الثورة – سمر رقية:
يقف أهالي طرطوس ومثقفوها صفاً واحداً لخير البلاد ودعماً للسلم الأهلي ومنعاً للتقسيم والاعتداءات الإسرائيلية، ويؤكدون أنهم اليوم بحاجة كل العقلاء والحكماء من الشعب السوري لنحمي سوريا من التقسيم والطائفية.
نقيب محامي طرطوس جلال محمد كندو أكد أن سوريا الجديدة عادت إلى كل أهلها، ولا يمكن أن تبنى إلا بأيدي الجميع، مشيراً لصحيفة الثورة إلى أن السلم الأهلي ضروري للحفاظ على التعايش السلمي، وللوصول إلى جسم معافى اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، لأجل البناء الاجتماعي الصحيح الذي يليق بسوريا وشعبها، لذا لا بد من السعي الجاد للوصول إلى السلم الأهلي المستدام والتعافي المبكر، من خلال العدالة الانتقالية بما تتضمنه من لجان الحقيقة والمساءلة والمحاسبة وتخليد الذكرى.
وأوضح أننا نُحرم كل عمل يسعى لنشر الطائفية والضغينة عبر وسائل الإعلام، ويُجرم ويُلاحق كل من يحرض أو ينطق بالطائفية، ونطلب من شعب سوريا الصبر وتحكيم العقل بما يخص التآخي وقبول الآخر ومحاورته، كما أننا نؤكد على نبذ الثأر، والكل تحت سقف القانون حتى تستعيد سوريا موقعها في الوطن العربي والعالم رغم كل التحديات الداخلية والخارجية.
ومن هنا أقول لأهلنا في السويداء الذين نعرف وطنيتهم وشهامتهم، معلوم للكل عمق بني معروف بوطنيتهم عبر التاريخ القديم والحديث، لذا نأمل من أهلنا أن يكونوا عوناً مع الدولة وتحت سقف القانون.
سوريا موحدة
وأكد كندو أن سوريا كانت ومازالت وستبقى رغم أنف الحاقدين سوريا واحدة موحدة بهويتها السورية وعاصمتها دمشق، وأحب أن اطمئن إخوتي السوريين، أن يكونوا على ثقة بالقيادة الجديدة فهم أهل حكمة ورأي.. ومن هنا نقف خلف قيادتنا لتحقيق آمال وتطلعات هذا الشعب العظيم لأن سوريا وشعبها يستحقان الحياة الحرة الكريمة.
من جهته أكد المحامي محمد جميل أنه لا يمكن لأي دولة أن تسير بصحة وسلامة لتحقيق أهدافها وسياستها ومشاريعها بكل المجالات إلا بالاستقرار الداخلي، وتفعيل القدرات البشرية لديها ووضعها في مجالات عملها في تنظيم إداري واقتصادي وتنموي صحيح، لذا يتوجب فرض سلطة الدولة وسيطرتها القانونية على كل مرافق ومفاصل الدولة، وتكون سيادتها القانونية فوق الجميع لتحمي جميع مواطنيها ومؤسساتها.
البناء الكبير
وأشار إلى أنه في الظروف التي مر فيها بلدنا الغالي، بعد مرحلة صراع دامٍ ومدمر، مع النظام البائد انتهت بانتصار الثورة والانتقال إلى مرحلة جديدة هي مرحلة إعادة البناء الكبير في كل المجالات، لافتاً إلى أنه من المهم جداً وخاصة بعد الأحداث الأخيرة، العمل الكبير والجاد والواعي لتجاوز كل الآثار السلبية الناتجة، لتسهيل عمل الدولة بسلطاتها الجديدة في إعادة البناء وهذا يتطلب العمل على استقرار السلم الأهلي على أسس الأمان والحياة الكريمة لجميع السوريين والذين هم مستعدون، بل ومتعطشون لاستقرار السلام والأمان، والانطلاق إلى حياتهم الطبيعية والعملية، فالسوريون شعب محب للعمل ويرى كرامته فيه، ومحب لبعضه بكل فئاته, وجاهز لمساعدة دولته باحترام حقوقه الأساسية، وضرورة تنظيم ندوات حوار صادقة حول الآثار والندوب الاجتماعية.
المهندس علي عمران أكد من خلال أمثلة كثيرة عن التعاون والمحبة بين الناس التي كانت سائدة بين الناس والفلاحين، خاصة ما بين القرى والأرياف ومساعدتهم لبعضهم في جمع الغلال وحراثة الحقول وتقليمها وزيارتهم لبعضهم في الأفراح والأتراح، متذكراً أنه في القرية وفي إحدى السنين ذهب الفلاح أبو محمد إلى حقله للحصاد فوجده محصوداً، وقد تم تجميع المحصول في مكان معين لدراسته، فبكى فرحاً لأن جيرانه الفلاحين قد جمعوه وحصدوه له بمجرد كانوا يعملون بجانب أرضه.. هذا المثال يعبر عن صدق ومحبة الناس لبعضها البعض.
تغليب ثقافة الوعي
ويضيف عمران مثالاً آخر عن محبة السوريين ولهفتهم على بعضهم، وخاصة الجيران في المدينة الذين يقطنون في نفس الحي أو نفس البناء جمعتهم مودة ومحبة أبدية، يتبادلون الزيارات في جميع المناسبات الاجتماعية، آملين أن يبقى الشعب السوري بهذه المحبة وهذا الإخاء والتعاون وتغليب ثقافة الوعي والمحبة بينهم تجمعهم كلمة أنا سوري فقط.
نريد نحن السوريين أن نتحلى بالوعي والصدق والمحبة لبعضنا وأن نحترم العقلاء منا، ونبتعد عن التحريض والتجييش الطائفي الذي لا يخدم إلا الأعداء.