الحروب السخيفة!!

 أثارت تصريحات دونالد ترامب، وتغريداته الأخيرة على (تويتر)، المُتعلقة منها بالعدوان التركي، أو تلك المُتعلقة بضرورة سحب القوات الأميركية المحتلة، أو تلك التي تَحدثت عن وجوب وقف (الحروب السخيفة)، و.. و.. التي طرحت العديد من العناوين الصادمة للبعض، أثارت ردود فعل مُختلفة، الغضب، المُعارضة، التأييد، السُّخرية من ترامب والطعن في أهليته.. الخ.
فرضَ ترامب عقوبات على النظام التركي، هدده، تَوعد بسحق اقتصاده في حال تجاوز الخطوط الحمر، إضافة إلى طيف واسع من التصريحات التي اتسمت بالغموض، بالعنجهية، بالتعمية والتضليل، والتي حملت بين السطور إشارات مُتناقضة، مرّة تُظهر عدم الموافقة على العدوان، وأُخرى تَفضح اتفاقهما على حدود له لا ينبغي تجاوزها، مرّة تُبدي التّخلي عن الميليشيا الانفصالية التي شكلتها ورعتها ودرَّبتها وسلَّحتها واشنطن، ومرّة لا تُخفي التّشفي بها، لكنها تدعو لحماية جمهورها، ولا فرق إذا تم ذلك عن طريق روسيا أو الصين أو حتى عن طريق نابليون!.
التَحَقَ الغرب بترامب، فرنسا بريطانيا لجهة الشروع بسحب القوات الغازية، وعدد كبير من دول القارة العجوز بالإعلان عن وقف توريد السلاح لتركيا، ولجهة انتقاد العدوان والدعوة لوقفه فوراً، فهل هي حقاً حروب سخيفة، وهل اكتُشف أمرها من أنّها سخيفة هكذا فجأة؟ لماذا لم تَكن سخيفة خلال السنوات الطويلة التي استهلكتَها؟ أم أن للقصة مَداخل أخرى ينبغي التّعرف عليها لمَعرفة الحقيقة، وللإحاطة بالتعليمات الأميركية الجديدة ومُوجباتها؟.
هل انتهى دور اللص أردوغان التخريبي ليَنقلب عليه مُشغلوه وشركاؤه دفعة واحدة؟ أم أنّ صدمة واشنطن بالتّعرف لمَحدودية قدرتها وإلى مقدار خيبتها، فضلاً عن تَلمسها حقيقة أن للقوة والبلطجة حدوداً لا يمكن تَخطيها لإحداث الفرق بالنتائج، هو ما دفعها لتَختار أردوغان كأحد الأدوات لتَلفظه تحت يافطة الخروج من (الحروب السخيفة)، أم أن ذلك من مُقتضى تَجديد الأدوات اللازمة للمُخطط البديل الذي يَجري إعداده؟ أم لتحقيق غاية تَبييض الصفحة الأميركية – الغربية – الخليجية السوداء وغسلها من القذارة، وإلصاق كل المُوبقات باللص وحده؟.
صحيحٌ أن نظام اللص الإخواني هو نظام استبدادي مُتطرف يُشكل خطراً على تركيا ذاتها وعلى المنطقة، ويُهدد شركاءه في الناتو، لكن الصحيح أيضاً هو أنّ النظام الأميركي الغربي الاستعماري المُتوحش هو من ساهم بصناعته، وهو من رسمَ له الأدوار المُتعددة للقيام بها خدمة للمصالح المُشتركة الواقعة دائماً تحت سقف شرور الغايات الصهيونية، والمُتحركة أبداً باتجاه تحقيقها، وهو من استخدمه أقذر استخدام، ولا يُمكنه اليوم التبرؤ منه لا تحت عنوان الخروج من الحروب السخيفة، ولا تحت عناوين أخرى تقع بين حدود التخلي وضرورات التجديد والتبديل والتصنيع لإمعات ومنصات جديدة!.
ليس صحيحاً أن بِنس، بومبيو، نائب الرئيس الأميركي ووزير خارجيته يَتجهان لأنقرة، لتَوبيخ اللص، أو لإعلامه بالإبقاء على العقوبات ضد نظامه، أو بَحثاً عن حلول لما آلت إليه التطورات، وإنما لمُحاولة الهروب من الاعتراف بالفشل وعدم الإقرار بأن الطرف الآخر – سورية وحلفاؤها وأصدقاؤها – انتصر وفرضَ إرادته وأظهر ألّا حدود لقوة الحق، بمُقابل تعرية سياسات البلطجة والعدوان وإظهار عجزها مهما امتلكت أطرافها من أدوات الحرب وقُدراتها التي ما صارت سخيفة إلا لاختلاف نهايتها!.

علي نصر الله
التاريخ: الخميس 17-10-2019
الرقم: 17100

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم