الثورة
جدّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تأكيده على موقف بلاده الداعم لأمن سوريا واستقرارها، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها، وضمان سلامة مواطنيها. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، جاء ذلك خلال لقاء الملك عبد الله في العاصمة الكندية أوتاوا مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، حيث أشار إلى أن احترام سيادة الدول يُعد شرطاً أساسياً لفتح آفاق سياسية تمهّد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها، منوهاً بالدور الذي تضطلع به كندا بوصفها شريكاً مهماً للأردن في دعم الاستقرار الإقليمي.
من جانبه، أثنى رئيس الوزراء الكندي على جهود المملكة الأردنية الهاشمية في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً على الشراكة الوثيقة بين الجانبين. وكانت شهدت العاصمة الأردنية عمّان اجتماعاً ثلاثياً جمع وزير الخارجية والمغتربين السوري السيد أسعد حسن الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل رايبورن، بهدف مناقشة آخر المستجدات في سوريا، مع تركيز خاص على الوضع الميداني المتأزم في محافظة السويداء. وشدد الوزراء الثلاثة في بيان مشترك عقب الاجتماع، على أهمية إعلان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ اليوم، معتبرين أنه خطوة حاسمة نحو إنهاء نزيف الدم في السويداء وضمان حماية المدنيين. وطالبوا بضرورة احترام الاتفاق وتنفيذه الكامل من قبل جميع الأطراف. وأكد البيان على ضرورة إنجاح اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والجهات الفاعلة في السويداء، بدعم مباشر من الأردن والولايات المتحدة، مشددين على تمسكهم بوحدة الأراضي السورية وسلامة مؤسساتها الوطنية، ورفضهم لأي محاولات تهدف إلى تقويض الاستقرار الداخلي. واتفق الوزير الشيباني مع نظيريه الصفدي ورايبورن على ضرورة المضي قدماً في مسار سياسي شامل، يبدأ بإجراءات ميدانية عاجلة تشمل وقف العنف، وتوفير الحماية للمدنيين، وتفعيل مؤسسات الدولة في جميع المناطق، مع ضمان تطبيق القانون واحترام السيادة الوطنية.
وشملت المباحثات أيضاً بحث سبل تأمين انسحاب الجماعات غير النظامية، وتحقيق وقف إطلاق نار شامل، إلى جانب العمل على إطلاق سراح المختطفين والمحتجزين، وتوفير الظروف الملائمة لإطلاق مصالحة محلية شاملة، وتسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وأكد البيان المشترك على ضرورة التزام الحكومة السورية بمحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات، واستعادة الأمن في السويداء والمناطق المجاورة، إلى جانب التصدي لخطابات التحريض والكراهية، والتخفيف من حدة الفتنة والتجييش الإعلامي. وشدد الوزير الشيباني على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه كل من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة في إنجاح جهود التهدئة، داعياً إلى تعزيز التنسيق لضمان تثبيت وقف إطلاق النار، بما يصب في مصلحة وحدة واستقرار سوريا، ويضمن حماية مؤسساتها الوطنية.