الثورة – فؤاد الوادي:
أكد الرئيس أحمد الشرع، أن سوريا الجديدة تعيد ربط العلاقات مع كل الدول الإقليمية والعالمية، مشيراً إلى أن هناك علاقات ثنائية ومصالح مشتركة تربط سوريا مع روسيا، وتحترم كل الاتفاقيات معها.
وقال الرئيس الشرع خلال لقائه اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو: لدينا علاقات وثيقة مع روسيا، وجزء كبير من قطاع الطاقة في سوريا يعتمد على الخبرات الروسية.
بدوره أوضح الرئيس الروسي أن العلاقات الروسية السورية علاقات صداقة، وأنه لم تكن لروسيا أي علاقات منوطة بالحالة السياسية، أو المصالح الضيقة وهي مرتبطة بالمصالح المتبادلة ومصلحة الشعب السوري.
وقال: ” أرحب بالرئيس أحمد الشرع ولدينا علاقات قوية مع سوريا منذ أكثر من 80 عاماً”.
وأضاف الرئيس الروسي: “نحتفظ بعلاقات وثيقة مع الشعب السوري ونسعى إلى تطوير العلاقات مع دمشق، واللجنة الحكومية المشتركة بين روسيا وسوريا ستستأنف عملها”.
وكان الرئيس الشرع قد وصل إلى روسيا ظهر اليوم في أول زيارة رسمية لروسيا، لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي وقت سابق، أعلن الكرملين أن محادثات الرئيسين الشرع و بوتين ستركز على آفاق تطوير العلاقات الروسية السورية والتطورات في الشرق الأوسط.
وأضاف الكرملين في بيان له: إنه “من المقرر بحث الوضع الراهن وآفاق تطوير العلاقات الروسية السورية في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، وآخر التطورات في الشرق الأوسط”.
وكان الرئيس الشرع تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي في شباط الماضي هنّأه فيه على توليه منصب رئاسة الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية، وأكد خلاله دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، إلى جانب استعداد بلاده لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام السابق، أما الرئيس الشرع فقد أكد خلال الاتصال على العلاقة الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين، وانفتاح سوريا على كل الأطرف بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز الأمن والاستقرار في سوريا.
وفي 12 أيلول الماضي قال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة الإخبارية:” إن قوات “ردع العدوان” عندما وصلت حماة جرت مفاوضات مع روسيا، وعند وصولنا إلى حمص، ابتعد الروسي عن المعركة، ضمن اتفاق جرى بيننا وبينها، وهذا كان له أثر إيجابي”، مضيفاً :” إن قوات “ردع العدوان” وخلال المفاوضات مع الروس رأت أن روسيا “ليست متمسكة” بشخص النظام، وأن ما يهمها في سوريا مصالح وعلاقات قديمة وتاريخية واستراتيجية”.
وعن مستقبل العلاقة مع الروس، قال الشرع خلال المقابلة:” إن سوريا لا تريد حالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم، وإن سوريا تبحث عن الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العالم والمنطقة بما فيها الدول التي كان لديها موقف سلبي”، وتابع: إن “هناك روابط وثيقة بين روسيا وسوريا ولدت منذ نشأت سوريا عام 1946″، مضيفاً :” إن سوريا لديها ارتباطات بروسيا في مجالات السلاح، والطاقة، والغذاء، وإنه “ينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة، إضافة إلى أن سوريا عليها عقوبات كثيرة منها مرتبطة “بمجلس الأمن، وروسيا تمثل مقعداً دائماً، وصوتها يجب أن يكون هادفاً”.
والخميس الماضي، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد موسكو للتعاون مع سوريا واستمرار جميع المشاريع، لكنه أشار إلى أنه يجب تعديلها وفقا للظروف الجديدة، لافتاً إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على إعادة تنظيم مهام القواعد الروسية في الأراضي السورية.
وأشار لافروف في مقابلة لقناة “آر تي” الروسية إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، صرح مراراً بأن موسكو لن تتصرف ضد إرادة الحكومة السورية.
وأضاف المسؤول الروسي “من المفهوم أن الحكومة السورية، إلى جانب بعض دول المنطقة، ترغب في الحفاظ على وجودنا هناك، بالطبع، وجودنا في سوريا ليس لدعم الحكومة الشرعية عسكرياً ضد قوى المعارضة، لذا يجب إعادة هيكلة مهام القواعد”.
ولفت لافروف إلى إمكانية استخدام القواعد الروسية في سوريا كنقاط للمساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام الموانئ والمطارات لإيصال المساعدات الإنسانية من روسيا ودول الخليج إلى الدول الإفريقية.