السويداء بلا خدمات

الثورة – لينا شلهوب:

تعيش محافظة السويداء حالياً حالة متفاقمة من غياب الخدمات الأساسية، وسط شكاوى شعبية متصاعدة من تراجع نوعية الحياة اليومية، وصعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
الكهرباء معدومة، المياه مقطوعة في مناطق واسعة، المواد الغذائية شبه معدومة، إلا ما تيسّر من “المؤونة” خدمات الاتصالات والإنترنت متقطعة، أما واقع النقل والمشتقات النفطية فبات مأساوياً بكل المقاييس، لكن خلف هذه المشهدية الظاهرة، تقف أسباب عميقة ومعقّدة تتجاوز مجرد “ضعف تقني” أو “خلل إداري”.. فالوصول إلى المواد المشغّلة للبنى الخدمية– خصوصاً المشتقات النفطية وقطع الغيار والمواد اللوجستية– بات شبه مستحيل، في ظل ما تتعرض له الطرقات من صعوبة في الوصول.

الاحتياجات معطّلة
بحسب مصادر ميدانية وخبراء في إدارة الخدمات العامة، فإن النقص الحاد في المازوت والفيول – المستخدمين لتشغيل آبار المياه، ومحطات الكهرباء، وبعض المؤسسات العامة – هو السبب الجوهري وراء توقّف عدد كبير من المرافق، كما أن المشكلة لا تكمن فقط في النقص العام على مستوى البلاد، بل في إغلاق الطرق ومنع المجموعات المتواجدة في السويداء دخول هذه المواد، من دون وجود حلول بديلة أو خطط طوارئ واضحة.
مضخات المياه، التي تحتاج إلى مصدر طاقة دائم، توقفت تماماً في عدد من البلدات، مما أجبر السكان على اللجوء إلى وسائط أخرى، تُثقل كاهل المواطن الذي يعاني أصلاً من أزمة معيشية طاحنة، كذلك الأمر بالنسبة لوسائل النقل العامة، التي غابت عن الشوارع، بسبب فقدان الوقود، وغير ذلك.

القطاع الصحي والتعليمي يترنّح
الخدمات الصحية ليست أفضل حالاً، فالمراكز الطبية تعاني من نقص في الكهرباء والمولدات، فيما يسجّل غياب لمختلف أنواع الأدوية، وخاصة الأساسية منها، وانخفاض قدرة المراكز على استقبال المرضى، نتيجة محدودية الموارد التشغيلية، كذلك، فإن المؤسسات التعليمية تعاني من بيئة غير مناسبة، وما يزيد الطين بلة، أن هذه الفترة هي لتقديم امتحانات الثانوية العامة، وجراء الظروف الأمنية التي تتعرض لها المحافظة، يتم تأجيل الامتحانات، وهذا يهدد استقرار العام الدراسي ويؤثّر مباشرة على جودة التعليم في المنطقة.

دعوات لحلول جذرية
وسط هذه المعطيات، يبرز مطلب واضح لدى الأهالي والمجتمع الاهلي في السويداء، ألا وهو تأمين طريق آمن ومستدام لدخول المواد التشغيلية والخدمية، بغض النظر عن السياقات السياسية أو الأمنية، فربط حياة الناس بالقرارات الكبرى أو التوازنات الإقليمية لم يعد مقبولاً، بحسب رأي كثيرين.
ويرى مراقبون محليون أن الحل لا يمكن أن يكون عبر المعالجات المؤقتة أو المجاملات الإعلامية، بل من خلال تفعيل التنسيق بين الجهات الرسمية والهيئات المحلية، وتحييد المسائل الخدمية عن السجالات السياسية، ذلك أن استمرار هذا الواقع سيؤدي إلى مزيد من التدهور.

آخر الأخبار
الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو