الجــــولان ..وجـــع الذاكـــرة والحنـــين

لم يبق لأبي بلال سوى الذكريات التي حدثنا عنها وهو حابس لحزنه كاتما لدمعة كادت أن تنزل من عينيه وهو يتحدث عن الجولان الحبيب . عن المكان الذي ولد فيه هو وإخوته وبالأخص عن قريته منبت رأسه «ناحية البطيحة «الواقعة عند ملتقى الحدود السورية الأردنية الفلسطينية في أقصى جنوبي الجولان وكانت تضم 21 قرية ومزرعة عربية سورية ومنذ طفولته كان والداه وأخوته الأكبر سنا يحدثونه عن جمال الجولان والطبيعة الساحرة والتربة الخصبة الموجودة في أراضيها فتعتبر أراضي منطقة البطيحة من أغنى مناطق الجولان بالمياه والتربة الخصبة حيث أن مناخ البطيحة ووفرة المياه العذبة فيها هيأ تربتها لزراعة ونمو أشجار البرتقال والتفاح والبلح والموز والجوافة والمانغا والأكي دنيا وبعض أنواع الأشجار النادرة التي تنتج أخشابا عالية الجودة اضافة الى استخدامها كوقود فحمي .
وهنا يضيف أبو بلال بالقول : كان والدي رحمه الله يعمل فلاحا حيث يمتلك أراض كثيرة يزرع غالبيتها بأشجار الموز، وغيرها من الأشجار المثمرة مثل الزيتون والحمضيات .
ثروتها السمكية
ويعد الجولان وبالأخص البطيحة من أجمل الأماكن في الشرق الأوسط ويحد منطقة البطيحة من الغرب بحيرة طبريا التي اشتهرت بجمالها وبثروتها السمكية وقد وجد فيها أكثر من 22 نوعا من أنواع الأسماك .
كما يحد البطيحة من الجنوب قرية النقيب الفلسطينية ومن الشرق قرى الجولان المنحدرة في القطاع الجنوبي ومن الشمال قريتي الويسية والجعانين
وتضم منطقة البطيحة جغرافيا جبال وأودية وسهول وتلال وتبلغ مساحتها الكلية 53980فدان من الأرض حيث تتألف من قسمين قسم سهلي منبسط هلالي الشكل طوله 12 كيلومتر وعرضه 1.5كيلو متر وفي أودية الصفا والدالية ووادي الزاكية تجعل من مساحته 18ألف دونم تروى من قناتي الشيدة والعفريتية وقسم جبلي تنمو فيه بكثافة الأشجار الحراجية المعروفة وأشجار الفاكهة المتنوعة.
دافئة شتاء
هذا وترتفع البطيحة عن سطح البحر بمقدار 186مترا وتتميز باتساع المكان وحرارتها الدافئة شتاء وغزارة المياه وما تضفيه على المنطقة من اخضرار دائم كما تعتبر ذات أجواء رطبة لقربها الشديد من بحيرة طبريا فضلا عن وجود الينابيع والسواقي والعيون في مختلف قراها مثل عين الباشا وعين المسار وعين المزفرة الكبريتية على الحد الأقصى الجنوبي على الحدود مع فلسطين
ويقول أبو بلال وبقلبه غصة لن تمحى وتزول حتى يزول معها هذا الاحتلال الذي سلب أراضينا وبيوتاتنا الجميلة متنهدا بعبارة لها مدلولها الوجداني « إن أمي وأبي وإخوتي الأكبر مني قد ولدوا وترعرعوا في الجولان الحبيب « أما أنا فقد ولدت فيها ومنعني الاحتلال الصهيوني أن أكبر فيها وما زلت حتى يومنا هذا أحلم ان أعود الى المكان الذي ولدت فيه .
فبعد نكبة عام 1948كانت البطيحة وقراها البالغ عددها 21بلدة وقرية مركزا لتجمع للأخوة الفلسطينيين المهجرين حيث التجأوا الى قرى البطيحة ,المحجار ,دير عزيز , الرفيد , المساكبة , كفر عاقب ,عمرة الفريج ,قصيبة ,الكرسي ,الدوكا ,القراعنة ,القصير , كنف, قطوع الشيخ علي , جرمايا , السيبة ,الدردارة ,الجبيلية, المسعدية ,الحسينية . غزيل
وفي 11/12/1955 هاجمت القوات الاسرائيلية قرية البطيحة بهدف تدمير اربعة نقاط عسكرية امامية للجيش السوري انطلقت القوات الغازية من مستعمرة عين غيف تساندها المدافع والرشاشات والطائرات والزوارق الحربية , وأسفر هذا الاعتداء عن استشهاد خمسين مواطنا أعزل من أبناء القرية والقرى المحيطة بها ,وأسر 30 مواطنا ومجندا سوريا ومقتل حوالي 20 من القوات الاسرائيلية المهاجمة وجرح 50 اخرين وقد تخلل هذا الهجوم تدمير عدد من منازل القرى السورية وقتل سكانها تحت ركامها وسلب ما وجدوه من مال ومتاع وذلك بحسب تقارير لجنة الهدنة المشتركة التابعة العاملة ضمن قوات الامم المتحدة في المنطقة
وبعد احتلال الجولان في عدوان حزيران عام 1976تم تهجير غالبية سكان قرى البطيحة الى مخيم الوافدين في دمشق الذي يبلغ عدد سكانه اليوم ما يقارب 53 الف نسمة اغلبهم من نازحي الجولان المحتل
وأقام كيان الاحتلال مكان البطيحة مستوطنة تسمى راموت وفنادق ومنتجعات ومنشآت سياحية .
ميساء العجي

التاريخ: الثلاثاء 16-4-2019
رقم العدد : 16958

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك