الملحق الثقافي:منال محمد يوسف:
وتزهرُ القوافي، قوافي الحياة أو قوافي الورد إن بات يشتكي عطر ودّه، وقام يُصليّ في محراب وقته الشعريّ، وأزهرَ صوت مرامه الآتي.. أزهرَ حكاية ورديّة الأشعار كـأنّها الحروف تولدُ على تيجان الأزهار.. وتزهر القوافي في عينيّ كلّ قصيدة، تزهرُ قزحيّة الألوان في محراب الحروف، ويُنثرُ ظلُّ نورها بين السطور.. تزهرُ كبيت شعرٍ حرفه الورديّ منذور، وهواه عطر المحبة إذ نُثرَ على الدروب. تزهرُ كقوافي الفعل القمريّ، نوره فلسفات الإشراق، وسرّ الأوزانِ.. علائمه الفجر إن صلّى الحرف في محرابه ساجداً وراكعاً.. قوافيه مداد القلم في حضرة السّر ِ العظيم.. و مداد الحلم و عشقه المستقيم..
وتزهرُ القوافي في آنيات الرُّوح ونور الشعر وضّاء الأماني، و»شموسه الوضّاة ظلُّ النور الكلامي وغائبها المستنير» وعظمة القصائد إن دارت حول نفسها بطيف نورها المستدير..
وتزهرُ القوافي في مرآة الشجون العظيمة، وكأنّها شقائق الحروف ونعمان عزف موسيقاها الجميلة، أو لغة الحبق إذ بثَّ عطره وقال كلمته الوثقى، قال تلك الجمل الإسميّة والفعليّة التي تنفى إلى عوالم الجمال البريّ، وتصيغ فجراً مزهر القوافي، كأنّها القصائد تشتاقُ عطر الحروف، تشتاق قناديل نور شعرها لا ينام.
وتزهرُ القوافي في مداد الحرف التقويمي، تزهر على وجعٍ، تزهرُ وكأنّه الكلام يبدو مرصّع بجمال البلاغة، يحادثُ الإشراق إشراقاً، يحادثه محبةً وإكراماً، وتزهرُ قوافي الحروف بين جوازم الشيء الجميل، تزهرُ في صحوة الحلم وشعائر الوجد، ويُشرقُ وجه الشعر قمريّ الجمال، عذبُ الترياق، شموسه ساطعة المعاني، ظلّه قافيات الوجدِ إن قامَ حرفها وأزهرَ ريحاناً من وجل الأماني ونور المعاني.. أزهرَ في وقت الشعر وسرّه ودجاه، وأينعَ الصبح يقتبسُ نوره من سرّ معناه.. كأنّه بيارق الفصول كُلّها إن أورقَ الشعر وترحالُ سرّه في ليلُ الفصاحة البليغ.
وتزهر القوافي حكاية موروثة الشجنِ، قولها بليغِ الأثرِ، فكرها مٌتقّد الحلم الواعد، حروفها معصومة الحال والأشواق تزهو بجمالٍ لا ينتهي..
وتزهرُ القوافي في لُجين الأوقات الجميلة، تزهرُ في نورانيّة الشيء المنبعث وكانّه طيب الكلام إذ رُتّبَ على شكل قصائد ورُتّبَ على شكل صور برّاقة الاستعارات، قناديلها بلاغة الكلام إذ قيلَ، وضوء الافتتان بجوهر الشيء المرامي، وصدقُ الكلمات إذ جاء بها جوهر المعاني ونُطقَ سرّها في لحظ الافتتان البلاغي، نطق تابع ومتبوع فلسفته الشعريّة ولحظه الإلهام.
وتزهر القوافي، ويُزهرُ سِفر المعاني ليزهرُ بلون الدم القاني، ليسطّر بعضاً من فحواه المستنير.. يتعاظم أنشودة فجراً يبحثُ عن قوافي المحبة في اجتباء القول البليغ، عن جميل وردها إن صحَ القولُ وذاك الرحيق، عن الدرِّ والمحار وقوافي العقيق، ويتسامى إذ كتبَ الشعر حروفه في معاني السموّ الجميل، ويتعاظم سرّه ودربه المستقيم إذ ما جاءت إشراقة القوافي أو الشعرِ كالشّمسِ وسرّ الشعر المُضيء لا يحتاجُ إلى أدلة ونور الدليل، وإذ ما قال ذاك القائل: إنّ قمره وشمسه يخبران عن أمرٍ عظيمٍ، إن جاءت الأشعار وقالت كلمتها «وتزهرُ القوافي و منطوق الحلم الأجمل».
التاريخ: الثلاثاء11-10-2020
رقم العدد : 986