تتسبب الولايات المتحدة بنشر الفوضى وعدم الاستقرار في العديد من دول العالم، بسبب سياسة الغطرسة والبلطجة التي تتبعها لمحاولة فرض هيمنتها، ولكن في الوقت نفسه تتسبب بالكثير من المآسي لمواطنيها الذين تجندهم لكي يكونوا وقودا لتنفيذ أطماعها التوسعية، حيث أسفرت حروب واشنطن في أفغانستان والعراق، عن مقتل آلاف الجنود الأميركيين وإصابة كثيرين بجروح، ولا تزال القوات الأميركية منتشرة في البلدين حتى يومنا هذا، إضافة إلى بلدان كثيرة تحتلها تحت أشكال وعناوين مختلفة.
فقد انهالت آلاف الردود «المملوءة بالمآسي» على سؤال طرحه الجيش الأميركي عبر «تويتر»، حول كيفية تأثر الأميركيين بالوقت الذي قضوه في الجيش.
وحصد السؤال نحو عشرة آلاف رد منذ نشره أواخر الأسبوع الفائت، أي قبل أيام من بدء العطلة السنوية التي يستذكر الأميركيون خلالها من قضوا منهم خلال خدمتهم في القوات المسلحة.
ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الكثير من الردود جاء تحت هويات مجهولة، أو تضمن تفاصيل لم يكن من الممكن التأكد من صحتها بشكل مستقل لكنها رسمت صورة مروعة للثمن الذي دفعه الذين قاتلوا في الحروب الأميركية.
ولفت أحد المستخدمين إلى الحربين في أفغانستان والعراق قائلا إنهما سببتا له اضطراب ما بعد الصدمة وألما مزمنا.
وكتب مستخدم آخر: عاد والدي من القتال في العراق وكان مستاء وغاضبا بشكل متواصل ومصابا بجنون الارتياب، وبعد ذلك خضع للكثير من العلاج لكن صحته العقلية والنفسية ليست على ما يرام حتى الآن، تغير بالتأكيد بعد كل ما مر به.
وقال آخر: خدم ابني وشارك في عملية ما يسمى «الحرية الدائمة» في أفغانستان وعاد، ومن ثم تجند مجددا وانتحر برصاصة في رأسه.
وأجاب أحد المستخدمين على سؤال الجيش الأمريكي، قائلا إنه أصيب بخلطة القتال: اضطراب ما بعد الصدمة واكتئاب شديد وقلق… عزلة… محاولات انتحار.. غضب لا محدود… كلفني ذلك علاقتي بنجلي الأكبر وحفيدي. وكلف بعض رجالي أكثر من ذلك بكثير.. كيف أثرت خدمة الجيش عليّ؟ اسألوا عائلتي.
وتطرقت بعض الردود إلى جوانب أخرى، فقال أحد المستخدمين: أجبرت على الاستقالة عندما كنت أخدم في الكويت خلال حرب الخليج الأولى لأنني مثلي وتم تسريحي بطريقة لم تكن مشرفة رغم الشهادات بشأن أدائي المتميز.
بدوره شكر الجيش كل من رد في صفحته الرسمية وكتب: قصصكم واقعية وتحمل أهمية وقد تساعد آخرين في أوضاع مشابهة. وأضاف: بينما نكرم في نهاية الأسبوع الذين قدموا التضحية الكبرى عبر استذكار خدمتهم، ندرك أنه علينا رعاية من عادوا إلى بلدهم وهم يحملون ندوبا غير مرئية.
وفي سياق مواز أشار الخبير الاقتصادي الأمريكي بيتر شيف إلى أن حصة العملة الأمريكية في احتياطات الدول الأجنبية تتراجع لمصلحة الذهب، مشددا على أن المعدن النفيس يحل تدريجيا محل الدولار.
وقال إن حصة الدولار في احتياطات الدول الأجنبية تبلغ حاليا 22%، بعدما كانت في وقت سابق عند مستوى 46%، خلافا لحصة الذهب التي ارتفعت على مدى السنوات العشر الماضية إلى 19%. وأضاف شيف، وهو كاتب ووسيط استثماري ومعلق اقتصادي، أن مراهنة موسكو على الذهب مرتبطة بتوقعات قالت إن الدولار سيشهد أزمة على نطاق واسع.
وكالات – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 28-5-2019
رقم العدد : 16988
