واشنطن وأنقرة تجمعهما أطماع «الآمنة» المزعومة وتفرقهما «الثقة» …أردوغان يتأرجح على حبل التهدئة شمالاً.. وسقوطه القريب يفرضه احتياله

 

لم يكن اتفاق وقف اطلاق النار في ادلب والذي وافقت عليه الدولة السورية مؤخراً الا فرصة اخيرة لرئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان لاثبات مصداقية مفقودة رغم ان المراوغة والمخاتلة كانتا عنوان ممارسات اردوغان خلال الفرص السابقة التي اعطيت له والتي اثبت ان اردوغان كان يستغلها بهدف ايقاف عجلة تقدم الجيش العربي السوري في مناطق سيطرة مرتزقته المهزومين وفي محاولة خبيثة منه لانقاذ هؤلاء المرتزقة من ضربات الجيش العربي السوري ظناً بانه يستطيع من خلال ذلك تحقيق اطماعه الاستعمارية في سورية.
ففي محاولة تركية لتسويق مزاعم «المساعي» في تنفيذ بنود اتفاق سوتشي جدد الجانب التركي رغبته فيما اسماه «التطبيق الحرفي» للاتفاق، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم النظام التركي ابراهيم قالن، الذي زعم أن أردوغان «أبلغ هذه الرسالة» إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا. وقال ان رؤساء تركيا وإيران وروسيا سيعقدون قمة في أنقرة في 16 أيلول الجاري، ضمن صيغة اجتماعات أستنة.
مراقبون رأوا ان حديث قالن لم يخرج عن خطاب أردوغان حين زيارته موسكو أخيرا، وهو عبارة عن إشهار علني جديد لـ»التزام» أنقرة باستغلال المهلة الجديدة التي اعطيت له في تنفيذ بنود «اتفاق سوتشي»، وهو التزام لم يجد طريقه إلى التحقق منذ توقيع الاتفاق قبل نحو عام. وستكون نتيجة تعثر هذا المسار من قبل تركيا مجددا وعجز أنقرة عن تطبيق أهم البنود ولا سيما تفكيك «هيئة تحرير الشام» وفتح الطرق الدولية.
واشار المراقبون انه حين انطلاق القمة الثلاثية المرتقبة منتصف الشهر الجاري، سيكون على الجانب التركي إظهار «نيات وخطوات عملية» لتنفيذ التزاماته، بما يضمن له استمرار التعاون مع روسيا وإيران وعدم عودة الزخم العسكري في إدلب بشكل يهدد احتلاله هناك، وخاصة أن جنود جيش النظام التركي لا يزالون معزولين في قاعدتهم القريبة من مورك في ريف حماة الشمالي، منذ سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة خان شيخون.
وشدد المراقبون على انه في المقابل، تبدي روسيا وإيران إصرارا مشتركا على التصويب على العلاقة المشبوهة بين النظام التركي والولايات المتحدة الاميركية، حيث انه خلال اجتماع جرى مؤخراً بين وزيري خارجية البلدين، سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف، ركز الطرفان على حساسية الوجود الأميركي في شمال شرق سورية، وخاصة فيما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة التي تظن واشنطن وانقرة انهما قادرتان على انجازها.
الوقائع التي تسلط الضوء على نيات اردوغان المأزوم للالتفاف مجدداً على واقع «تعهداته» بشأن ادلب ومساعيه للتعويض عن هزائمه من خلال العودة للعزف على اسطوانة «المنطقة الآمنة» المشروخة، جاءت وسط اطلاق رئيس النظام التركي «اتهامات» جديدة لحليفه الاميركي فيما يشبه الإنذار اعطاه من خلالها مهلة حتى أواخر أيلول الجاري، لتنفيذ وعده بإقامة «المنطقة الآمنة» بكل تفاصيلها.
حيث زعم أردوغان انه إذا لم يتم تشكيل «المنطقة الآمنة» المزعومة خلال أسبوعين أو ثلاثة فعلياً في الجزيرة السورية بواسطة جنود النظام التركي ووفق الشروط التي حدّدتها تركيا، فعلى الطرف المقابل أن يفكر فيما سيحصل.
في السياق رأى محللون أن ما يؤخّر المضي في تطبيق ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة، هو اهتزاز «الثقة» بين انقرة وواشنطن، فأنقرة لا تريد أن يتكرّر سيناريو منبج، وتلاعب واشنطن بأنقرة حتى الآن. لذا، ينتظر أردوغان أن يلتقي بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على هامش دورة الأمم المتحدة في الأسبوع الثالث من أيلول، ليحسم ما اسماه مسألة «المنطقة الآمنة»، وبالتحديد عمقها.
بين العجز التركي الواضح بخصوص تعهداته التي اطلقها بشأن اتفاق وقف اطلاق النار في ادلب، والتسويق لاشتباكه مع حليفه الاميركي بشأن «المنطقة الآمنة» التي باتت الحقائق والوقائع تؤكد عدم قدرة الطرفين عن تحقيقها عقب انتصارات الجيش العربي السوري الميدانية في ادلب، تقول مصادر تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الارهابية إن مدينة «معرة النعمان»، باتت خالية من وجود ارهابيي «أبو محمد الجولاني»، الذي زعم انه فك ارتباط تنظيمه الارهابي مع «فيلق الشام».
في هذا الصدد اشارت مصادر اعلامية مطلعة ان الاحتمالات العسكرية تشير إلى أن دمشق ستفرض سيطرتها على طريقي «حلب – حماة»، المعروف بـ M5، و «حلب – اللاذقية»، المعروف بـ M4 مع تأمين محيطهما، كنهاية للمرحلة الأولى من العمل العسكري في إدلب التي حرر الجيش مؤخراً ما يقارب 25% من إجمالي مساحتها، وهذا يعني بالضرورة أن دمشق متفقة مع حلفائها على جدول عمليات ربما ينتهي أواخر العام الحالي بخارطة سيطرة تكون فيها فقط المناطق التي تنتشر فيها القوات الأميركية والتركية خارج السيطرة فقط .
ولفتت المصادر الى أن العام 2020، سيكون لوضع اللمسات الأخيرة على إنهاء الوجود الارهابي في سورية.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 4-9-2019
رقم العدد : 17065

 

آخر الأخبار
درعا.. القبض على عصابة قطاع طرق الشرع يبحث مع ملك البحرين في المنامة العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية تشكيل مجالس علمية في مشافي حلب   الاحتلال يقصف خياماً للنازحين.. والأمم المتحدة ترفض خطة المساعدات الإسرائيلية الأمن العام يعزز تواجده على أتوتستراد دمشق - درعا رفع كفاءة كوادر وزارة الكهرباء في مؤتمر "نهضة تك".. وزير الاتصالات: نلتزم بتوفير بيئة تقنية ومنظومات رقمية تخدم المجتمع France 24: إضعاف سوريا.. الهدف الاستراتيجي لإسرائيل فيدان: مبدأ تركيا أن يكون القرار بيد السوريين لبناء بلدهم "أوتشا": الألغام ومخلفات الحرب تخلف آثاراً مميتة في سوريا الرئيس العراقي: القيادة السورية من تحدد مستوى المشاركة في القمة العربية مؤتمر "نهضة تك" ينطلق في دمشق.. ومنصة "هدهد" لدعم الأسر المنتجة جودة طبيعية من دون غش.. منتجات الريف تصل المدن لدعم الصناعة السورية.. صفر رسوم للمواد الأولية أرخبيل طرطوس.. وجهات سياحية تنتظر الاهتمام والاستثمار مركزان جديدان لخدمة المواطن في نوى وبصرى درعا.. تنظيم 14 ضبطاً تموينياً اللاذقية: تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على حريق ربيعة الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير!