منحة مجانية عبارة عن وحدة غربلة متنقلة.. إكثار البذار: الاستعدادات بدأت لاستلام 95 ألف طن من بذار القمح والشعير

كشف المدير العام لمؤسسة إكثار البذار الدكتور بسام السليمان في حديث خاص للثورة أن لجنة الصليب الأحمر الدولية العاملة في سورية قدمت للمؤسسة منحة مجانية عبارة عن وحدة غربلة متنقلة «معمل صغير ـ أكثر من 50 مليون ليرة سورية» لغربلة بذار القمح والشعير وتعويض جزء مما كانت تنتجه المعامل العائدة للمؤسسة التي وصل عددها إلى 12 معملاً قبل الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية، أما الآن ونتيجة إرهاب المجموعات التكفيرية المسلحة وتخريبها الممنهج واستهدافها المباشر للبنى التحتية في جميع القطاعات والزراعة واحدة منها فقد تم خروج 12 معاملاً وبشكل كامل من العملية الإنتاجية، ولم يتبقَ منها إلا اثنان.
التفتيش الحقلي
وأضاف أن الموسم الزراعي الحالي «2018 ـ 2019 « مبشر بحصاد وفير تفوق الكميات المنتجة خلال المواسم السابقة لاسيما بالنسبة للمحصولين الإستراتيجيين القمح «المروي ـ البعل» والشعير، منوهاً أن الفرق الفنية والبحثية العاملة في المؤسسة تقوم حالياً بعملية التفتيش الحقلي على امتداد حقول محصولي القمح والشعير من محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية وصولاً إلى محافظة السويداء جنوباً مروراً بجميع المحافظات من دون استثناء.
استقبال واستلام
وأشار إلى أن المؤسسة حالياً في طور الاستعداد والتحضير لاستقبال واستلام حصاد الموسم الزراعي الحالي لجهة تأمين كل المستلزمات سواء في مستودعات التخزين أو مراكز الغربلة «شوادر ـ رقائق بلاستيكية ـ معقمات».
شحن بذار القطن
وأوضح السليمان أن المؤسسة ستقوم بداية الأسبوع القادم بعملية شحن الكميات من بذار القطن للأصناف المعتمدة من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لكل محافظة من محافظات القطر وتحديداً لمحافظات دير الزور والرقة وحلب وحماة لزراعة هذه الأصناف وفق المخطط والمدرج ضمن الخطة الزراعية لهذا المحصول المهم.
الدعم الحكومي الكبير
وفيما يتعلق بالكميات التي سبق للمؤسسة العامة لإكثار البذار التعاقد على استجرارها نقداً من الفلاحين، قال السليمان إن المؤسسة تعاقدت لاستلام 85 ألف طن من بذار القمح، وحوالي 10 آلاف طن من بذار الشعير، إلى جانب كميات من محاصيل الحمص والعدس والفول ..، التي تم التعاقد عليها مع الفلاحين، منوهاً بأن المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا قطع شوطاً مهماً نتيجة الجهود المميزة التي بذلت والدعم الحكومي الكبير الذي قدم، تمهيداً ووصولاً للمرحلة الأهم إلا وهي طوي صفحة استيراد بذار البطاطا نهائياً وتوفير مليارات الليرات والقطع الأجنبي الذي يتم رصده سنوياً لهذا الغرض، مبيناً أن المشروع «ونتيجة هذه الأسباب مجتمعة» وصل إلى المرحلة الإكثارية المهمة التي تأتي بعد العمل المخبري وهذا بحد ذاته مؤشر مهم جداً على الجهد الكبير الذي تبذله المؤسسة لتأمين البذار محلياً للوصول للاكتفاء الذاتي في عام 2023، وتوفير ما بين 10- 12 مليار ليرة سورية سنوياً كانت تستخدم لاستيراد بذار البطاطا، إضافة إلى منعكسه الإيجابي على الاقتصاد الوطني والفلاحين والقطاع الزراعي بشكل عام.
إنتاج الخلطة الثالثة من الكومبوست
وبين إن مشروع البيت الزجاجي بطرطوس تمت زراعته بالشتول المخبرية لإنتاج ما بين 8 ـ 10 أطنان من بذار الأمهات، كما تم البدء بإنتاج الخلطة الثالثة من الكومبوست «بذار الفطر الأبيض» في طرطوس أيضاً، وفي حلب تمت زراعة البيت الزجاجي بالدرنيات «الإكثار السريع»، إلى جانب البيوت الشبكية في محافظة السويداء ومحطة برج قاعي في مدينة حمص، موضحاً أن المشروع يمر بأربع مراحل الأولى هي المرحلة المخبرية ويتم فيها إنتاج الشتول المخبرية الخالية من الأمراض الفيروسية، والثانية مرحلة البيت الزجاجي ويتم فيها إنتاج بذار الأمهات، والثالثة مرحلة البيوت الشبكية ويتم فيها زراعة الأمهات لإنتاج بذار سوبر إيليت، والرابعة مرحلة الحقول المفتوحة لإنتاج بذار مرحلة الإيليت حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج فيها إلى ١٥ ألف طن وهذا يغطي احتياجات القطر من بذار البطاطا، ويؤمن البذار بأقل من ٧٠ % من سعر البذار المستورد للفلاحين، في حين يهدف المشروع ـ بحسب السليمان ـ إلى تلبية حاجة المزارعين من بذار البطاطا من كل الأصناف المطلوبة وتحقيق الإكتفاء الذاتي من بذار البطاطا المحلية، ومنع نقل الأمراض والآفات المنقولة عن طريق البذار المستوردة، وخلق فرص عمل للمزارعين، وزيادة دخلهم، وتلبية حاجة السوق المحلية من بطاطا الطعام وبأرخص الأسعار.
تأمين فرص عمل للمزارعين
أما مشروع الفطر (إنتاج خلطة الكومبست الملقح) فهو يشمل مخبراً لإنتاج بذار الفطر المحاري والأبيض وإنتاج الخلطة، ويهدف إلى تأمين وإنتاج الفطر الأبيض بواسطة الخلطة الملقحة المنتجة، ونشر ثقافة زراعة الفطر الغني بالبروتينات والفيتامينات والأملاح، وتأمين دخل وفرص عمل جديدة للمزارعين.
وبالنسبة للمشاريع الاستثمارية التي تضمنها خطة عمل المؤسسة للعام الحالي أكد السليمان أن المؤسسة تعاقدت مع الشركة العامة للبناء والتعمير لإنشاء معمل غربلة في منطقة تل بلاط في محافظة حلب وهو عبارة عن معمل ووحدة تبريد وتخزين ومستودع.
الخبز الثاني
وقال السليمان إن نوعية البطاطا الجيدة التي تتم زراعتها في سورية غير مرتبطة فقط بالبلد المصدر لبذار البطاطا وإنما بالنوعية والشروط الصحية النباتية التي تضعها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لاستيراد هذه البذار والتي تتصف بالعالمية لجهة المواصفة، مشيراً إلى حرص الوزارة على تأمين حاجة البلاد من بذار البطاطا عبر الاستيراد من العديد من دول العالم، وعليه تم العمل على وضع قائمة الشروط الصحية التي تتوافق مع قوانين الحجر النباتي بالشكل الذي يحول دون دخول الآفات الضارة إلى سورية، مشيراً إلى أن محصول البطاطا يعتبر الخبز الثاني للمواطن السوري، وأهميته تكاد توازي الخبز في الغذاء اليومي، حيث تتم زراعتها على ثلاث عروات ربيعية وصيفية وخريفية، كما يتم «قبل إطلاق المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا» استيراد معظم البذار من خارج القطر، شأنها في ذلك «من الناحية الصحية والإنتاجية» شأن بذار القمح (القاسي ـ الطري) والشعير، الذي تبعه المؤسسة سنوياً للفلاحين والجمعيات الفلاحية عن طريق فروعها في المحافظات كافة كونها «الأصناف» معتمدة ومحسنة ومغربلة و معقمة ومدعومة سعرياً من قبل الحكومة، في حين أن معظم البذار «وتحديداً القمح والشعير منها» الموجودة في الأسواق المحلية، غير معتمدة رسمياً من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي فضلاً عن احتواء بعضها على أمراض وحشرات مضرة، ما يعني مردوديتها المنخفضة، نتائجها السلبية جداً على الفلاح والدولة على حد سواء.

الحسكة: تحسن المزروعات بشكل كبير

بدوره قال مدير فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار بالحسكة المهندس عايد الحسين أن الهطلات المطرية التي شهدتها المحافظة مؤخراً حسنت واقع الحقول الإكثارية المتعاقد عليها مع الفلاحين لإنتاج البذار المحسنة للمواسم القادمة.
وأشار ان أغلبية مساحات محصول القمح والشعير المتعاقد عليها مع الفلاحين لم تتعرض لأي أضرار نتيجة السيول والفيضانات التي شهدتها المنطقة مطلع الأسبوع الجاري، إضافة إلى خلو المساحات المزروعة من الإصابات الحشرية وإن الإنبات في مراحله الطبيعية والجيدة، مؤكداً تحسن واقع المزروعات بشكل كبير جراء الأمطار الأخيرة وبوادر مؤشرات إيجابية لمحصول وافر.
وأضاف أن إجمالي المساحة المتعاقد عليها مع الفلاحين بلغ خلال الموسم الحالي 55 ألف دونم قمح و 7000 دونم شعير غالبيتها في مناطق الاستقرار الأولى بهدف إنتاج بذار محسنة بمواصفات عالية لتأمين البذار للمواسم الزراعية القادمة.
وبلغ إجمالي كميات القمح الموزعة على الفلاحين المتعاقدين مع فرع المؤسسة لزراعة حقول إكثارية للموسم الحالي 5800 طن قمح و486 طن شعير.

 

الثورة – عامر ياغي:
الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة