هــــــل تنزلــــــق ليبيــــا إلـــــــى حـــــرب حارقــــــة؟..

يقول باتريك وينتور: انزلقت ليبيا نحو الفوضى منذ اغتيال معمر القذافي عام 2011 وقامت قيامة البلاد ولم تقعد لغاية هذه اللحظة فكل من في البلاد يغني على ليلاه، خاصة بعد التدخلات الخارجية في ليبيا من قبل تركيا وقطر ما زاد الأمر سوءاً، من خلال الدعم اللامحدود للمليشيات التابعة سواء لتركيا أم لقطر من خلال تهريب السلاح والذخيرة إلى البلاد، فالمخاوف تتصاعد يوماً بعد يوم من تجدد الحرب في ليبيا بعد أن استولت القوات المتحالفة مع الحكومة في طرابلس على عشرات الجنود من قوة منافسة قوية تابعة للمشير حفتر، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أنه سينهي زيارة للبلاد وهو يشعر بقلق عميق). وقال غوتيريس: إن اجتماعًا رئيسيًا مع المشير خليفة حفتر، لم ينتج عنه ضمانات لتجنب التصعيد. وقال غوتيريس (أغادر ليبيا عميق، ما زلت آمل أن يكون من الممكن تجنب المواجهة الدموية في طرابلس وحولها، وقال غوتيريس في تغريدة: إن الأمم المتحدة ملتزمة بتسهيل حل سياسي، ومهما حدث فإن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الشعب الليبي).
وبعد أن أمر حفتر قواته بالتقدم في العاصمة، استطاعت القوات المؤيدة للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس أسر 145 جندياً، وإن رجال حفتر تم أسرهم في بلدة الزاوية غربي طرابلس على متن 60 سيارة. والرجال الأسرى هم مقاتلون فيما يسمى الجيش الوطني الليبي التابع لحفتر، الذي أمر بالمسير إلى طرابلس يوم الخميس في خطوة مفاجئة بمناسبة تصعيد خطير في صراع على السلطة استمر منذ اغتيال معمر القذافي في 2011. حيث دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قوات حفتر إلى وقف جميع الحركات العسكرية وطلب من جميع الأطراف وقف التصعيد. وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، كريستوف هوسجن، (لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع) في ليبيا وفي محاولة لتفادي حرب واسعة النطاق، وقد التقى غوتيريس بحفتر في بنغازي يوم الجمعة الماضي. وقضى غوتيريس، الذي كان في طرابلس هذا الأسبوع للمساعدة في تنظيم مؤتمر للمصالحة الوطنية المقرر عقده في وقت لاحق من هذا الشهر في مجمع للأمم المتحدة شديد التحصين في إحدى ضواحي طرابلس، وقبل أن يتوجه إلى بنغازي ذهب غوتيرس إلى طبرق، وهي مدينة شرقية أخرى، للقاء المشرعين في مجلس النواب، المتحالف مع حفتر. وكان الأمين العام للأمم المتحدة يزور في الأصل ليبيا للترويج لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي تم التوصل إليه بوساطة مضنية والمقرر عقده في مدينة غدامس في غضون أسبوعين، حيث ترى الأمم المتحدة أن المؤتمر فرصة لإنهاء الانقسامات المؤسسية بين الشرق والغرب في ليبيا المنقسمة على نفسها بعد معمر القذافي، وكذلك تمهيد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية العام.
هذا وقد غيمت سحب الترقب والتساؤلات على أبواب مدينة سرت الأسبوع الماضي، بعد تقدم قوات الجيش الوطني، وعلى نحو مفاجئ، باتجاه جنوب المدينة، وذلك في تحرك عسكري قوبل بإعلان القوة التابعة لحكومة الوفاق (حالة النفير والطوارئ) واستدعاء كافة وحداتها الاحتياطية ووصول تعزيزات عسكرية من مدينة مصراتة، وهو ما وصفه متابعون بأنه بالون اختبار لفتح جبهة عسكرية غرب البلاد، وسط مخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب مدمرة، إذا ما مضى هذا السيناريو إلى نهايته.
ومع تداول وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لتقدم قوات تابعة للجيش نحو جنوب المدينة، في المقابل ومع إعلان قوة حماية سرت حالة النفير العام واستدعاء الاحتياطي، جاء تأكيد القوة أنها (قامت بتسيير دوريات 90 كلم جنوب وشرق المدينة)، مؤكدة أنها (ملتزمة بمواقعها المكلفة تأمينها). وفي رد فعل تحذيري أمام هذه التحرك، جاء بيان القوة ليصف ما تقوم به بما يسمى قوات الكرامة بأنه (استفزاز للقوة مرفوض تماماً ولن نقف موقف المتفرج)، ونبهت في الوقت نفسه إلى أن (أي محاولة اعتداء على المدينة هو بمثابة إعلان حرب ستحرق الأخضر واليابس)، وتواكب بيان قوة حماية سرت مع فيديوهات تحذيرات فردية أطلقها بعض منتسبيها تتوعد من يقترب من مناطق نفوذها، فيما حذر (مجلس حكماء مصراتة) من حرب أهلية دامية حال تقدم قوات الجيش إلى سرت، الخاضعة لسيطرة قوات (البنيان المرصوص). وقد استقدمت سرت تعزيزات عسكرية قادمة من مصراتة، وقال مصدر عسكري إن (القوة العسكرية لدعم قوة حماية وتأمين سرت التي هي في حالة استنفار ونفير). ولفت المصدر إلى أن المدينة تشهد (حالات تفتيش للسيارات في مداخلها). وإلى (قوات عسكرية تابعة لعملية الكرامة متمركزة في سلطان والعامرة 60 كلم شرق سرت). وتأتي هذه التطورات، مع إعلان (لواء 73 مشاة) التابع لقوات الجيش، في بيان، سيطرته على (بوابة بوهادي) جنوب المدينة وتقدمه باتجاه المدينة (دون وقوع أي مقاومة من الميليشيات). مع وصول قوة عسكري آخرى تابعة للجيش إلى منطقة الوادي الأحمر، بينما تشهد مدينة سرت حالة استنفار، خاصة بوابة أبو زاهية عند مدخل المدينة الشرقي التي تبعد 20 كلم عن المدينة، حيث يجري تفتيش السيارات المارة من قبل العناصر الأمنية المتمركزة في البوابة. وعليه ووفق هذه التقديرات والسيناريوهات، يبقى القول إن الترقب هو سيد الموقف ورهن لتوقف قطار العملية السياسية عند محطة أبوظبي، بما يعزز تساؤل (ذا غارديان) حول ما إذا كان (حفتر سيلتزم حقاً بالعملية الديمقراطية، أم أنه، كما يخشى البعض، سيستعد للسيطرة على مناطق أكثر في الغرب قبل هجوم أخير على طرابلس؟). وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية في ليبيا
The Guardian

ترجمة: غادة سلامة
التاريخ: الاثنين 8-4-2019
الرقم: 16951

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"