حكايات من بلد العجائب

الملحق الثقافي..سلام الفاضل: 

تقدم المجموعة القصصية الصادرة مؤخراً للأطفال عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (حكايات من بلد العجائب)، ترجمة: فاديا جادو العوام، تقدم إحدى وعشرين قصة لمجموعة من كتّاب الأطفال الهنود، تخاطب الأطفال في أعمار مختلفة عبر جملة من الحكايات الممتعة والمفيدة، التي تتضمن ثلة من القيم الإنسانية والمواقف التي تعلّم الطفل كيفية التأقلم والتعايش مع أشخاص مختلفين عنه، وكيفية العناية بكتبه وأدواته المدرسية، والحفاظ على المنزل والعائلة التي يعيش في كنفها، إلى جانب تبيان أهمية الإخلاص والوفاء، ومكانة الصداقة الحقيقية في الحياة، وأحقية انتصار الخير على الشر في النهاية، وضرورة الثقة بالنفس والحفاظ على الصبر وحسن التصرف وعدم الاستخفاف بالآخرين.
طيور ذات ريش مختلف
في قصة (طيور ذات ريش مختلف) يبين لنا المؤلف أليف تيثي تافورا عبر سرد حكاية مجموعة من الببغاوات التي تقطن شجرة مانجو وتقتات عليها ضرورة التأقلم والتعايش مع الآخر سواءً أكان هذا الآخر مختلفاً عنا باللون أو الشكل وذلك بعد أن يأتي إلى شجرة المانجو هذه بوم حكيم يختلف بالطباع ونوعية الطعام وأسلوب المعيشة عن هؤلاء الببغاوات الذين يستنكرون في البداية شكله ولون ريشه وطريقة تصرفه وأسلوب أكله فيتخذون منه موقفاً سلبياً ومعادياً لاختلافه عنهم ويواجهونه بذلك إلى أن يشرح البوم لهم سبب هذا الاختلاف فيقول: «صديقي، إن الريش الذي تفتخر به هو ملون جداً ليساعدكم على التلاؤم مع الأوراق الخضراء للأغصان التي تعيشون عليها. بينما أنا أعيش في تجويف جذع الشجرة. وقد لوننا الله حسب بيئاتنا الخاصة، فهذا سبب اختلاف ألواننا كي لا يكتشفنا أعداؤنا بسهولة».
شجرة المشمش
أما قصة (شجرة المشمش) فيقدم المؤلف م. س. ماديفان مقاربة يُظهر من خلالها أن المصاعب والمحن وإن توالت على المرء، فثمة دائماً أمل بالمستقبل، وأن الحياة تستمر وتواصل سيرورتها بالإرادة والتصميم وذلك عبر عرضه قصة طفل صغير يعيش وعائلته في إحدى قرى الهند التي تتعرض لهجوم مفاجئ من الأعداء، فيضطر سكان هذه القرية إلى النزوح عن قريتهم متجهين إلى المدينة الأكثر أمناً، تاركين وراءهم بيوتهم وأراضيهم نجاة بحياتهم. وبعد وصولهم إلى المخيم في المدينة الذي سيصبح مقر إقامتهم لفترة من الوقت يشرع أستاذ القرية في مواصلة التعليم مباشرة للدلالة على أن الحياة لا تتوقف وأن العلم مشكاة يضيء عتمة العقول. ويقول والد الطفل بعد عودته في أحد الشتاءات من الاطمئنان على منزل العائلة في القرية: « سيكون علينا أن نبني منزلاً جديداً، لكن شجرة المشمش ما زالت بخير، إنها تزهر» تأكيداً على أن المرء دائماً يستطيع البداية من جديد وإن لم يكن في حوزته سوى القليل.
الرحلة الأولى
تؤكد قصة (الرحلة الأولى) لمؤلفها مانوج. ت. توماس أن تفوق المرء ينبغي أن يكون من خلال إمكاناته وقدراته في الحياة، وليس عبر إظهار تفوقه على الآخرين الذين قد يكونون أقل حظاً أو إمكانات منه وذلك عبر سرده لحكاية شاب يُدعى (فينيت) اعتاد أن يكون الأول في كل شيء. فقد كان أول من ذهب إلى مدرسة ثانوية حكومية في قريته، وأول من قاد جراراً فيها وسيارة، وأول من اشترى دراجة. إلى أن رأى الطائرة فقرر كذلك أن يكون أول من يركب الطائرة في قريته إلا أن قدراته المادية لم تسمح له بشراء تذكرة طائرة، فقصد نجار البلدة وطلب منه أن يصنع له طائرة شراعية كي يطير بها أمام أهل القرية فيكون بذلك أول من يركب الطائرة في قريته أيضاً. صنع النجار لـ (فينيت) الطائرة الشراعية التي أراد، بيد أن الرياح لم تجر كما تشتهي سفن هذا الشاب فتحول حلمه في الطيران إلى كابوس حينما تحطمت طائرته الشراعية على الأشجار وسقط على ظهر جاموسة أوقعته في حفرة سماد. فأصبح (فينيت) الذي حلم بالتفوق على سكان قريته محط سخريتهم حتى إنه سمع أولاد القرية يقولون: «هل رأيتموه يحلق مباشرة من ظهر الجاموسة إلى البالوعة؟» فمضى (فينيت) وكأنه لم يسمع شيئاً.
تقع هذه المجموعة في 229 صفحة من القطع المتوسط.

التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019

رقم العدد : 16924

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق