تشكيل “الحرس الوطني” في السويداء.. مشروع عسكري مثير للجدل بين الانفصال والرفض الشعبي

الثورة :

شهدت محافظة السويداء في 23 آب اجتماعاً عُقد في بلدة قنوات، أعلنت خلاله عدة فصائل محلية اندماجها تحت مسمى “الحرس الوطني”، على أن تكون مرجعيته شيخ العقل حكمت الهجري، الذي يواجه اتهامات بالسعي إلى تكريس مشروع انفصالي للسويداء بدعم إسرائيلي.

يُنظر إلى هذا التشكيل الجديد باعتباره امتداداً لفكرة “الحرس الوطني” التي طرحت قبل أشهر، واعتمدت على ضباط سابقين في جيش النظام البائد، وتشير تقارير ميدانية إلى أن بعض الفصائل التي التحقت به كانت مرتبطة بجهاز الأمن العسكري، كما سعت إلى استقطاب شباب السويداء عبر إغرائهم برواتب شهرية، غير أن توقف دفع هذه الرواتب أدى إلى تراجع الكثيرين عن الانضمام.

ويؤكد محللون أن تشكيل “الحرس” لا ينفصل عن التوترات الإقليمية المتصاعدة جنوب سوريا، حيث تكررت الغارات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، ما يمنح هذا المشروع بعداً خارجياً، بينما تتمسك الحكومة السورية ومعها المجتمع الدولي بمبدأ وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

في أول ردود الفعل المحلية، انتقد الشيخ ليث البلعوس، ممثل “مضافة الكرامة”، خطوة إعلان “الحرس الوطني”، معتبراً أنها “استنساخ لتجربة الحرس الثوري الإيراني”، ولا تعبّر عن صوت العقل والحكمة التي ينتظرها أبناء الجبل في هذه المرحلة الحساسة.

وقال البلعوس في بيان نشره عبر حسابه على فيسبوك إن الأهالي كانوا يترقبون من الشيخ حكمت الهجري موقفاً جامعاً يطرح حلولاً حقيقية ويقود الناس نحو برّ الأمان، لكن ظهوره محاطاً بقيادات فصائل متهمة بالخطف والنهب وابتزاز النساء، مثل “قوات سيف الحق” و”قوات الفهد”، أثار مخاوف جدية من أن يكون التشكيل الجديد رسالة “خراب ودمار” بدل أن يكون خطوة نحو الاستقرار.

وشدّد البلعوس على أن سكان السويداء الذين قدّموا تضحيات جسيمة وتحملوا التهجير والحرمان، لا يحتاجون إلى مزيد من السلاح والعسكرة، بل إلى حلول سلمية تحفظ كرامتهم وتعيد لهم الاستقرار.

وأشاد بموقف “حركة رجال الكرامة” التي رفضت الانضمام إلى التشكيل الجديد، معتبراً أن هذا الموقف “دلالة على الحكمة والمسؤولية”، ويفتح الباب أمام مواقف أكثر اتزاناً في المستقبل.

في المقابل، يرى مراقبون أن مشروع “الحرس الوطني” يندرج ضمن سياق أوسع يتداخل مع مصالح إقليمية ودولية، إذ حذّر محللون عسكريون من أن إسرائيل تقدم دعماً لوجستياً وتدريبياً لبعض المجموعات المرتبطة بالمشروع، معتبرين أن ذلك يفتح الباب أمام نزعات انفصالية تهدد وحدة سوريا.

وبحسب ناشطين محليين، فإن خطاب الانفصال الذي يروّجه الهجري لا يتجاوز كونه وسيلة لكسب التأييد الشعبي واستقطاب المقاتلين، فيما يهدف المسار الفعلي إلى توحيد الميليشيات تحت عباءته وتعزيز نفوذه العسكري والاجتماعي، ويُرجَّح أن يسعى الهجري عبر هذا التشكيل إلى تعزيز موقعه التفاوضي مستقبلاً مع الحكومة السورية، بما يشبه تجربة “قسد” في شمال شرق البلاد.

آخر الأخبار
جريمة بشعة.. ضحيتها طفلتان في "الشيخ مسكين" بدرعا أنقرة ودمشق تؤكدان وحدة الموقف ومواصلة التنسيق لمواجهة الإرهاب قطر تدعم التعافي النفسي في سوريا بمشروع نوعيّ الرئيس الشرع: تنسيق الجهود الوطنية لتحقيق تنمية شاملة دعم جهود العودة الطوعية للاجئين العائدين تعزيز الشفافية والتشاركية بحلب بين الحلقات الاقتصادية والاجتماعية ملامح جديدة لتنظيم المنشآت التعليمية الخاصة كارثة أمام أعين الجميع.. اختطاف الطفل محمد في اللاذقية الاستفادة من الخبرات العالمية لتطوير المناهج وطرائق التدريس قطع كابلات الاتصالات والكهرباء بين درعا وريف دمشق مبادرة تشاركية لتنظيف مرسى المارينا في طرطوس معدلات القبول للعام.. حرمت مئات طلاب "حوض اليرموك" "تجارة وصناعة درعا" في التجارة الداخلية لبحث التعاون المصارف الاستثمارية.. خطوة نحو تمويل المشروعات الكبرى هل ملأت المرأة المثقفة.. فراغ المكان؟ فوضى الكابلات والأسلاك.. سماء دمشق تحت حصار الإهمال المتجذر !   تحويلات الخارج تحرّك السوق..وتبُقي الاقتصاد في الانتظار تقرير حقوقي يوثق انتهاكات واسعة ترتكبها "قسد" في الرقة ودير الزور الروابط الفلاحية في حمص تطالب بإنقاذ محصول الزيتون من أزماته أردوغان: على "قسد" أن تكمل اندماجها في المؤسسات السورية