ما بعد الاستيطان..!!؟؟

 

أخشى الشرح الطويل حول ما يمكن أن يسمى مؤامرة أميركية على حقوق الشعب الفلسطيني، ذلك أننا أضعنا طويل الزمن في شرح هذه المؤامرة بأنواعها وأشكالها وأدواتها وأساليبها ومتبنيها.. وصدق العالم.. ولم يبقَ أحد لم يصدق إلا أولئك الذين يهدرون الزمن.. لإثبات المؤمرة واكتشاف كل يوم مؤامرة!!.
ليس في العالم بلد.. لا مؤامرة فيه وعليه.. ويوم تتحول المؤامرة إلى عدوان مباشر يطيب لنا أن نبتدع المقاومة!! إن كان بقي فينا روح لنقاوم.. لكننا نضيع طويل الوقت ونهدر الزمن ونستنفد الجهد.. في الشرح والصراع لإثبات نظرية المؤامرة.. رغم أن المؤامرة صرحت عن نفسها وأظهرت عدوانها بكل وضوح..
لماذا..؟
لأن الشرح الطويل وإضاعة الوقت في إثبات ما هو ثابت ولا ينكر الذنب فيه حتى مقترفه.. يخدّر همتنا في ضرورة التصدي المباشر للمؤامرة وهي في صيغة عدوان مباشر..!!؟؟
اليوم تعلن الولايات المتحدة شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. هو عدوان حقيقي مباشر ولم يعد مؤامرة.. ويتجدد صوت رخو خجول في العالم ليرفض – لوجستياً – هذا الكلام.. وكثيراً ما رفض.. وهكذا.. حتى ضاعت فلسطين وما بعد فلسطين والأمة العربية.. والتاريخ العربي..
ونحن ننده: مؤامرة..
ولم تعرف الأمة مؤامرة واحدة لم تذهب إليها بيديها ورجليها.. وعجزت دائماً عن بناء صحيح صادق صلب لا يواجه المؤامرة وحسب.. بل يمنع التفكير فيها..!!
يعني.. اليوم إذ تصرح الولايات المتحدة قائدة العالم الرأسمالي في هذه المرحلة من خرابه بشرعية الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية.. تكون الحكاية بدأت اليوم.. يعني الموافقة على الاستيطان مؤامرة.. وعلى ضم القدس والجولان ليس كذلك..؟! هل كان الشرح الطويل واجباً لنكتشف المؤامرة بصورة.. عدوان..
أيها العربان.. قولوا لنا عن يوم واحد.. عن فصل تاريخي واحد.. عن حكاية واحدة.. غابت عنها المؤامرة.. وهي المؤامرة الغربية الاستعمارية الموصوفة في معظم حالاتها..
كل محادثات السلام منذ مدريد وحتى اليوم وكل تفرعاتها من كامب ديفيد مروراً بأسلو وليس انتهاء بوادي عربة.. هل في كل ما نجم عن ذلك من خراب ما يمكن أن نسميه انتصاراً، ينفي دور المؤامرة فيه؟؟!!
في العالم كله ثمة مقاومة.. وثمة ما يؤذيها.. نتيجة إطالة الشرح.. والتحجج ومحاولة تبرير الخراب والهزائم، بأنه ثمة مؤامرة..!!؟؟
يا ويل العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون إن اعتقدوا للحظة أن هذا آخر ما في جعبة الصهيوني والأميركي والغرب الاستعماري..
لن ينتهي المشوار بهم إلا وقد صفوا فلسطين من كل فلسطيني… وأكثر من ذلك.. وانتظروا أكثر من ذلك..
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com

 

التاريخ: الأربعاء 20 – 11-2019
رقم العدد : 17127

 

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات