الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
«من يتكلم لا يعرف، ومن يعرف لا يتكلم». تحفز هذه الحكمة الطاوية على الكلام، ليس فقط لكي ندرك معناها الدقيق، بل لأننا فعلاً لا نعرف.
من ذاك الذي يعرف؟ وماذا يعرف؟
بعد هذا التقدم التقني وعملية فرش المعلومات في الفضاء بشكل مجاني، أصبحنا أقل معرفة بما يحيط بنا، وأقل إدراكاً لمغزى وجودنا كبشر. والدليل على ذلك أن الفلسفة الحديثة، هي مجرد حواشٍ على أفلاطون، كما يقول وايتهيد.
لقد تكاثر الكلام في العصور الحديثة، ووجد البشر أننا في حاجة إلى كثير من الثرثرة، لقناعتنا بعدم وصولنا إلى أية حقيقة. ولا زلنا نفتش عن أي أمل بوجودنا.
ماذا يعرف ذلك الذي لا يتكلم؟ هل يمتلك الحقيقة؟ ربما، ولذلك فإن عالمنا يضج بالصراخ والقول المجاني، من دون فائدة. يدرك لاوتسه الطاوي أن الإنسان غير قادر على الصمت، فالصامت هو من يعرف، وهو من وجد ضالته في هذه الغابة المظلمة. فالأحمق – كما يقول بليك – لا يرى الشجرة التي يراها الحكيم. وكما يقول بليك أيضاً: لكي ترى العالم في حبة رمل، والفردوس في زهرة برية، ضع اللاتناهي في قبضة يدك، والأبدية في ساعة.
من نحن من هذا؟ وكيف يمكننا أن نسمع هذا الكلام ونصمت؟ أليس من واجبنا أن نثرثر كي نفهم؟ أليست الحياة عبارة عن لغة تقربنا من بعضنا وتبعدنا في الوقت نفسه؟
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء3-12-2019
رقم العدد : 976