الثورة – شيرين الغاشي:
بعد موسم مخيب محلياً وناجح بامتياز خارجياً، يدخل نادي تشيلسي الإنكليزي سوق الانتقالات كأبرز اللاعبين على الساحة، مواصلاً سياسة الإنفاق الجريء، والتجديد المستمر في تشكيلته، إذ تحرك “البلوز” بقوة في الميركاتو، وأطلق حملة تعاقدات ضخمة، ركزت على أسماء لامعة وشابة، تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي يواجه تحديات كبيرة في موسم قادم صعب، وقد أعلن ماريسكا عن الهدف: لسنا هنا فقط لنشتري لاعبين موهوبين، بل لبناء منظومة قادرة على المنافسة لسنوات قادمة.
إعادة بناء وطموح كبير
من الأسماء اللافتة التي دخلت فرقة البلوز، المهاجم البرازيلي جواو بيدرو (23) عاماً، من برايتون الإنكليزي، بصفقة بلغت قيمتها (55) مليون جنيه إسترليني، ليكون حجر الأساس الجديد للهجوم.
وتبعه الجناح الواعد، جيمي جيتنز (20) عاماً، من بوروسيا دورتموند الألماني، بصفقة بلغت (48) مليون جنيه إسترليني،
ومقابل (40) مليون يورو، ضمّ تشيلسي المهاجم الإنكليزي ليام ديلاب (22) عاماً من إيبسويتش تاون، وهو أحد أبرز هدافي البريمرليغ في الموسم المنصرم، والذي لعب قبل ذلك لنادي مانشستر سيتي.
كما ضم تشيلسي الإكوادوري كيندري بايز، البالغ (18) عاماً، والذي يلعب كخط وسط مهاجم أو جناح أيمن؛ كيندري بايز القادم من إنديبندينتي، كلّف النادي (20) مليون يورو.
وإلى هؤلاء، انضم البرازيلي استيفاو ويليان، الموهبة القادمة من بالميراس البرازيلي، ويلعب كجناح يساري، بصفقة بلغت (34) مليون يورو مع إضافات، ويلعب استيفاو لمنتخب بلاده البرازيل، ويُعد أحد أبرز لاعبي كرة القدم الشباب الواعدين في العالم.
و دعّم تشيلسي دفاعاته بلاعب نادي سبورتينغ لشبونة، البرتغالي داريو إيسوغو البالغ (20) عاماً، وهو لاعب وسط دفاعي، بصفقة بلغت قيمتها (22) مليون يورو، وبعقد طويل المدى حتى (2033).
وإلى جانب البرتغالي إيسوغو، انضم مدافع الوسط، الفرنسي مامادو سار، البالغ (19) عاماً، قادماً من ستراسبورغ، بصفقة بلغت (14) مليون يورو.
ولا يكتمل الدفاع بدون حارس يغلق المرمى أمام مهاجمي الخصوم، ولذلك اتجه تشيلسي إلى حارس المرمى البلجيكي مايك بيندرز، صاحب الـ(19) عاماً، وقد ضمه النادي مقابل (17) مليون يورو.
ويوجد أسماء مرجحة لضمها للفريق، وبعضها لايزال في التداول، مثل النجم الصاعد مورغان روجرز من أستون فيلا، كما تشير تقارير صحفية إلى أن أليخاندرو غارناتشو مهاجم مانشستر يونايتد تحت المتابعة أيضاً.
المغادرون
بالمقابل، سعى تشيلسي لتقليص الفريق، وتحقيق إيرادات صافية بلغت نحو (88,5) مليون يورو، بميزانية صافية بلغت (138,8) مليون يورو، وضمت قائمة المغادرين للفريق نوني مادويكي، الجناح الإنكليزي الذي انتقل إلى الجار الخصم آرسنال، مقابل (48,5) مليون يورو؛ والحارس الإسباني كيبا الذي رحل أيضاً إلى آرسنال مقابل (5) ملايين يورو؛ بعد أن كان معاراً في الموسم الماضي لبورنموث، وكذلك الحارس الكرواتي جوردي بيتروفيتش، الذي انتقل إلى بورنموث، بصفقة بلغت (28) مليون يورو؛ والمدافع باشير همفريز الذي انتقل إلى بيرنلي مقابل (10) ملايين يورو؛ ماركوس بيتينيللي الحارس الثالث أيضاً انضم إلى مانشستر سيتي بصفقة حرة.
كما أبقى تشيلسي على خيارات مستقبلية لبيع لاعبين، مثل نيكولاس جاكسون، مقابل (100) مليون يورو، مع اهتمام من أندية مثل ميلان، ومان يونايتد، رغم أن النادي ليس بصدد بيعه بشكل عاجل حالياً، بالإضافة إلى هؤلاء، ترك عدد آخر من لاعبي الأكاديمية الفريق، أو انتقلوا بنهاية عقود مجانية ومنهم: لوكاس بيرغستروم، ذاكر ستورج، لوك كامل، دونيا مكنيلي، ومارسيل واشنطن.
بناء للمستقبل
وبالمتابعة، نرى أنّ تشيلسي (2025) ليس فريقاً يبحث عن البطولات السريعة، فحسب، بل يبني جيلاً جديداً بثبات وذكاء، وهذا واضح في إستراتيجية النادي هذا الصيف التي تركزت على بناء دفاع حصين وهجوم ناري، وتأهيل الفريق للمنافسة طويلة الأمد، دون الاعتماد على صفقات جاهزة قصيرة الأجل؛ فمعظم الصفقات دون عمر (23) عاماً، كما ركّز النادي على هيكلية مالية مستدامة، ضمن قواعد اللعب المالي النظيف، لمنع أي عقوبات من (UEFA) نتيجة المبادلات ذات الأسعار المرتفعة.
إن مؤشرات المشروع واعدة، وربما يعود “البلوز” إلى قمة أوروبا و البريمرليغ بحلول (2026-2027) وفي الحقيقة، فإنّ تشيلسي يبعث برسالة واضحة لجماهيره ومنافسيه: العودة إلى القمة ليست مجرد حلم، بل خطة مدروسة قيد التنفيذ؛ تعاقدات مدروسة، دماء شابة، وتجديد في الروح والطموح، ومع انطلاق الموسم الجديد، تبدو ملامح مشروع واعد تُبشر بعهد جديد في ستامفورد بريدج، قد يكون عنوانه عودة الأمجاد وكتابة فصل جديد من النجاح في تاريخ البلوز.