من نبض الحدث…الإرهاب الاقتصادي امتدادٌ للتكفيري .. لن تتحقق أهدافه

من بعد الاستثمار بالإرهاب التكفيري، ومن بعد الحصار الجائر والعقوبات أُحادية الجانب، تُحاول واشنطن بممارسة أعلى درجات الإرهاب الاقتصادي تحصيل ما عجزت عن تحصيله بالحديد والنار، بالعدوان، وباستخدام أذرعها الإرهابية، الداعشية ومُشتقاتها.
تَخلق الولايات المتحدة لنا في سورية ولحلفائنا على امتداد محور المقاومة صعوبات اقتصادية ومشكلات معيشية، تُحاصر حبة القمح والدواء، تَمنع التكنولوجيا والنفط، وتُلاحق حركة المال في القنوات المصرفية للحد من التبادلات التجارية أو ربما لمُحاولة تَصفيرها .. نعم، تَفعل وتُعلن بوقاحة، بل إنها لا تتوقف عن محاولة الاستثمار بالمشكلات والصعوبات الناتجة التي لا نُنكرها، لكننا لا نَخشاها، وسنَتغلب عليها.
صمدنا، ونجحنا بالتصدي في أشد سنوات العدوان وأصعب الظروف، ونجحت طهران مؤخراً باحتواء حركة الشغب والتخريب المُمنهجة أميركياً، فأحبطت مُخططاً كبيراً لاستهدافها من الداخل، كان – بالدليل القاطع – جزءاً من حملة الاستهداف الكُبرى التي فشلت في سورية، فيما يبدو أنها هي ذاتها التي تَضع لبنان والعراق على نار حامية كخاصرتين لسورية، وكمُكونين أساسيين بثقافة رفض الاحتلال، يَربطهما بكل من سورية وإيران تحالف مَتين نَواته المقاومة.
الدليل القاطع إيّاه، تُلخصه تصريحات بومبيو الأخيرة: «إنّ رفض النفوذ الإيراني هو العامل المُشترك بالاحتجاجات الجارية في العراق ولبنان»، ما يعني أن بومبيو كوزير للخارجية الأميركية يُحرض على المزيد، ويَنتظر نتائج أكبر، بينما تُشكل سهولة التقاط علامات سعادته بالحالة الراهنة دليلاً على تَوهمه اقتراب واشنطن من تحقيق هدفها الشيطاني!
هل يُمكن الفصل بين وقاحة بومبيو هذه، وبين وقاحة البيان الذي صدر عن وزارته قبل يومين بشأن اجتماعات جنيف الخاصة بلجنة مناقشة الدستور؟ وهل يعني ذلك سوى أن واشنطن تَشتغل على جبهات مُتوازية لا تكتفي بمحاولة الالتفاف على هزيمتها في سورية، بل تُسجل انتقالاً إلى مرحلة جديدة من العدوان والبلطجة بالتصويب على لبنان والعراق وإيران معاً؟
قد يكون صحيحاً أن لدى أميركا قُدرات غير مَحدودة لتُمارس بها كل أشكال الإرهاب الاقتصادي، ولتَستخدمه بحروبها ضد خصومها الدوليين، روسيا والصين كأنموذج، وضد كل من يُقاوم سياساتها في الاحتلال والهيمنة على نحو ما تَفعل معنا في سورية، وعلى طول خط المقاومة، إلا أنّ الصحيح أيضاً أنها فعلت ذلك مراراً بالتزامن والتوازي مع العدوان العسكري المباشر، لكنها فشلت بتحقيق أهدافها فضلاً عن الإخفاق بفرض إرادتها أو شروطها وأجنداتها، لماذا؟ ليس لأنها وفّرت استخدام أداة قذرة أو وسيلة أكثر قذارة، بل لأننا أقوياء بما يكفي لنُسقط مشروعها ومخططها، ولأننا أكثر صلابة بما يكفي لندافع عن وطننا ونحفظ استقلالنا.
كما انتصر السوريون، وكما نجح الإيرانيون، سيَتجاوز الأشقاء في لبنان والعراق واليمن المِحنة، بإطفاء نار الفتنة ودفع ذرائع العدوان، إسقاطاً للمُخطط الصهيوأميركي الذي لن تتحقق غاياته ولا أهدافه.

كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 4-12-2019
الرقم: 17138

 

 

آخر الأخبار
رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة محطات الوقود بحلب تحت عين الرقابة البنوك السورية جاهزة للربط بنظام "سويفت" ومصارف أجنبية بدأت بالتعامل وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  هيئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2)