مازال بعض الغش قليله أو كثيره يستهوي فعله في ميدان اللا أخلاق شريحة من أصحاب الضما ئر الميتة والخالية من كل احساس أو شعور تجاه ابناء المجتمع الذين تجمعهم وحدة حال في دائرة ظروف ضيقة ،قاهرة، ضاغطة..تأقلم معها الغالبية بكبس الملح على الجرح،واعتكاف الأنين الصامت لان رجع الصدى لا يجدي نفعا.
بالأمس اصطحب زميلنا جرة غاز فارغة في جولة خطنا الصباحي لنفاجأ ظهرا أنه استبدل الجرة بأخرى مليئة ،فرحنا له بهذا الإنجاز وكأنها لكل واحد فينا..ولطالما أفراحنا لا تكتمل إلا تقسيطا .. وشت هذه الجرة وفضحت حالها حين أزكمت أنوفنا لمسافة ساعة رائحة الغاز المنتشرة في ميكرو الخط ظهرا..
وما بين معاناة من وصفة ربو وضغط وكريب وضيق نفس عند البعض ..انتهت السالفة بأن الجرة التي تم تعبئتها من مركز توزيع معتمد رسمياً كانت تتمتع بحالتي غش كارثية ..صمام أمان لا علاقة له باسمه فهو مضروب وتم تدبيره بلاصق الكهرباء..والأمر الآخر لا يوجد غاز في داخلها ولا هم يحزنون، لقد ضغطت بالماء العادي.لتبدو ثقلية بأوهام الغاز النظيف غير القابل للغش .
ولأننا كنا شاهدين على حالة غش موصوفة لا تخلو من خطورة مضّرة في ساعة غفلة ونحس ..سألنا زميلنا المغبون عن إجراءات تدبرها.. كان جوابه أنه وضعها أمام البناء الذي يسكنه وطلب من أحد المحلات التي تعبئ رؤوس غاز صغيرة» للسيران».كي يتفادى عيب الجرة بتهريب الغاز إلا أن المفاجأة كانت اكبر من حاجة وضرورة..قليل من الغاز هرب من صمام مضروب، وكثير من ماء وهواء ضغط بأيدٍ خبيثة لا تعرف طعم الحلال ولا حتى جزءا من أبجديات الضمير الحي والأخلاق العامة والخاصة .
هذه الحادثة ليست بسيطة وإن بدت صغيرة ، لكنها في جدول التراكمات وبند الضبوط المعلنة باستمرار،هي واحدة من عشرات ومئات أن لم تكن بالآلاف ربما تحصل على مستوى الجغرافيا ،لهثا وراء ربح غير مشروع من قبل ضعاف النفوس الذين يسيئون إلى المواطن بشكل مباشر والى جهود الحكومة التي تسعى بكل امكانياتها لتوفير حاجات المواطن متحملة كل المطالبات والانتقادات في حين من يسيء ويحاول متعمدا ، أو يتعمد أداء هذا النوع من السلوك موجود في كل المؤسسات و الدرجات في الشارع والمنزل ، خطته المدبرة ، أن يغش ويكذب وينتحل صفات غيره .
فإن كانت الدولة والحكومة لا تقصر بغض النظر عن بعض الملاحظات هنا وهناك في ظروف حرب وفوضى مختلفة ، فإن الأهم ألا تقصر الأجهزة الرقابية بتطبيق القانون وفرض اجراءات ردعية موجعة قادرة على ضبط المعدل الأكبر من نسب حالات الغش في الغذاء من طعام وشراب وسلع وأدوات صناعية تمس أمننا النفسي والاجتماعي والمنزلي.ناهيك عن الامور الاكثر تعقيدا على الصعيد الاستراتيجي .
المرء لا يخاف إلاّ على جلده ، ومن كان جلده سميكا لا تحركه إلاّ الخلايا الفاسدة يجب إخضاعه لشروط المحاسبة الاجتماعية الضابطة بفعل القوانين ..فلا يعتقدن أحدا ما صغيرا كان أم كبيرا أنه يستطيع الاصطياد دوما في المياه العكرة في غفلة من فوضى وأنه فوق القانون لأن سقف الوطن هو المعيار وفوق الجميع وصاحٍ لكل شيء.
غصون سليمان
التاريخ: الخميس 11-4-2019
الرقم: 16954