عرفنا الفنانة صفاء رقماني عبر حضورها ضمن مجموعة من الأعمال الدرامية التي شكلت علامة فارقة في الدراما السورية، فمنذ بدايتها الأولى أوجدت لنفسها المكانة اللائقة وسط أعمال نوعية، وها هي تتابع مسيرتها ضمن منهجية فنية، التزمت بكل ما هو متميز في كافة الاتجاهات، وأهمها الواقعي المعاصر القريب من حياة الناس الذي عالج مشكلات راهنة وهموم حقيقية، حيث كانت مشاركتها الأخيرة عبر العمل الدرامي (365 وربع) صورة عن موقف الفنانة من العمل الدرامي القادر على خدمة الناس بالدرجة الأولى وقد سعت الفنانة رقماني إلى العمل دائماً ضمن نفس الإطار.
عن مشاركتها في العمل لخصت رؤيتها للفن قائلة: (365 وربع) إخراج يمان إبراهيم، وأتابع التصوير ضمن لوحات فنية واسعة الطيف في معالجاتها وطروحاتها الغنية والكثيرة فلم يوفر العمل مجالاً إلا ودخل عالمه بكثير من الاهتمام، ويمكننا القول إن العمل بطبيعته ولوحاته وتنوع أفكاره وتعدد معالجاته، كل هذه العوامل منحته التميز الكبير، كما يخاطب كافة شرائح المجتمع من أكثر من منظور وأكثر من زاوية، كل ذلك أسبغ العمل بالشمولية والرؤيا الناضجة، فالعمل يمر على مساحات واسعة وأطياف ومشكلات وجميعها تم العمل عليها برؤية واعية قادرة على تصوير المجتمع بشكل موضوعي، وقد جسدت شخصيات كثيرة وقدمت الوجع مع الابتسامة بقالب كوميدي خفيف، وهناك الكثير من الشخصيات المتنوعة ضمن العمل التي يسعى إليها الفنان دائماً، فالتلون يستفز الإبداع عنده.
وحول كيف تنظر لدور الدراما اليوم والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في المجتمع، تقول: أنحاز بشكل دائم إلى الأعمال الفنية القادرة على خدمة واقعنا ونقل همومه بأمانة، فلا بد من طرح مشكلاتنا بآليات من شأنها الإضاءة على السلبيات بالشكل الذي يساعد على تجاوزها والاعتماد على أسلوبية موضوعية تحقق هذا الجانب، وهذا أهم ما تقوم به الدراما تجاه المجتمع.
وعن مشاركتها في الفيلم التلفزيوني (حب عابر)، تقول: أشارك فيه بشخصية جديدة، وهو يدور في السياق الاجتماعي ويقدم نموذجاً إنسانياً لطالما رأيناه على أرض الواقع، حيث يدور العمل حول امرأة تزوجت في سن مبكرة، تبتعد عن زوجها وهي صغيرة وقد رزقت بابنة، أخذت كل حياتها واهتمامها إلى أن نسيت نفسها، ترعى ابنتها وتسهر على دراستها وأمورها باهتمام كبير ناسية نفسها، فيقع تناقض بينهما في مسألة حساسة جداً، تدرك تلك الأم كم أهملت ذاتها، ثم تعود لتقويم الأمور، وتحتضن موقف الابنة بمزيد من الحب والحنان. لا بد من القول إن هذا النموذج حاضر في حياتنا بشكل واسع وكبير، من المؤكد أننا معه، لكن عليه ألا ينسى أن لنفسه عليه حقاً أيضاً، ومن الضرورة بمكان الإضاءة على هذه النماذج وأمثالها في الحياة.
آنا عزيز الخضر
التاريخ: الاثنين 20-1-2020
الرقم: 17172