الثورة – جهاد اصطيف:
عقدت لجنة الصناعات البلاستيكية في غرفة صناعة حلب اجتماعها الدوري اليوم، في مقر الغرفة، بحضور نائب رئيس غرفة صناعة حلب إسماعيل حج حمد، في إطار الجهود المستمرة لدعم القطاع الصناعي الوطني وتطوير بيئة العمل والإنتاج.
وخلال الجلسة، ناقش الحاضرون واقع الصناعات البلاستيكية في محافظة حلب، وما تواجهه من صعوبات ومعوقات تتعلق بتأمين المواد الأولية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وصعوبة المنافسة مع المنتجات المستوردة، إضافة إلى التحديات المرتبطة بتسويق المنتجات المحلية في الأسواق الداخلية والخارجية.
و أجمع الصناعيون على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الإنتاج المحلي، وتحفيز الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع، باعتباره من القطاعات الصناعية المهمة التي ترفد الاقتصاد الوطني، وتشغل عدداً كبيراً من الأيدي العاملة.
تحدٍّ كبير
وأكد المشاركون أن المنتجات البلاستيكية الوطنية تتمتع بجودة عالية، وتلبي مختلف احتياجات السوق المحلي، إلا أن المنافسة مع السلع المستوردة بأسعار منخفضة تفرض تحدياً كبيراً على الصناعيين المحليين، ما يستدعي إعادة النظر في السياسات الجمركية لحماية المنتج الوطني، وفي هذا السياق، طالب الحضور برفع الرسوم الجمركية على المنتجات البلاستيكية المستوردة التي تدخل الأسواق السورية بأسعار تقل عن تكلفة الإنتاج المحلي، ما يضر بالصناعة الوطنية، ويحد من قدرتها على الاستمرار والمنافسة.
في المقابل، دعا الصناعيون إلى تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الأولية الداخلة في صناعة المنتجات البلاستيكية، باعتبارها الأساس في عملية الإنتاج، وذلك لتخفيض تكلفة المنتج النهائي وتعزيز تنافسيتها في الأسواق الداخلية والخارجية، كما تمت الإشارة إلى ضرورة تسهيل عمليات الاستيراد لهذه المواد عبر تبسيط الإجراءات الإدارية و التخليص الجمركي.
خطة عمل مشتركة
وشدد المجتمعون كذلك على أهمية الانفتاح على الأسواق الخارجية من خلال المشاركة الفاعلة في المعارض التخصصية الإقليمية والدولية، مؤكدين أن هذه المشاركات تتيح فرصاً كبيرة للتعريف بجودة المنتج السوري، وفتح آفاق تصديرية جديدة تسهم في تنمية القطاع الصناعي وتعزيز موارد الاقتصاد الوطني من القطع الأجنبي، وتم الاتفاق على إعداد خطة عمل مشتركة بالتعاون مع غرفة الصناعة لتنظيم مشاركة أوسع للشركات الصناعية في هذه المعارض خلال الفترة القادمة.
من جانبه، أكد نائب رئيس غرفة صناعة حلب لـ” الثورة”، أن غرفة صناعة حلب تولي قطاع الصناعات البلاستيكية اهتماماً خاصاً، لما له من أهمية اقتصادية كبيرة، سواء من حيث القيمة المضافة أم فرص العمل التي يوفرها.
وأوضح أن الغرفة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على تذليل الصعوبات التي تواجه الصناعيين، سواء على صعيد تأمين الطاقة أم المواد الأولية أم تسويق المنتجات، إضافة إلى المتابعة المستمرة لقضايا الرسوم الجمركية والدعم الحكومي.
تتطلب تعاوناً وثيقاً
وأضاف نائب رئيس الغرفة: إن المرحلة القادمة تتطلب تعاوناً وثيقاً بين القطاعين العام والخاص، من أجل تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مشيراً إلى أن دعم الصناعات التحويلية، مثل صناعة البلاستيك يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات، ويعزز من مكانة الصناعة السورية كركيزة أساسية في عملية التنمية الاقتصادية.
واختتم الاجتماع بتأكيد الجميع على أهمية استمرار الحوار، والتنسيق بين الصناعيين والغرفة والجهات الرسمية لتوفير الدعم اللازم للصناعة الوطنية، والحفاظ على استمرارية الإنتاج في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، والعمل على بناء قاعدة صناعية قوية تواكب التطورات العالمية في مجال صناعة البلاستيك وتطبيق معايير الجودة البيئية.
كما أكد المجتمعون أن الصناعي الحلبي أثبت خلال السنوات الماضية قدرة كبيرة على الصمود والإبداع، وأن دعم هذا القطاع الحيوي هو دعم الاقتصاد الوطني برمته، وعبروا عن تفاؤلهم بأن الجهود المشتركة ستثمر عن خطوات ملموسة لتحسين الواقع الصناعي وتعزيز ثقة المستثمرين ببيئة العمل في سوريا بشكل عام، وحلب بشكل خاص، باعتبارها عاصمة الصناعة السورية، وعنواناً للإنتاج والإبداع رغم كل التحديات.