الثورة
قال وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى إن الدولة تبذل كل الجهود الممكنة لإعادة الأمن والاستقرار إلى محافظة السويداء، مشيراً إلى أن القوات الأمنية قامت بإعادة انتشار مدروس ساعد على تهدئة الأوضاع وفصل مناطق التوتر بين الأطراف المحلية.
وفي مقابلة بثتها قناة الجزيرة، أوضح المصطفى أن ما جرى في السويداء هو نتيجة صراع اندلع بين ميليشيات خارجة عن القانون ومجموعات عشائرية، مؤكداً أن التدخلات الإسرائيلية ساهمت في تعقيد المشهد عبر دعم جماعات سعت إلى فرض أجندات خارجية على حساب استقرار البلاد، ما زاد من حدة التوترات واتساع رقعتها خارج نطاق المحافظة.
وأكد المصطفى أن الدولة تجاوبت سريعاً مع مبادرات وقف إطلاق النار التي قدمها وسطاء محليون، وفعّلت خطة انتشار أمني لحماية المدنيين في المناطق الساخنة، ما ساعد على تقليص نطاق الاشتباكات باستثناء بعض الأطراف التي لا تزال تصر على العنف. وأشار الوزير إلى أن القوافل الإغاثية بدأت بالدخول إلى السويداء رغم العراقيل التي تضعها مجموعات مسلحة، لافتاً إلى أن قافلة إنسانية تابعة لوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية تعرضت أمس لمحاولة عرقلة أثناء توجهها إلى المناطق المتضررة.
وأوضح المصطفى أن أعمال الصيانة في البنية التحتية، وخصوصاً خدمات الكهرباء والاتصالات، قد انطلقت فعلياً، مشدداً على أن هذه الجهود تفتح الباب أمام عودة الحياة الطبيعية وتعزز فرص التوصل إلى حل سياسي شامل. وحذّر وزير الإعلام من المخططات الرامية إلى فرض واقع طائفي في السويداء، مؤكداً أن النزعات الانفصالية ليست جديدة لكنها مرفوضة شعبياً، وقال إن بعض الفعاليات في المحافظة تعمدت تعطيل المبادرات السياسية رغم تجاوب الدولة مع أبرز المطالب المطروحة، بما فيها تلك التي تقدّم بها الشيخ حكمت الهجري.
وأضاف أن الدولة بقيت طيلة ستة أشهر منفتحة على كافة المبادرات السياسية، لكنها فوجئت بتراجع بعض الأطراف عن التزاماتها واللجوء إلى الاستقواء بالخارج، ما كشف عن نوايا لا تمتّ للحوار بصلة. وفي سياق متصل، نبّه المصطفى إلى تصاعد التحريض الطائفي على شبكات التواصل الاجتماعي، مبيناً أن الوزارة ترصد يومياً ما يزيد عن عشرة آلاف حساب مزيف ينشر محتوى مضللاً موجّهاً من أربع دول، مضيفاً أن بعض هذه الحسابات تحاول تقمّص خطاب داعم للدولة لكنه في جوهره يهدف لتأجيج الانقسام.
وشدد الوزير على أن الدولة ماضية في مشروع المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن السويداء ستظل جزءاً لا يتجزأ من سوريا، وأن معظم أبناء المحافظة حريصون على إعادة توجيه البوصلة نحو الحل الوطني الجامع. وختم المصطفى تصريحه بالإشارة إلى أن لجنة التحقيق الخاصة بأحداث الساحل ستعقد مؤتمراً صحفياً يوم غد لعرض تقريرها النهائي، مؤكداً أن الشفافية في معالجة الملفات الحساسة هي من ثوابت الدولة في هذه المرحلة الانتقالية.