من يحمي السلام العالمي؟

في الزمن الماضي .. يوم كانت الحرب الباردة حديث العالم .. وكانت تشكل ظلاً للحرب العالمية الثانية التي عانى منها العالم أية معاناة ..

ويلات تلك الحرب وخوف البشرية من تكرارها .. وما خلفته من حروب تعتبر هامشية بالنسبة للحرب الكونية .. مثل الحرب الكورية .. وحرب فيتنام. وحروب الاستقلال عموماً .. وغيرها الكثير .. دفعت بالفعل البشري المقاوم للحروب باتجاهات شتى كلها إما بالغت وتجنت خوفاً من الحروب .. وإما اندفعت لإقامة بنى ومؤسسات تمنع إمكانية نشوب الحرب مرة أخرى .. لعل أبزر تلك المؤسسات كانت الأمم المتحدة.

يومها أوجد الفكر البشري ما عرف بمفهوم السلام العالمي .. وظهرت تكتلات مؤسسة السلام العالمي في حينه معتمدة بصورة رئيسة على قوى ودول إقليمية كان لها وجودها في الحياة السياسية العالمية.

ظهر مؤتمر باندونغ .. وتبعه ظهور مؤتمر دول عدم الانحياز .. ومن ثم مؤتمر آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية لتشجيع السلام العالمي … كما تشكل المجلس الدولي لأنصار السلام العالمي.

كان العالم يعمل بجرأة على قاعدة الأخلاق لإقامة السلام العالمي .. لم تكن مؤيدات ومناصرات هذا السلام على تلك القوة .. لكنها ارتكزت على قاعدة أخلاقية فكرية اجتاحت – إلى حد ما – العالم.

ظهرت شخصيات فكرية ونظريات علمية وإرادات خيرة عملت كلها متكاتفة لمنع الحروب وضمان السلام ..

كانت إرادة أخلاقية للإنسانية لنبذ الحروب.

لكنها لم تكن في عملها مكللة دائماً بالنجاح. إنما نجحت إلى حد كبير في نشر مفاهيم السلام ونبذ الحروب إلى درجة تمنع “الحربجيين” من قيادة العالم إلى الهاوية.

لم يطل عمر مشروع السلام الطوعي العالمي القائم على الأخلاق العالمية .. فتلقى أهم ضربة ألقت به أرضاً متمثلة بحرب حزيران 1967 .. التي غولت حجم العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة .. لنخلق منها أحد أكبر انتصارات التنمر والقوة اللاأخلاقية .. وكانت طعنة كبرى في مسيرة السلام العالمي.

بعدها فقدت الإرادة الأخلاقية لمشروع السلام العالمي الكثير من تألقها ومن سطوعها .. لتتقدم مفاهيم القسر والقوة والحروب التي لم تعد تتحسب لأخلاق البشرية المفترضة.

في الأيام والأشهر الأخيرة .. أظهر العالم حالة من الاضطراب الأخلاقي … مستخدماً الكذب …غير عابئ بمخاطر يتعرض لها السلام العالمي الذي يكاد يكون أصبح مصطلحاً من ذكريات ماض لا يتذكره أحد ..

إنها الأحداث التي ما زالت تدور حول أوكرانيا .. والتي رسمت حالة افتراضية لحرب ليس ثمة من أعلن أنه سيخوضها ..

لكنها لا أخلاقية التشجيع على الحروب التي تجد الإمبريالية العالمية الطريق إليها .. لم يعد من ينظر إليه بمنظار السوء ..

الحرب غير قائمة وغير قادمة بسبب الكذب والخوف .. وليس بسبب نصرة السلام العالمي.

as.abboud@gmail.com

معاً على الطريق- أسعد عبود

آخر الأخبار
معلوف لـ"الثورة": الحكومة الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح ديب لـ"الثورة": تفعيل تشاركية القطاع الخاص مع تطلعات الحكومة الجديدة  سوريا: الدعم الدولي لتشكيل الحكومة حافز قوي لمواصلة مسيرة الإصلاحات البدء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية المغذية لمحافظة درعا الوقوف على جاهزية مستشفى الجولان الوطني ومنظومة الإسعاف القضاء الفرنسي يدين لوبان بالاختلاس ويمنعها من الترشح للرئاسة الإنفاق والاستهلاك في الأعياد بين انتعاش مؤقت وتضخم قادم إصدار ليرة سورية جديدة، حاجة أم رفاه؟ من كنيسة سيدة دمشق.. هنا الجامع الأموي بيربوك من كييف: بوتين لايريد السلام ويراهن على عامل الوقت The New York Times: توغلات إسرائيل داخل سوريا ولبنان تنبئ باحتلال طويل الأمد الاحتلال يواصل خرق الاتفاق..غارة جديدة على الضاحية ولبنان يدين السوداني يؤكد للرئيس الشرع وقوف العراق إلى جانب خيارات الشعب السوري السعودية: 122 مليون مسلم قصدوا الحرمين الشريفين في رمضان مسيرات للسلام والاحتفال بعيد الفطر في ريف دمشق سرقة أجزاء من خط الكهرباء الرئيسي المغذي لمحافظتي درعا والسويداء الاحتلال يصعد عمليات الهدم والتهجير القسري في طولكرم ومخيمها إسبانيا وبولندا ترحبان بإعلان تشكيل الحكومة السورية "تجارة حلب" تختتم فعاليات مهرجان رمضان الخير وليالي رمضان مُحي الدين لـ"الثورة": نجاح الحكومة يستند إلى التنوع واختلاف الآراء والطاقات الشابة