الثورة – ناصر منذر
وسط استمرار تعثر المفاوضات، بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، إثر خرق إسرائيل اتفاق الهدنة، قبل نحو شهر، تواصل قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة المنكوب، فيما عبّر كبير المفاوضين القطريين عن إحباطه من مسار محادثات وقف إطلاق النار.
وقال محمد الخليفي في مقابلة مع فرانس برس اليوم الأحد “نشعر بالإحباط بالتأكيد من بطء العملية التفاوضية في بعض الأحيان.. فهناك أرواح مهددة إذا استمرت هذه العملية العسكرية يوماً بعد يوم”، موضحاً أن الوسطاء عملوا بشكل متواصل خلال الأيام الماضية من أجل محاولة إحياء الاتفاق الذي تم اعتماده من كلا الجانبين في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأكد الخليفي، أن بلاده التي لعبت دور الوسيط إلى جانب مصر على مدى أشهر بين حماس والجانب الإسرائيلي ستواصل العمل رغم الصعوبات.
من جانبه قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات للجيش بزيادة الضغط على حركة (حماس)، وذلك بعد أن رفضت الحركة الأسبوع الماضي اقتراحاً إسرائيلياً بهدنة مؤقتة وطالبت بدلا من ذلك باتفاق لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ونقلت “رويترز” عن نتنياهو قوله في خطاب تلفزيوني مساء أمس: “أنه على الرغم من التكلفة الباهظة للحرب، فإن إسرائيل “ليس لديها خيار سوى مواصلة القتال”.
ومن ناحيتها قالت حماس إنها لن تطلق سراح باقي الرهائن إلا في إطار اتفاق يُنهي الحرب، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنها عثرت على أحد الحراس الذين كانوا مكلفين بتأمين الرهينة الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر قتيلا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وانتهك جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي وقفا لإطلاق النار استمر شهرين، وبفضل ذلك الاتفاق، تم إلى حد كبير وقف العدوان بالقطاع الذي تتوغل فيه قوات الاحتلال منذ ذلك الحين من الشمال والجنوب، حتى سيطرت على ما يقرب من ثلث مساحته في محاولة للضغط على حماس للموافقة على إطلاق سراح الرهائن وإلقاء السلاح.
ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون إحياء اتفاق وقف إطلاق النار، لكن لا توجد مؤشرات تذكر على أن الجانبين اقتربا من الاتفاق على القضايا الأساسية.
ومع تصعيد الاحتلال لعدوانه، استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف مدينتي غزة وخان يونس. وفق ما ذكرته وكالة وفا، التي أشارت إلى أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المزارعين في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين. فيما انتشلت طواقم الدفاع المدني والإنقاذ شهيدا ثالثا من منزل تعرض لقصف الاحتلال قبل أيام في بلدة خزاعة شرقي خان يونس.
وأشارت الوكالة، إلى أن مدفعية الاحتلال قصفت منطقة المواصي ما أدى لاستشهاد شاب، فيما استشهد اثنان آخران إثر استهداف طائرة مسيرة للاحتلال تجمعا للمواطنين في شارع وادي العرايس بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، إضافة إلى استشهاد فلسطينيين اثنين في قصف الاحتلال حي الشجاعية.
من جانبها، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، ارتفعت إلى 51201 شهيد، و116869 مصابا. مشيرة إلى أن من بين الحصيلة 1827 شهيدا، و4828 مصابا منذ 18 آذار/ مارس الماضي. وقالت، إن 44 شهيدا، و145 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.
على التوازي، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إنها تدير حاليا 115 مركز إيواء موزعة في مختلف أنحاء قطاع غزة، تؤوي فيها أكثر من 90 ألف نازح.
وأضافت الوكالة عبر منصة “إكس”، إن الوضع الإنساني المتدهور يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية.
وقدرت الأمم المتحدة أن نحو 420 ألف شخص قد نزحوا مجدداً منذ انهيار وقف إطلاق النار.
