بات مؤكداً أن دعوات النفير العام التي يختنق بها المدعو الجولاني من مخبئه لن تفيد إرهابييه بشيء، بعد أن هبت عاصفة الجيش العربي السوري بقوة، وتحيط بهم من كل حدب وصوب، رداً على خروقاتهم واعتداءاتهم، وارتكابهم المجازر بحق أهالي ريفي حلب وحماة، واتخاذهم المدنيين في إدلب ومحيطها دروعاً بشرية لاستكمال جرائمهم.
فسماء المعارك تعجُّ بغيوم الانتصارات، وليس هناك ما يثني قواتنا المسلحة الباسلة عن هدفها في القضاء على الإرهاب، مهما كلف ذلك أو غلت التضحيات، وهو ما أدى لاعتلال جملة المتطرفين العصبية، وتجلط أوردة داعميهم، التي لن تستجيب لأي مميعات مهما كانت ذات تأثير أو فعالية.
ظروف الميدان وقساوته لن تنسينا الجهود السياسية التي تبذلها الدول الحليفة والشريكة لسورية، بهدف إعادة تفعيل المسار السلمي والعمل من أجل الوصول ليس لخفض التصعيد وحسب، بل لوقف القتال بشكل نهائي، بعد القضاء على الإرهاب وتنظيف البلاد من درن التكفيريين، ووضع حد للجرائم التي ينفذونها بدم بارد، في الوقت الذي لا تزال فيه الدول والجهات الراعية للمرتزقة تعوّل على تغيير تلك الظروف، وانقلاب المناخ السياسي والعسكري لمصلحتهم.
أميركا التي تجر أولئك للتهلكة تستخدم تكتيك المماطلة والتسويف والنفخ في جمر العصابات التي تدعمها، ولهذا تتبدل مواقفها بين ليلة وضحاها، وهو ما يدفع بالنتيجة لتغيير مواقف وكلائها الذي يسبحون في فلك بيتها الأبيض دون أدنى سيطرة على اتجاه التحرك والعبور، وإلا ما تفسير تحركات إرهابيي» قسد» الجديدة، وانتقال أعداد كبيرة منهم إلى منطقة الجزيرة، بالإضافة للجرائم التي يرتكبونها بحق الأهالي في الرقة ودير الزور؟.
ما تمارسه واشنطن من تحريض على استمرار الحرب في سورية، لا ينفصل عن التصعيد والابتزاز الذي تمارسه ضد دول المنطقة والعالم، إن كان لجهة رفع منسوب التوتر مع إيران، والعمل على إثارة الخلافات والمشكلات مع جيرانها، أم ما تفعله في شبه الجزيرة الكورية لتعكير أجواء الهدوء التي سادت هناك في المراحل الأخيرة، ذهاباً إلى فنزويلا التي تصبُّ فيها الزيت على نار الفوضى التي أوقدتها، ولا تعرف كيف ومتى تنطفئ.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 17-5-2019
رقم العدد : 16980