الثورة – فؤاد الوادي:
بعيداً عن سطحية وسذاجة البعض في التعاطي مع السياق المهني للخبر أو للمحتوى أو للخطاب الإعلامي بشكل عام، فإن تواتر الأحداث، يؤكد أن ثمة خطة ممنهجة لاستهداف الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها الحكومية والرسمية والشعبية.
يبرز هذا واضحاً، مع أي فرصة سانحة، تتمكن من خلالها الأطراف التي لا تزال تعيش حلم العودة إلى ما قبل تحرير سوريا من النظام المجرم، أن تتسلل إلى دائرة الإساءة إلى منظومة الدولة الجديدة، حتى لو كان ذلك بأدق التفاصيل وأكثرها سذاجة، وربما غباء، والهدف دائما إبراز الدولة على أنها ضعيفة، أو مدانة، أو مفككة، أو أنها في المكان والموقع والضفة الخطأ.
نقل الترجمة، بشكل خاطئ، بعيداً عما يقصده صاحب التصريح، بل، وبشكل يناقض المقصود تماماً، هو إساءة لكل مدونات السلوك الأخلاقي والقيمي الإعلامي، وهو خطيئة مهنية كبيرة، للوسيلة الإعلامية التي نقلت التصريح أو الخبر، بشكل بشكل يسيء إلى الدولة، فما حصل اليوم، عندما نقلت بعض الوكالات الإخبارية تصريحات المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى سوريا بشكل خاطئ، يندرج في هذا السياق، سياق الإساءة إلى مهنة الصحافة، والإساءة إلى قواعد السلوك الأخلاقي والمهني التي تضبط العمل الصحفي بشكل دقيق ومؤثر وموجه ودون الإساءة لأحد.
طبعاً، كل هذا الكلام يأتي في إطار حسن النية، لكن إن خرجنا عن هذا الإطار، بحكم الضرورة والواقع، فإن هناك استشراساً ممنهجاً لاستهداف الدولة بالكلمة، إلى جانب السلاح، وهذا الاستشراس، بقدر ما يجسد ويكشف وحشية وحقد وإجرام تلك الأطراف، سواء في الداخل، أو الخارج، بقدر ما يكشف حماقتها و وهنها، لجهة، عدم قدرتها حتى اللحظة على إنتاج أو صياغة رواية إعلامية متكاملة وصحيحة، تضع الدولة في موقع المدان أو المدافع عن النفس، فكل الأخبار والروايات (الكاذبة والمزيفة) التي دأبت بعض المواقع والمنصات والمحطات الإعلامية على ترويجها وضخها في الشارع السوري وغير السوري ومنذ اللحظات الأولى لإعلان الدولة السورية الجديدة، اصطدمت بواقع صلب، قوامه المصداقية والشفافية والموثوقية في نقل الحقيقة وإيصالها إلى الشعب السوري دون تزييف وبلا مكياج.