلوق لخدمة شعب الله المختار وفي هذا تنازل كبير منهم حسب تفكيرهم…
ويتربص فوكوياما للتاريخ فينبري لكتابه نهايته، وهذا فقط لخلق البلبلة الفكرية في صفوف السُّذج من البشر، الذين بنوا تفكيرهم على بعض الأحاديث الضعيفة، والتي نعرف تماماً أن في تاريخنا ما يسمى بالإسرائيليات وهي التي زرعت ليوم كهذا… (أناس تفكر لمئات السنين القادمة)…
ويخرج للوجود مولود خارطة الشرق الأوسط الجديد بذراع (الربيع العربي)… ولأن النفس العربية طيبة وعين العرب تحب الطبيعة والجمال، وقلوب العرب تقبل الرضا والحب أكثر من الكره والبغضاء… صفات لا يمتلكها المخلوق الصهيوني… رفعت كلمة الربيع عنواناً للحراك الذي شتت ذات البين في القطر الواحد، حتى لو كان نسيجه الاجتماعي بكل صفاته من مكون واحد كالذي حدث في تونس..
وأُلصقت بكلمة الربيع كلمة العربي لتكون له هوية خاصة، ناسين أو متناسين أن ذات الشيء حدث في كثير من دول العالم… بدءاً من دول المعسكر الشرقي الاشتراكي حين تم تفكيكه، مروراً بكل الأحداث التي تسللت إلى جسد الدول الصغيرة وما يدعى بدول العالم الثالث… هناك كان اسمه الحرب الباردة لضخامة قدرات الدول. وعندنا أسموه، ربيعاً لهشاشة قدراتنا ومقدرتنا..
ومع شديد الأسف، أن المشروع الصهيوني الجذر، الأمريكي الإخراج، يجد من ذات بيننا وممن حملوا هوية لها ذات الطابع الذي نحمل، أذرعاً تنفذ هذا المخطط الجهنمي بامتياز…
فترتفع رايات عفا عنها الزمان، ومهرت يوماً ما بخاتم الذين دنسوا أرضنا، من الغرب الذي لم يخلع من ذاكرته يوماً صورة انتهاكه لحرماتنا، ورَكْلِهِ خارج أرضنا، ونيلنا حريتنا رغم أنفه… فيضطر مرغماً للاعتراف باستقلالنا لكنه يقف عائقاً دائماً بوجه سيادتنا وحريتنا، ويتحزّب للدفاع عن موروثات ليس منها إلا مخرجات التخلف والتقسيم والتفتيت. كالمشروع الذي طُرِح بدايةً في السودان وتم تنفيذه، قبله طرح في العراق بعد احتلال العدو الأمريكي، لكنه جوبه بالرفض والفشل بدعم سوري للمقاومة العراقية حفاظاً على وحدة الأرض والشعب، أما اليأس الذي لم يتملك العدو. جعله يحرّك النار من تحت الرماد كلما سنحت له الفرصة، حتى بعد أن خرج منها مدحوراً. واليوم يطرحه في ليبيا. نحتاج هنا لحظة تنبّه دائم.
وفي خضم هذا كله يطفو على السطح استغلال قوة الدين في قلوب المسلمين، والمثال الحاضر دائماً في مخططاتهم – الإسلام الحضاري في السياسة التركية القائمة – فتظهر صَبغة جديدة في التاريخ السياسي الحديث في الوطن العربي، ويتمكن حزب ديني كما في مصر من الوصول للحكم… ليصبح الأنموذج المحتذى بنظرهم.
وهنا للصهاينة نصر يسجل لهم… فكيانهم الذي جعل لمكونه اسماً (دولة إسرائيل) ليس فيه من مقومات الدولة تاريخياً أيّ جذر، وليس في المشهد الجمعي لشارعه رابط جامع سوى الدين، فظهرت تسمية الدولة اليهودية أكثر تناسباً لمكونه البشري…
ولأن مواثيق الأمم المتحدة ومكونات التشخيص العالمي للدول يمنع منح الهوية الدينية في تكوين الدول. كان لابد للمخطط الصهيوني الجهنمي أن يَطرَح ضمن خارطة الشرق الأوسط الجديد دولاً تقوم على عنصر الدين، أو المذهب وهنا لابد من تجميع الطيف الواحد في رقعة جغرافية محدودة، وبهذا يتفتت الوطن العربي، وتصبح المكونات مع هذا الأساس صغيرة ضعيفة البنية، ويروجون هنا
– لِحَقٍّ – من نوع آخر يمنح الكيان الصهيوني طرح ذاته (دولة دينية)… وتكون بالتالي هي الأكثر قوة بضغط من يدعمها (أمريكا) من الخارج وتصبح الأكبر جغرافياً أو ما يقارب؛ وبهذا تعود لها المرجعية في المنطقة وتصبح هي نقطة الارتكاز في المدلول السياسي…
ومن خلال تحليل المشهد العام يصبح من المنطق بمكان توصيف ما يحدث في سورية… فهي التي رفضت مشروع الشرق الأوسط الجديد، وطرحت أنها هي من سيرسمه بما يكفل هوية الأمة العربية. وسورية ما كانت تابعة يوماً ولا خاضعة للإدارة ولا الإرادة الأمريكية تحت أي مسمى… وزاد في الأمر أنها حمت المقاومة العربية واحتضنتها، وفتحت لها أرضها وسماءها وقلوب أهلها وشعبها وقيادتها في جميع المستويات ولم يكن في حسبانها يوماً عدم الإخلاص من البعض أو المساومة عليها مقابل أي ثمن. حتى أنها طرحت المقاومة ثقافة وضرورة لتحرير جميع الأرض العربية المحتلة والمغتصبة، ثم هي تطرح الفكر الذي لا يحتمله تُبَّعُ النهج الأمريكي بكل صفاته التاريخية، الرجعية والامبريالية…. واندماجه في الفكر الصهيوني المرفوض جملة وتفصيلاً من الشعب العربي السوري في جميع مستوياته…
حيث أنها تتمتع بالقرار المستقل، وتحض جميع القوى العربية على حفظ كرامة الأمة، في أن يكون القرار العربي كله مستقلاً وليس السوري فقط. وهنا تتوقف القوى الصهيوأمريكية مع القوى الغربية؛ الحالمة بالعودة إلى الأرض العربية في اصطفاف ممنهج، تشتغل عليه جميع قواها السياسية والعسكرية والإعلامية وحتى الدبلوماسية، والجامع بينها جميعاً صفة (التخريب) التي ترى في تخريب الوطن العربي ضرورة لتحقيق المشروع الصهيوني، وضرب سورية الدولة وإسقاط نظامها، وزرع الشقاق بين أبناء شعبها وإشعال النار فيها حتمية للوصول إلى تحطيمها، لأنها طارحة المشروع النهضوي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني، حيث لم ينجح في تفكيك بنيتها الإنسانية الواحدة الشامخة في نفس كل مواطن عربي سوري، لا صراع الحضارات ولا حوار الحضارات في صيغة مهذبة بعد الرفض القاطع لكلمة صراع… ولم تستطع النيل منها في الضغط منذ سنوات خلت، إن في قانون محاسبة سورية ولا في إفشال كل ما يمكن أن يطورها اقتصادياً أو خدمياً بالضغط على الطرف الآخر في معظم العقود المبرمة، بدءاً من الباخرة التي ترفد أسطولنا التجاري البحري، مروراً بمحطات توليد الكهرباء الضخمة، وحتى في حافلات النقل الداخلي ومصافي النفط.
ويبقى الوطن شامخاً والشعب ملتفاً حول قيادته مدركاً أبعاد المؤامرة الكبرى وما يحاك له من عدوه الأجنبي.
وتفتح ثغور الوطن بطيب شعبه وسعة صدر قيادته، ورحابة حفاوة قائده لأشقاء كنا نحسبهم كذلك، وأصدقاء ظنناهم كذلك، وما خوّنا أحداً في لحظة تفكير ولا لحظة غفلة، لأننا بقلوبنا الطاهرة المحبة الودودة ما تحسّبنا للخيانة أبداً، ولا جعلنا لها أي مكان في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا، ولا حسبنا للغدر حساباً، ولا لطعن مدية الأخ والصديق تنبهاً… لأنه لا يمكن لسورية أن يكون في حساباتها تصرف كهذا… فلا تحسبه ممارساً ضدها… ومِمّنْ؟؟!!… مَنْ فتحت لهم صدرها وقلبها وكانت رافعة لهم في مجالات عدة وفي كل الوقت، حتى ظنناهم فرساناً في بعض الزمن ونبلاء في بعضه الآخر، ولكن مع الأسف هي صفات كانت قناعاً سرعان ما سقط ليظهر الوجه الحقيقي على مقاعد الـ CIA. لم نخوّن للحظة من وضعنا فيهم ثقتنا ولم ندقق في صحائفهم وملفاتهم عن شهادة التقدير والتفوق من أكاديمية العلوم التخريبية الاستخباراتية الصهيو أمريكية.. فقط لأن التخوين ليس في حساباتنا الأخلاقية..
وتستعر الهجمة الإعلامية في البربوغاندا لتخريب النفوس وتغشية الأبصار والعقول ونشر ستائر الضبابية على المشهد الحقيقي في مواربة تضليلية، ومواراة وثيقة بيع سورية من أجل تثبيت العروش على مختلف توصيفاتها. ولما لم تنفع وحدها كان لابد من فتح مسارب السلاح لوضعه بأيدٍ غير مدركة لأبعاد المؤامرة، وتغذية عقول حامليها بشعارات مزيفة برّاقة في ظاهرها. – الحرية – الديموقراطية… وتعبئة الجيوب الفارغة بفتات المال المصروف على تحطيم سورية.. ثم زج الإرهابيين من خارج الحدود لإزهاق الأرواح البريئة، مما يقسي قلوب أبناء الوطن على بعضهم البعض، ويصبح القتل بدم بارد حرفة ذات أجر… ويصبح مشهد الدم اعتيادياً وهؤلاء الذين قال فيهم سبحانه وتعالى: (ثم قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإنّ من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج الماء) البقرة 74.
– قلوبهم أصبحت أقسى من الحجارة فتلك تتشقق ليخرج منها الماء الذي فيه برداً وسلاماً ونقاءً للعقول والنفوس والأبدان.
– لكن قلوبهم بقيت غُلُفاً من شدة الحقد الذي يمتلكه القابعون خلف الحدود على عروشهم وكراسيهم، والآخرون الذين يتزاحمون على مقاعد ما زالت في أحلامهم وهم يرفعونها على جثامين الشهداء، ويصبغونها بدماء الشباب من أي طرف كان، فكلهم من أرحام أمهات التاعت قلوبهن وتقطعت بها الأسباب، بينما هم في الغرف المبردة وأولادهم في مرابع الغرب ينعمون بمال هو ثمن دماء أبناء هذا الشعب الأبي، الرافض لأي بديل – مهما كان ثميناً بنظر أيّ كان – عن سيادته بجميع رموزها، جغرافيته وعلمه، جيشه ونشيده الوطني، ورئيسه الذي بايعه… تلك هي مقومات السيادة الوطنية، فهي خيار الشعب.
مهما كان الضخ المعادي كبيراً وتعددت أسبابه ومشاربه وكثرت أقنيته ومساربه لابد من صحوة بعد غفوة، ومن استفاقة بعد غيبوبة، ومن هداية بعد ضلالة، ومن رشاد بعد توهان…
فلنطفئ معاً النار المستعرة المضرمة، بنور عقولنا وقلوبنا وإيماننا بأن الوطن هو الحماية، وأن الوطن هو الذات، والوطن هو الحياة وحضن الممات، فهو الرحم الذي ولدنا منه، والحبل السري بيننا هو الحفاظ عليه والتمسك بسيادته وحريته، فلا حرية بعد ضياع الوطن أو وطئته قدم الأجنبي الذي يلوذ به العابثون اليوم وتحت أي مسمى…
أية ديموقراطية هذه التي يطلبها البعض المُغَيَّب في متاهة الحياة طلباً لموقع أو كرسي، أو منصب يمنح له من صك يوقع في أروقة الفتنة، أو على مكاتب الأعداء التاريخيين الذين أصبحوا اليوم
– وبقدرة قادر – أصدقاء، بل من أولياء الله الصالحين.. وأي انتصار يبنى على شتات الوطن والشعب، ويختم بدم الشهداء في طهر النوايا حتى لو كانت مُضَللّة..
ويَبصُمُ عليه الذين زرعوا الفتنة المصنّعة تحت أغطية رؤوسهم، بين الأحبة الذين ولدوا في ذات الدار ورضعوا من ذات الحليب الطاهر النقي.
ليصطفي كل منا خير ما في نفسه فيظهره للناس أجمعين ويمد يده في أيام تُقبل فيها التوبة، وليملأ كل منا قلبه بالحب والإيمان ومخافة الله، ولنتق الله بهذا الوطن الخيّر الذي ما بخل علينا يوماً بخيره…
أتراه يستحق التشويه الذي طال وجهه الرائع في جماله.
أتراه يستحق الدم الذي ينزف من أجساد أبنائه.
أتراه يستحق التخريب الذي طال نفوس وذواكر أطفاله.
أتراه يستحق كل هذا الرصاص الذي خدش سيادته وكرامته.
والأسئلة تطول إلى مالا نهاية لو أردنا طرحها…
فلنستبق خمساً قبل خمس..
حريتنا قبل مصادرتها وإغراقنا في العبودية بلبوس جديد…
وسيادتنا قبل تدنيس أرضنا كما حدث عند الغير والأمثلة قريبة.. العراق وليبيا.
وكرامتنا قبل أن تهدر ونصبح تُبّعاً ذُلَلاً بعد طول شموخ…
شبعنا قبل جوعنا، فاليوم نأكل من زرع أيدينا وخير أراضينا.. قبل منعنا كما في مصر منذ كامب ديفيد.
وحدة شعبنا قبل إغراقنا بنار الفتنة وشقاق ذات البين.. والمستفيد عدونا…
هلموا بنا يا أهلنا فالكريم لو شذّ يعيده أصله إلى جادة الصواب، ولنفتح أذرعنا كعهدنا أبداً، ولنجمع الشمل في حضن أمنا سورية، ولنلق بما في قلوبنا على طاولة الحوار فنجتمع على نقاط التلاقي ونؤخر نقاط الخلاف وندفن نقاط الاختلاف إلى حيث اللاعودة…
ونتحمّل الزمن كما تَحمّلَنا طويلاً بخيرنا وشرنا، يجودنا وبخلنا، بجمعنا وشقاقنا، ونمنحه الفرصة ليلملم شتاتنا ويُنظِرَنا إلى جزء منه (زمنٌ) نجد فيه الحلول بحكمة العقلِ وصفاء النفوس، فلا أبواب مغلقة ولا عقول مقفلة ولا قلوباً غُلُفاً…
وهو كفيل (الزمن) بتطييب الخواطر وتهدئة النفوس عندها تصبح كل الحلول متاحة وقابلة للنضج والتطبيق…
لحظتها فقط يندحر عدونا مهما كانت أدواته عاتية وينهزم أمام حبنا العارم مهما كان حقده طوفاناً…
لحظتها فقط ستختبئ الفئران في الجحور، والغربان ستهجر سماء النسور، حيث لا مكان لها بين الشوامخ…
وسيقف كل أمام مرآته ليرى حجم ضآلته وخسّته، وسنتركهم لحظتها ليقرروا مصيرهم بأنفسهم والتاريخ مليء بمصائر أشباههم…
تستحق سورية التضحيات وتستحق حب العذارى.
وتستحق زنود الأوفياء وفتوة وصبا شبابها.
وتستحق إبداع مبدعيها.
إنها في العلياء أبداً،
مادامت يد الله فوقها تحميها، لكنها تحتاج فقط للحظة هداية.
إنها بين أيدينا ولم يفت الأوان بعد فلنطبق بقوة عليها حتى لو كانت جمراً حارقاً.
إنها الكلمة المباركة بين الله والناس…
 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية