التجربة التركية تبتسم في “دمشق”

الثورة – علا محمد:

تتقد “جامعة دمشق” اليوم بنبضٍ علمي جديد يضع طب الأسنان في قلب التطور، حيث احتضنت المؤتمر الأول للتسويق الذكي لطب الأسنان في مدرج كلية طب الأسنان.

أطباء وخبراء من سوريا وتركيا اجتمعوا ليؤسسوا لمرحلة جديدة في الممارسة السنية، تنطلق من فكرة وطنية عنوانها: العلم طريق الإعمار.

ومن بين أروقة الجامعة التي تجاوز عمرها قرناً، ارتفع صوت الانتماء قبل العلم، حيث أوضح الشيخ الدكتور محمد خير الشعال في حديثه لصحيفة “الثورة” أن هذا المؤتمر امتداد لمسيرة “جامعة دمشق” العريقة التي أنشأها كبار الأساتذة وحملوا لواءها جيلاً بعد جيل، فاليوم، كما يقول، تواصل الجامعة رسالتها بالتعاون مع نقابة أطباء الأسنان، لتستقبل أطباء جاؤوا إلى الشام وفاءً لأمهم سوريا، ناشرين العلم كما نُقش على شعارها الأول: “وقل ربّ زدني علماً”.

جسر العلم والتجربة

على الضفة الأخرى من هذا الحدث، يؤكد نقيب أطباء الأسنان في سوريا الدكتور بشير الاسماعيل للثورة أن المؤتمر يحمل قيمة علمية استثنائية، إذ يدمج بين المحاضرات النظرية والتجارب العملية للأطباء السوريين الذين عادوا بخبراتهم من الخارج.

ويشير إلى أن أهمية الحدث تكمن في نقل تجربة دولية قريبة “التجربة التركية” إلى الداخل السوري، بما تحمله من تقدم في الأتمتة الإدارية والتسويق الرقمي للعيادات، وهي تجربة وصفها بأنها “نقلة نوعية” في طريقة إدارة العمل السني وتسويقه بوعي ومهارة.

ويضيف إن هذا المؤتمر المستقل، الأول من نوعه، أعاد تعريف العلاقة بين الطبيب وإدارته لعيادته، مؤكداً أن التسويق الطبي ليس ترفاً بل ضرورة علمية ومهنية.

خارج الصندوق

ومع دخول الجانب الأكاديمي على الخط، تحدث عميد كلية طب الأسنان في “جامعة دمشق” الدكتور عمر أحمد حشمة عن خصوصية هذا المؤتمر الذي اختار التفكير خارج الإطار التقليدي للطب، فهو لا يقتصر على الطبابة، بل يفتح المجال أمام التسويق الذكي والسياحة العلاجية كمسارين متكاملين في خدمة المهنة.

ويرى أن مشاركة المحاضرين القادمين من تركيا تسلط الضوء على كيفية إدارة العيادة بطريقة علمية واقتصادية، تواكب تضخم عدد الأطباء والخريجين في سوريا، مشدداً على أن التسويق الإلكتروني السليم بات حاجة ضرورية، شرط أن يتم بطرق قانونية وأخلاقية بعيدة عن أساليب التضليل.

من هنا، بحسب قوله، يشكّل المؤتمر منصة للمعرفة والتطوير، تفتح أمام الطلاب والأطباء آفاقاً جديدة نحو العمل بذكاء واحتراف.

أما الدكتور ياسر سطاس، أحد المشاركين من تركيا، فقد حمل معه رؤية مختلفة للسياحة العلاجية، لا كقطاع تجاري بل كمجال إنساني يكرّس القيم الطبية.

ويعتبر أن نشر ثقافة العلاج الآمن هو واجب أخلاقي قبل أن يكون مهنة، وأن كل سنّ يعامل ككائن حي يجب الحفاظ عليه.

كما يبين أن الهدف من المؤتمر، تعريف السوريين بكيفية ممارسة السياحة العلاجية النظيفة التي تضع سوريا في موقع متقدم على خريطة العلاج العالمي، مستندة إلى العلم والنزاهة لا إلى الربح السريع.

مثلث النجاح الذهبي

في جانب الإدارة والقيادة الطبية، لفت الدكتور الأيهم عثمان، بخبرة تمتد لعشرين عاماً بين تركيا والسعودية، إلى أن تأسيس العيادة ليس قراراً عشوائياً بل فنّ وهندسة قائمة على التخطيط العلمي.

قدّم خلال المؤتمر محاضرته الشهيرة حول “المثلث الذهبي، الذي يقوم على ثلاثة أركان لا غنى عنها: الجاهزية النفسية، السريرية، والمالية، ويرى أن الطبيب الذي لا يمتلك هذه الجاهزية يخاطر بمهنته ومريضه على السواء.

كما حذر من ظاهرة الخصومات والعروض التجارية التي تحوّل المهنة إلى تجارة وتشوّه صورتها الإنسانية، مؤكداً أن الطبيب الحقيقي لا يساوم على المبدأ، ولا يتاجر بجمال المريض، لأن من يوافق على تدمير الأسنان السليمة يرتكب خطأً مهنياً لا يختلف عن تجارة الأعضاء.

ولأن التسويق ليس إعلاناً بقدر ما هو تواصل، فقد ركزت الأستاذة الدكتورة شذى قوشجي من قسم طب الأطفال في “جامعة دمشق” على البعد الإنساني للتسويق في التعامل مع الطفل، فعيادة الأطفال، كما تقول، تحتاج إلى ذكاء في الجذب أكثر من مهارة في العلاج، لأن الطفل لا يأتي إلى الطبيب طوعاً، بل يحتاج إلى من يطمئنه ويثق به.

وأكدت على أهمية المحاضرات التي تناولت مهارات التواصل، إذ تشكّل هذه المهارات جزءاً من جوهر المهنة الحديثة، وتكمل المعرفة الطبية بأسلوب يخاطب المريض قبل أن يعالجه.

بهذا الزخم العلمي والإنساني، قدم المؤتمر الأول للتسويق الذكي لطب الأسنان نموذجاً جديداً لمستقبل المهنة في سوريا، ليكون بداية تحوّل يضع الطبيب السوري على خريطة العالم بخبرته وفكره وانتمائه.

آخر الأخبار
بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا