الانطباع الأولي الذي تم تكوينه عن منتخبنا الكروي الناشئ بعد متابعته يوم الاثنين الماضي، خلال مواجهته نظيره اللبناني لحساب افتتاح مباريات المنتخبين في بطولة غرب آسيا للناشئين المقامة حالياً في الأردن، يبدو إيجابياً لحد ما، ذلك أن عناصر هذا المنتخب أظهرت قدرات وإمكانات مميزة على المستوى الفردي توحي بأن مستقبل منتخباتنا لناحية توفر الزاد البشري سيكون بأمان، باعتبار أن عناصر منتخبنا الناشئ ستمثل منتخباتنا الكروية في الفئات كافة خلال السنوات القادمة، لكن يبقى هناك سؤال يطرح نفسه بقوة ويتركز على حقيقة ما يمكن تقديمه لهذا الجيل الكروي وإمكانية تطوير قدرات لاعبيه بالشكل الأمثل.
مجموعة اللاعبين التي يضمها منتخبنا الكروي الناشئ ليست الأولى التي تظهر قدرات مميزة على مر الأجيال التي خرجتها كرتنا، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، ولكن الحقيقة هي أننا لا نعرف ماذا بعد ذلك ؟!
غالبا ما امتلكت منتخباتنا أدوات مميزة في جزئية الاعتماد على المواهب، و دائماً ما كان لاعبو منتخباتنا متمتعين بقدرات وإمكانات طيبة ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الفئوية، ولكن من جديد يبقى السؤال الملّح : ماذا بعد ذلك ؟!
تعالوا نستذكر عدد الأجيال الكروية المميزة التي مرت على كرتنا والتي لم يستطع اتحاد الكرة على اختلاف مجالس إدارته استثمارها بالشكل الأمثل، وبالتالي إيصالها لمستوى يمكّنها من تحقيق النجاحات والنتائج التي ينتظرها الشارع الكروي منذ عقود، وسنجد أننا أمام سلسلة هائلة من الأجيال منها على سبيل المثال لا الحصر جيل المتوسط وجيل منتخب الشباب عام ٩٤ ، وأخيراً :جيل منتخب الرجال الحالي ومن قبله جيل منتخب الناشئين المونديالي الأخير، والذي سبقه أيضاً جيل آخر وصل لمونديال الناشئين في بداية الألفية الحالية، لتبقى كرتنا ورغم تتالي الأجيال المميزة فيها حبيسة بعض النتائج الآنية، والعمل وفق الطفرات دون وجود أي شيء يشير لوجود عمل منظم من اتحاد الكرة، بغض النظر عن هوية رئيسه وماهية أعضائه.
اليوم كل ما نخشاه أن يكون الجيل الذي يضمه منتخبنا الناشئ حلقة جديدة في سلسلة الأجيال، التي مرت وتمر على كرتنا دون أن يتم صقل موهبة عناصرها بالشكل الأمثل، والذي يسمح لها بالوصول لفئة الرجال في وضع يفيد منتخباتنا فعلا ويتيح لها خدمة هذه المنتخبات في كافة الفئات.
ننتظر مرة واحدة فقط أن يضع اتحاد الكرة أجندة عمل لمنتخباتنا الفئوية، بحيث يتم تعيين مدرب مطور لكل منتخب يظهر بوادر إيجابية، وهذا يتطلب التعامل مع مدربين مختصين بإمكانهم فعلاً تقديم الفائدة الفنية لمواهبنا الكروية، أما امتلاك المواهب فقط دون تطويرها وصقلها على المستوى الفردي والجماعي فهو لا يسمن ولا يغني من جوع.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016