الثورة – أسماء الفريح:
أعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانته واستنكاره الشديدين، لاستمرار الحصار الجائر غير الإنساني وغير القانوني للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة, ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقفه.
ونقلت قنا عن جاسم محمد البديوي الأمين العام للمجلس قوله في بيان اليوم، إن ما نجم عن الحصار من كارثة إنسانية متفاقمة تجسدت في تفشي المجاعة ونفاد المواد الغذائية والطبية، يعتبر انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، ومبادئ حقوق الإنسان، وتحدياً واضحاً للمجتمع الدولي.
وحمّل المجلس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية المتواصلة في القطاع، بما فيها سياسة التجويع الجماعي التي تشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، وتستوجب محاسبة عاجلة من قبل المجتمع الدولي, داعية الأخير إلى التحرك الفوري والجاد لوقف هذا الحصار الوحشي، ووقف آلة القتل والتجويع وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وفتح المعابر دون تأخير، وإنقاذ أرواح الأبرياء من كارثة محققة.
وفي وقت سابق من اليوم, حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة “غير مسبوقة من التدهور”، حيث يموت الناس بسبب نقص الغذاء, فيما جددت الأونروا دعواتها لرفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع لإنهاء المجاعة فيه.
ونقلت وكالة وفا عن البرنامج قوله في بيان صحفي اليوم إن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث الفلسطينين من الطعام لأيام متتالية.
وأكد أن السبيل الوحيد لاحتواء الأزمة يتمثل في “زيادة هائلة في عمليات توزيع الغذاء”، لاستعادة ثقة الناس وتهدئة مخاوفهم، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم ومنهجي إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
كما ناشد البرنامج المجتمع الدولي الضغط على جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الأسر المجوعة داخل غزة بشكل آمن وبدون عوائق.
من جانبها, جددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم دعوتها إلى رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع, قائلة عبر منصة إكس: “نتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من غزة، بما في ذلك من زملائنا”.
وأفادت بـ”ارتفاع أسعار المواد الغذائية أربعين ضعفاً”، في إشارة إلى تداعيات الحصار المتواصل.
وأضافت: “في هذه الأثناء، على مشارف غزة، تحتفظ الأونروا بكمية كافية من الغذاء المخزّن في مستودعاتها لتغطية احتياجات جميع سكانها لأكثر من ثلاثة أشهر”.
وفي منشور لها أمس, قالت الأونروا إن “إسرائيل تُجَوِّع مليون طفل في قطاع غزة”.
وبحسب مصادر طبية في القطاع، فقد استشهد أمس 94 فلسطينياً من منتظري المساعدات الإنسانية، ما يرفع عدد ضحايا “مصائد الموت” منذ الـ 27 من أيار الماضي إلى 995 شهيداً و6,011 إصابة، إلى جانب 45 مفقوداً.
وأعلنت المصادر أن سياسة التجويع التي ترتكبها “إسرائيل” قتلت 86 فلسطينياً منهم 76 طفلاً جراء سوء التغذية منذ تشرين الأول 2023, مشيرة إلى تسجيل “18 حالة وفاة خلال 24 ساعة، بسبب المجاعة”, فيما حذر المكتب الإعلامي بغزة أمس من أن القطاع أصبح على أعتاب “الموت الجماعي”، بعد أكثر من 140 يوماً من إغلاق الاحتلال للمعابر.