الثورة – سامر البوظة:
تتصاعد حدة التوتر بن أوروبا وروسيا على خلفية الطائرات المسيرة المجهولة التي تخترق أجواء القارة الأوروبية مؤخراً، إذ يتهم مسؤولون أوروبيون موسكو بالوقوف وراء إطلاق هذه الطائرات، بينما الأخيرة تنفي وتؤكد ان لا مصلحة لها بذلك.
اليوم، اعتبر الكرملين أن تصريحات السياسيين للاتحاد الأوروبي بشأن تورط موسكو في تحليق الطائرات المسيرة بأنها “تصريحات عشوائية” ولا أساس لها من الصحة، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “إن العديد من السياسيين في أوروبا يميلون الى إلقاء اللوم على روسيا في كل شيء، وأنهم يفعلون ذلك دائماً دون الاعتماد على أي أساس”، بحسب قناة “الحدث”.
في حين ألمح ديمتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إلى أن القوات الأوكرانية نفسها قد تستخدم مثل هذه الطائرات بشكل استفزازي بهدف جرّ أوروبا إلى حرب ضد روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في وقت سابق أن بلاده تراقب عن كثب ما وصفه بـ “عسكرة أوروبا”، مشيراً إلى أن الرد الروسي سيكون سريعأ.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه حرب المسيرات أيضاً بين روسيا وأوكرانيا، حيث وقعت انفجارات صباح اليوم في مدينة خيرسون الأوكرانية بحسب صحيفة “أوبشيستفينويه نوفوستي”، وذكرت الصحيفة أنه لم يتم تفعيل صفارات الإنذار في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات الأوكرانية في مقاطعة خيرسون، فيما دوت صفارات الإنذار في مقاطعتي سومي وتشرنيغوف في أوكرانيا.
بالمقابل، أسفر قصف صارخي أوكراني عن مقتل ثلاثة أشخاص في إحدى قرى منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، بحسب ما أفاد الحاكم المحلي الذي لفت إلى أن بعض الأشخاص ربما ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.
وفي وقت سابق من الليلة الماضية أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 53 طائرة مسيرة أوكرانية فوق المناطق الروسية خلال الليل، منها 28 فوق مقاطعة بيلغورود، و11 فوق مقاطعة فورونيج، و6 فوق مقاطعة روستوف، ومسيرتان فوق كل من مقاطعتي بريانسك وكورسك، وطائرة مسيرة فوق كل من مقاطعات ليبيتسك وتامبوف وسمولينسك ونيجني نوفغورود.
من جانبه اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالسعي إلى زعزعة استقرار أوروبا من خلال الطائرات المسيرة في أعمال تخريب وإرباك.
وقال زيلينسكي خلال كلمة مصورة له مساء أمس، “إن روسيا تستخدم ما يسمى بـ “أسطول الظل” ليس فقط لتمويل الحرب عبر نقل النفط بواسطة الناقلات، بل أيضاً لأعمال تخريب ومحاولات متعددة لزعزعة الاستقرار في القارة الأوروبية”، وعمليات الإطلاق الأخيرة للطائرات المسيرة من ناقلات النفط أحد هذه الأمثلة.
ولم تؤكد بعد المعلومات الرسمية حول مصدر الطائرات المسيرة التي رصدت مؤخراً في دول من بينها الدنمارك وألمانيا والنروج، فيما تنفي روسيا أية علاقة لها بالأمر.
