إصدارحين يتقنون رسم دوائرهم..هـــل يصبحـــون أكثــــــر حريــــــــةً أم وحـــــدةً..؟!

 

يُنقل على لسان شوبنهاور قوله: «لا يمكن أن يكون المرء نفسه حقاً، إلا متى كان وحيداً»..
وصفةٌ لتُصيّر المرء حرّاً..
وثمة مقولة لأميل سيوران لا تبتعد رغم ظاهرها عن الرغبة بكون المرء حرّاً حقيقةً حين يقول: كل الأفكار تتطور على هامش فكرة الانتحار.
وبالتالي كيف لنا أن نطوّر أدواتنا لنكون أحراراً دون أن يعني الأمر كوننا وحيدين..؟؟
ما هي أشكال ومعاني الحرية/الوحدة.. التي يخترعها أبناء المجتمع من علاماته الفارقة، مشاهير أدباء أو مخترعين ومطوّرين في شتى المجالات..؟
كيف تتقاطع هذه مع تلك.. كيف يطورون مهاراتهم ليتماهى المعنَيان..؟
ضمن الأعمال التي قدّمت كبير شركة آبل «ستيف جوبز» سينمائياً، صوّرته إنساناً ساعياً لتحقيق ذاته مهما كلّف الأمر.. وهو ما دفعهم للإيحاء لمختلف المتلقين كونه بصلابةٍ تتقن رسم دائرة خصوصيته التي يبتغي منها حماية نفسه وتحصيل منتهى عيشه بحرية وربما بعزلةٍ اختارها طوع إرادته.
كل الأفلام التي تحدثت عن جوبز صوّرته، لاسيما الفيلمين اللذين كان الأول منهما (Jobs) بطولة آشتون كوتشر، والثاني (Steve Jobs) بطولة مايكل فاسبندر، شخصاً متماهياً تماماً مع معاني (الحرية/الوحدة) التي خلقها مع أدواتٍ طوّرها لتكون قادرة على ابتكار عزلة المرء وحريته بالآن عينه.. وهو رمز فرادتها أو تناقضها..
وهو ما يعطي شرارة لاكتشاف معاني الحرية/الوحدة التي أرادوا ممارستها عبر إبداعاتهم وحيواتهم.. ممارسة عملية عبروا عنها بصورة واضحة كما في قول الشاعر الأمريكي تشارلز بوكوفيسكي: «لدي دائماً لهفة إلى العزلة، إن وجودي في حفلة، أو في ملعب مليء بالناس يهتفون لشيء ما، هو ما يجعلني أشعر بالوحدة!».
مع بوكوفسكي، ليست العزلة مجرد خيارٍ لعيش الحرية.. يصل الأمر معه لتصييرها متعةً يطاردها.. فلا حرج لديه من التعبير عن أنها «أحد أجمل المتع في حياتي، هي أن أغلق علي باب حجرتي، وأستغرق في عزلتي تماماً، بعيداً عن أيّ شخص أخر!»..
وفي رصيده الكثير من العبارات التي تدل على نفوره من العيش وسط الناس.. كأنما كانت مجرد وسيلة لتأكيد عزلته وجعلتها ذاتية الصنع وليست مفروضة..
بينما ثمة من نظر للوحدة بطريقة سلبية.. معتبراً أنه «يتجرّعها» قسراً كما الكاتب جون شيفر حين وصفها: «إن الوحدة نوعٌ من الجنون»..
ومع ذلك لا يسلخ عنها شيفر صفة القوة الحيوية التي تمنحها للمرء.
ربما تكمن ميزة البعض في قدرته على التقاط تقاطعات تنتج عن تشبيك دوائر معانٍ عدة.. وبالتالي يلمحون ذاك المزيج المتأتي من دمج كل من: العزلة، الحرية، القوة، وحتى الوحدة.. لتنتج لديهم خلطة تشبه تلك التي أنتجها بول أوستر في عمله «في اختراع العزلة».. حيث العزلة في فخامة المعنى التي منحه لها.. مُنتَجةً على هئية كتب.
لميس علي
lamisali25@yahoo.com

 

التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً