الملحق الثقافي: عقبة زيدان :
لم تعد الأسباب التي تؤدي إلى تراجع القراءة العربية خافية على أحد، وأمسى الحديث في هذا الأمر مملاً وميؤوساً منه. القراءة تتراجع، وهي في الأساس دون أدنى معدل عالمي. ومجرد المقارنة مع أي دولة أخرى، هو أمر يدعو إلى الإحباط.
في عصر ما قبل أكثر من ألفين وخمسمائة عام، قال كونفوشيوس: مهما كنت تعتقد أنك مشغول، لا بدّ أن تجد وقتاً للقراءة، وإلا سلّم نفسك للجهل الذي قضيت به على نفسك”. كم عدد الكتب التي كانت موجودة في ذلك العصر؟ هل كانت هناك مكتبات ضخمة كالتي في عالمنا الآن؟
إذا لم تقرأ، فإن الجهل سيلتهمك، سيقضي عليك بالتأكيد، ولن يستطيع أحد إنقاذك، مهما كان قوياً ومسيطراً على نصف هذه الكرة المسكينة.
في بلاد العرب، يتباهى كثيرون بأنهم لا يقرؤون، وبعضهم من الكتاب والصحفيين، ومبررهم أن لا شيء هناك يستحق القراءة، أو أنهم لا وقت لديهم. وهؤلاء أكثر جهلاً من الذين لا يعرفون القراءة، وكما قال مارك توين يوماً: “من لا يريد القراءة، ليس أفضل ممن لا يستطيع القراءة”.
نحن، بإهمالنا القراءة، لا نقضي على أنفسنا فقط، بل على الجيل الجديد، الذي لم ير في القراءة وسيلة للتقدم والتطور. إنه عازف سلفاً عن القراءة. تقول تقارير لليونسكو أن متوسط القراءة الحرة للطفل العربي لا تتجاوز بضع دقائق، بينما يقرأ الطفل الأوروبي نحو اثني عشر ألف دقيقة. إنه أمر مرعب ومؤشر خطير على مستقبلنا، وعلى وجودنا ككل.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء12-11-2019
رقم العدد : 973