الضغط القسري والديكتاتورية في العلاقات الدولية سياسة فاشلة… موسكو: زيادة واشنطن قواتها في المنطقة تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين
على خلفية التحشيد الأميركي في المنطقة بهدف التصعيد والدفع نحو العسكرة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نشر الولايات المتحدة الأميركية قوات إضافية في منطقة الشرق الأوسط أمر خطير يهدد الأمن والاستقرار.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز بموسكو أمس إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال 1500 جندي إضافي إلى منطقة الشرق الأوسط أمر خطير.. فكما يعلم الجميع عندما تتزايد القدرات العسكرية تزداد المخاطر وتهديدات الأمن والسلم الدوليين.
كما اعتبر لافروف أن تجربة كوبا تثبت فشل سياسة الضغوط الأميركية على الدول الأخرى ونهج فرض العقوبات أحادية الجانب عليها، وقال: تؤكد تجربة كوبا فشل سياسة الديكتاتورية في العلاقات الدولية وعدم جدوى الضغط القسري.
وأضاف: نشاطر الأصدقاء الكوبيين قناعاتهم برفض العقوبات غير المشروعة، ونؤكد من جديد رفضنا القاطع للحظر الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا.
وعاد ترامب إلى استخدام سياسة العقوبات ضد كوبا وتشديدها، بعدما كان سلفه باراك أوباما قد بدأ اعتماد سياسة انفراج معها وأعاد فتح السفارة الأميركية في هافانا ورفع الكثير من العقوبات عنها.
إلا أن ترامب وفور انتخابه انقلب على هذا النهج وعاود اعتماد الحصار والنهج المتشدد مع «جزيرة الحرية» منذ عشرات السنين رغم تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة مرارا وتكرارا على ضرورة رفع الحصار والعقوبات هذه.
وبخصوص الأوضاع في فنزويلا أشار لافروف إلى أن واشنطن تتجاهل رغبات الشعب الفنزويلي وتمارس سياسة عدائية وتريد تقسيم فنزويلا، مشددا على ضرورة الحوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة لحل الأزمة.
وجدد لافروف التأكيد على تمسك موسكو بقواعد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ورفضها محاولات واشنطن تغيير الوضع في أمريكا اللاتينية وفق «مبدأ مونرو».
يشار إلى أن «مبدأ مونرو» هو فكرة بلورها الرئيس الخامس للولايات المتحدة جيمس مونرو عام 1823 وتنص على تقاسم مناطق النفوذ في العالم بين واشنطن وأوروبا بطريقة تجعل عملياً نصف الكرة الغربي منطقة نفوذ أمريكية حصرية.
وتواجه فنزويلا تدخلات أميركية في شؤونها الداخلية بهدف زعزعة استقرارها عبر تشديد واشنطن العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية في محاولات مستميتة لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة.
من جهته أكد وزير الخارجية الكوبي أن سياسة الولايات المتحدة تجاه بلاده تنتهك القانون الدولي وتعوق تطورها وتضر باستقرارها، مشددا على أن كوبا لن تتخلى عن سيادتها واستقلالها وستحمي نفسها وتتغلب بإمكاناتها الاقتصادية على آثار العقوبات الأميركية.
وتتعرض كوبا لحصار اقتصادي جائر من قبل الولايات المتحدة منذ نحو ستين عاما بسبب سياساتها الرافضة لمحاولات التفرد والهيمنة الأميركية.
من جهة أخرى أعلن لافروف أنه خلال المباحثات مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي، تم الإعراب عن قلق مشترك إزاء زيادة نشاط الناتو بالقرب من الحدود.
وقال لافروف عقب محادثاته مع نظيره البيلاروسي: «تحدثنا عن مسألة عدم الانتشار ومراقبة الأسلحة، وأعربنا عن قلقنا إزاء تكثيف أنشطة الناتو بالقرب من حدودنا، وأشرنا إلى أن مثل هذه الخطوات تؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة الأورواطلسية.
وأشار المتحدث إلى أن روسيا وبيلاروسيا تدعوان الشركاء الغربيين لاحترام إقامة أمن متساو وغير قابل للتجزئة والإيفاء بالالتزامات التي تم الأخذ بها.
يذكر أنه في عام 1997، ظهرت الوثيقة الأساسية في قانون العلاقات المتبادلة والتي تنص على إمكانية التعاون والأمن بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، والتي تحدد التزام الطرفين بعدم نشر قوات عسكرية كبيرة على أراضي الأعضاء الجدد في الحلف.
وتثير عملية توسيع الناتو في أوروبا وتصرفات الولايات المتحدة فيما يتعلق بالدرع الصاروخي مخاوف مشروعة لدى القيادة الروسية، التي تؤكد في الوقت ذاته، استعدادها لمعالجة هذه القضية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 28-5-2019
رقم العدد : 16988