الثورة – لينا إسماعيل:
شهد محصول الزيتون خلال موسم 2025 صعوبات كبيرة، ما أدى إلى تراجع الإنتاج، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى التغيرات المناخية من جفاف وارتفاع درجات الحرارة، إضافةً إلى موسم “المعاومة” الطبيعي للشجر، وعدم قدرة المزارعين على توفير الخدمات الزراعية كالتسميد والري، بالإضافة إلى تأثيرات التعديات على الأشجار والحرائق التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
أكبر مخزون ولكن!
“الثورة” رصدت واقع موسم الزيتون وإنتاج الزيت 2025 من خلال تواصلها مع عدد من الروابط الفلاحية في محافظة حمص. وأوضح رئيس رابطة المخرم الفوقاني صلاح النمر أن المنطقة الشرقية في محافظة حمص تمتلك أكبر مخزون لمحصول الزيتون بكل أنواعه وأصنافه، وقد أثبتت التجارب أن الزيت فيها يحمل أفضل المواصفات التصديرية من حيث الأسيد والبروكسيد.
وبين أن هناك معوقات حقيقية تواجه أشجار الزيتون، وأهمها غياب دعم وزارة الزراعة للمزارعين، وانتشار حشرة (حفار الساق) بشكل كبير وملحوظ، وعدم فعالية السموم الموجودة في متناول الصيدليات الزراعية، أثبتت أنها غير ناجعة لمثل هذه الحشرة، ناهيك عن الجفاف وقلة المياه، فالأشجار مروية وليست بعلاً، على حد قول النمر، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الحراثة، إذ تشكل عبئاً مضاعفاً على المزارعين.
وتحدث رئيس رابطة المركز الشرقي إياد السوعان، عن أهمية زراعة الزيتون في منطقة المركز الشرقي، وتحتل المرتبة الأولى أيضاً من حيث الكم والنوع بالنسبة لزراعة الأشجار المثمرة، نظراً لقابلية معظم مناطق الاستقرار لنجاح زراعة شجرة الزيتون.
وبين أن زراعة الزيتون تنتشر في كافة منطقة المركز الشرقي بحمص، ولاسيما (ريان وزيدل، والمشرفة، والجابرية، والفرقلس، حتى القريتين شرقاً، والأشرفية والمختارية والنجمة، وكفر عبد شمالاً، والجديدة والنزهة وجندر والمظهرية والجميلية، والفحيلة والروضة جنوباً)، وتتميز بالأصناف المرغوبة والمقاومة للأمراض، مثل: (القيسي والصوراني).
وتابع: إن هناك صعوبات تتفاقم أثرت على المردود، أبرزها الجفاف هذا العام، وقلة الهطولات المطرية، وارتفاع درجات الحرارة، وذلك في وقت الإزهار، ما أدى إلى تدني الإنتاج، ويباس بعض الأشجار، بالإضافة إلى الإصابات الحشرية، كحفار الساق وعين الطاووس القطني، وكذلك ارتفاع تكاليف زراعة الزيتون أصلاً، لما تتطلبه من محروقات وأدوية، واليد العاملة وتوفير الطاقة اللازمة لاستخراج المياه والسقاية.
وعن واقع معاصر الزيتون، أوضح السوعان أنها متوفرة بالقرب من أماكن زراعة الزيتون، لكنها تحتاج إلى مراقبة دورية لآلية العمل، وتحديد أسعار مقبولة ومنطقية للعصر والابتعاد عن حالات الغش الكبيرة التي تشهدها، ويدفع ثمنها المستهلك من جيبه، والفلاح من سمعته وجهده.
مطالب فلاحية
وأجمع رؤساء الروابط الفلاحية في محافظة حمص على عدد من المقترحات، ناشدوا من خلالها الحكومة عبر صحيفة الثورة للاستجابة لها بدعم من وزارة الزراعة أهمها دعم المحروقات، والأسمدة لزيادة الإنتاج، ومنح قروض حسنة دون فوائد لمستلزمات الإنتاج، بما يساعد الفلاح على القيام بأعمال الزراعة، ويخفف الأعباء المترتبة عليه.
وتطرقوا إلى فتح أسواق خارجية لتسويق الإنتاج، والاهتمام بتعبئة الزيت السوري ضمن عبوات زجاجية صغيرة، كونها مرغوبة للتصدير أكثر، بالإضافة إلى فتح باب الاكتتاب على جرارات زراعية، باستطاعات مختلفة، تناسب حاجة المزارعين، والتقسيط لعشر سنوات من دون فوائد مساعدة للمزارعين على أداء عملهم الداعم للاقتصاد الوطني.
وأشار رؤساء الروابط الفلاحية إلى التوقع بتدني الإنتاج مقارنة بالعام الماضي لأكثر من ٥٠ بالمئة بالنسبة للبعل، بحدود ٣٠ بالمئة بالنسبة للمروي عن العام الماضي نتيجة مجمل العوامل التي سبق ذكرها وفي مقدمتها الصعوبات المناخية والتعديات وحرائق الأشجار، بما يؤثر على الإنتاج المحلي ويضعف من قدرة القطاع الزراعي على تلبية متطلبات السوق المحلية.