أحلام مريم على سياج المخيّم

 

الملحق الثقافي:

ريحانةُ القلبِ الصغيرةُ مَريمُ
تغفو على طولِ السّياجِ، وتحلمُ
وَتَمُدُّ عيناً للبلادِ.. كأنّها
آهٌ برعشةِ دمعةٍ تتكلّمُ
وتَطوفُ بالأسلاكِ حتى خِلتُها
قمراً يَطوفُ، وخافقاً يتألَّمُ
*
بابا… وتسألُ بابتسامَةِ حُزْنِها:
لِمَ عُمْرُنا منفى، وبسمتُنا دَمُ!!؟
كَبَرَ السُّؤالُ، وما أزالُ على أسى
صَمتي أحارُ بما يُجيبُ بِهِ الفَمُ!!؟
*
كيفَ استفاقَ الوردُ في أكمامهِ
قبلَ الأوانِ، وكيفَ شَبَّ البُرْعُمُ!!؟
عُصفورتي قَمَرُ النَّسيمِ، وثغرُها
أندى مِنَ الرَّيحانِ، وهُو يتمتمُ
ماذا تُغنّي حُلوتي!!؟ فَتُجيبني:
سَلْ بَحْرَ يافا ما يَصوغُ، وَيُلْهِمُ!!!؟
*
خُذْني إلى وطني، وَمِلْ بِيَ لَحظةً
نحوَ الجَليلِ… على التّرابِ أُسلّمُ
وَاْنثُرْ صِبايَ على امتدادِ ربوعهِ
أقمارَ عشقٍ، كي يَطيبَ الموسمُ
نهضتْ طفولتُها قُبَيْلَ أوانِها
واشتدَّ عودُ اللَّوْزِ، وهو يُبَرْعَمُ
وأنا لأحبابي جَناحٌ خافقٌ
بالكبرياءِ، ووردُ بُستاني هُمو
كَبُروا، وما زالوا صِغاراً… رُضَّعاً
وكأنّهم عن قُبلتي… لم يُفْطَموا
حتى إذا طافوا حَدائِقَ نَشْوَتي
هزّوا جُذوري، فاستفاقَ مُتَيَّمُ
*
للهِ كَمْ مثلي طوتهُ حَدائِقٌ
تحتَ الجَناحِ، وبالعُذوبةِ ينعمُ
هي ذي فراشاتُ الرّبا حولي فما
أحلى الفَراشَ.. على السَّريرِ.. يُحَوّمُ
قُبَلٌ.. فَأصْحو، ثُمَّ أغفو، والنّدى
حَوْلي سَماءٌ، والأحبّةُ أنجمُ
بابا.. ويَغمرُني حَنينٌ موجعٌ
عَذْبٌ، وينهمرُ الشّذى والبَلْسَمُ
أتحبّنا!!؟ وتنهّدتْ بِيَ بسمةُ
نشوى كَعُصفورِ النّدى، وَتَبَسّموا!!!
*
خُذني إلى وطني، وَطُفْ بِيَ مُقلةً
كَمْ مَلَّ غُرْبَتَنا.. دَمٌ، وَمُخَيَّمُ
لَوْ نسمةٌ تَسري بنا، أوْ عُشبةٌ
تلقى الأحبّةَ، كَمْ يَطيبُ المَغْنَمُ
تَعِبَ الطَّريقُ، وما تعبنا خُطوةً
تَمضي إلى غَدِها، وذاك مُحَتّمُ
ومضتْ تَشُدُّ على التُّرابِ بكفّها،
والكَفُّ.. مِنْ جَمْرِ الهوى.. مُتَفَحّمُ
*
جيلٌ يشبّ الصُّبْحُ من أحداقهِ
وهمو لكلّ العابِرينَ السّلّمُ
وتكادُ تُشعلني إليهم رَعشةُ
في الصَّدرِ ضجّتْ، والأحِبَّةُ نُوّمُ
حتّى إذا بُعثوا بسحرِ ضَجيجِهِمْ
ألفيتُ، ما في السّحْرِ، ليسُ يُتَرْجَمُ
*
أقسمتُ أنّ الوردَ أروعُ في الهوى
منّا، وأعذبُ في الحَنينِ، وأقسمُ
وكأنّهم في العُمرِ مُلْهَمَةٌ مَضَتْ
تُلقي خُطاها للصَّباحِ، وَمُلْهَمُ
كَمْ من سؤالٍ صامتٍ بعيونهم
يمشي بدمعتهم، ولا يتكلّمُ
بابا… ويذبحُني مَريرُ سؤالِها:
لِمَ عمرُنا منفى!!؟ وبسمتُنا دَمُ!!؟
كَبُرَ السّؤالُ، وما تَزالُ حَبيبتي
تغفو على طولِ السّياجِ، وَتَحْلُمُ

التاريخ: الثلاثاء11-10-2020

رقم العدد : 986

آخر الأخبار
تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا المكتب القنصلي في حلب.. طوابير وساعات من الانتظار