أعلنوا النصر فازدهرت الحروب

مع نهايات القرن الماضي أعلنت الرأسمالية العالمية انتصارها الناجز على البشرية بعد سلسلة الهزائم التي أوقعتها بالدول الاشتراكية، وانتهت بسقوط ما كان يعرف بمعسكر الدول الاشتراكية ومعها حلف وارسو وانتهاء بالاتحاد السوفييتي وتقدمت بأوراقها وتنظيراتها لإقامة عالم السلام والديمقراطية ذي القطب الواحد.

كان الانتصار ساحقاً ولا ريب .. وقد أعلن انتهاء عهد الاقتصاد المخطط وبداية عصر الحرية التجارية واقتصاد السوق كأساس لانطلاق العولمة الحديثة. لكن انتصارها الساحق هذا لم يؤمن لها فرصة السيطرة النهائية على العالم كما تريد .. وبين غفوة واستفاقة كانت تغض النظر عن فشل بدأ يظهر لها من حيث إمكانية خضوع العالم.

أكثر ما كان يرعب الرأسمالية في انتصارها هذا أن يتشكل للعالم قطب آخر يعترض على تحكمها الكلي النهائي المفترض بالبشرية .. واصطنعت عديد الحروب الإقليمية والثنائية وأحياناً الدولية لتدعم وتؤمن سيطرتها .. لكن كان ثمة حراك على الجهة المقابلة في العالم تمنع تصورات الرأسمالية لنهاية التاريخ كما تخيلها نعوم تشومسكي.

ورغم تراجع أصوات المدافع لم يكن من الصعب اكتشاف الحروب الكبرى القائمة بصمت في العالم ..حروب ترتدي ألواناً عديدة وسموها ديمقراطيات ملونة .. وكان واضحاً أن كل شعارات الرأسمالية المختارة هي أسلحتها الجديدة للسيطرة على العالم .. الديمقراطية .. التجارة الحرة ..السلام واحترام حقوق الإنسان .. إلخ .. وبدأت القوة الاقتصادية الضخمة في اليد الرأسمالية ترسم عالماً جديداً تخيطه بالعقوبات على الدول التي تخالف التوجهات الرأسمالية مهما كانت مجحفة في حق الشعوب..إلى درجة أن معظم دول العالم وشعوبه تخضع بهذا الشكل أو ذاك للعقوبات.

ترنح العالم بالنتائج أكثر من ترنحه بالحروب العسكرية.. وهكذا اخترعت المهمات الإنسانية لنشر الحرية وحقوق الإنسان يؤديها حلف شمال الأطلسي ..”النيتو” وهو الحلف العسكري الوحيد في العالم بعد انتهاء حلف وارسو الذي تحول العديد من دوله إلى الناتو.

ثم طورت الرأسمالية من هجومها على البشرية وظلت عيونها مفتوحة بخوف وحذر على حركة الجهة المقابلة من العالم.. حيث بدأت الخشية من قطب جديد في العالم تتحول إلى احتمال يتقدم مع تقدم انتصارات روسيا والصين في عالم التكنولوجيا والاقتصاد ..وأيضاً القوة العسكرية.

لم تعد الرأسمالية شديدة الثقة بحتمية التحولات باتجاه نهاية التاريخ.. فبدأت تخرج من البنى التي استخدمتها هي لمحاصرة العالم ودفعه باتجاه النهاية. فعادت إلى حمامتها للسلام “الناتو” لحصار أي احتمال للخروج عن الطاعة.

كان هناك من يرفض الناتو في أرضه أو على حدوده … فابتدأ الرصاص.

معاً على الطريق -أسعد عبود:

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا