الثورة – ناصر منذر:
عقب انتهاء الجولة الثانية من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، التي عقدت السبت في روما الإيطاليا، تشير المعلومات الواردة إلى أن ثمة بوادر تقارب بين الجانبين، قد تفضي إلى اتفاق محتمل، بحال سارت المفاوضات بشكلها الإيجابي، ولاسيما أن أحد المسؤولين الأميركيين، قد وصف “جولة روما” بأنها “أحرزت تقدما للغاية”، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، نقلا عن المسؤول الأميركي.
وغداة انتهاء الجولة، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران والولايات المتحدة اتفقتا يوم السبت على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل”، بحسب “رويترز”.
من جانبها، ذكرت وكالة إرنا، أن عراقجي، قال في معرض الإشارة إلى التوافقات الحاصلة بين الوفدين الإيراني والأميركي بالعاصمة الايطالية روما انه “اعتبارا من يوم الأربعاء (23 ابريل الجاري)، ستعقد محادثات فنية على مستوى الخبراء، وبطبيعة الحال سيتاح لهؤلاء الخبراء المزيد من الفرص من أجل الدخول في التفاصيل ووضع إطار للاتفاق”.
وعن توقيت الجولة الثالثة من المفاوضات ، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى يوم السبت 26 نيسان / ابريل 2025م، قائلا : إننا سنلتقي من جديد يوم السبت المقبل في سلطنة عمان، للنظر في محصلة عمل الخبراء، ومدى اقترابنا من التوصل إلى اتفاق.
وردا على سؤال، بأنه “هل يصف هذه الجولة من المفاوضات بناءة؟” قال عراقجي:”إن المفاوضات جرت في أجواء بناءة واستطيع القول:” إنها آخذة بالتقدم ونحن ماضون باتجاه الأمام”.
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة، قد جرت خلف الأبواب المغلقة في سفارة عمان بالعاصمة الايطالية روما بين إيران وأميركا وبوساطة وزير الخارجية العماني. حيث أجرى عراقجي مفاوضات لمدة أربع ساعات تقريبا في روما مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خلال مسؤول عماني نقل الرسائل بينهما.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أشار يوم الجمعة، عشية الجولة الثانية من المحادثات، إلى أن إيران تعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي إذا تحلت واشنطن بالواقعية. وقال في مؤتمر صحفي بموسكو عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “إذا أظهروا نوايا جدية ولم يقدموا مطالب غير واقعية فسيكون التوصل إلى اتفاقات أمرا ممكنا”.
من جانبه أكد مسؤول بارز في إدارة ترامب شارك في مفاوضات روما، أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجددا الأسبوع المقبل. وقال المسؤول الأميركي الذي لم تذكر “رويترز” اسمه: “على مدار أربع ساعات في جولتنا الثانية من المحادثات، أحرزنا تقدما جيدا للغاية في مناقشاتنا المباشرة وغير المباشرة”.
ويوم الجمعة، قال ترامب للصحفيين :”أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة”.
في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل، التي عارضت الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة حاليا لدعم مثل هذه الخطوة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد ذكرت يوم الأربعاء الماضي، أن ترامب أبلغ نتنياهو في اجتماع بالبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر بأن واشنطن تريد إعطاء الأولوية للمحادثات الدبلوماسية مع طهران، وأنه غير مستعد لدعم توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية على المدى القصير.
يشار إلى أن طهران، كانت قد انتهكت منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وتجاوزتها بشكل كبير، إذ أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.
وهدد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية خلال ولايته الأولى في عام 2018، بمهاجمة إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق جديد على وجه السرعة يمنعها من تطوير سلاح نووي.
