الثورة – رفاه نيوف :
الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس أحمد الشرع، يرافقه وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع، اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، تكتسب أهمية كبيرة، نظراً لما تمثله من محطة حيوية في مسار العلاقات السورية – الروسية، والتي تمتد جذورها لعقود طويلة. وتأتي هذه الزيارة في إطار ترسيخ العلاقات الثنائية على أسس السيادة والاستقلال الوطني، وبما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التوازن السياسي والاقتصادي بين الطرفين.
وفي هذا السياق يرى رئيس المجلس السوري الأمريكي فاروق بلال أن العلاقات السورية الروسية تاريخية واستراتيجية، تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، مشيراً إلى أن الكثير من الصناعات والمعدات السورية تعتمد على روسيا في عملها وتشغيلها.
وأضاف أن روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، تمتلك صوتاً مؤثراً يمكن أن يسهم في رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وهو أحد أبرز الملفات التي ناقشها الطرفان خلال اللقاءات الرسمية.
وأكد بلال أن الدولة السورية الجديدة أفصحت عن نيّتها في استعادة السيادة الوطنية والقرار المستقل، مع الحفاظ على علاقات ودية ومتوازنة مع جميع دول العالم، بعيداً عن أن تكون سوريا ساحة صراع دولية.
وأوضح أن هذا النهج يصبّ في إعادة بناء العلاقات السورية- الروسية على مبدأ المصالح المشتركة واحترام استقلالية الدولة السورية.
وبالنسبة للرئيس المخلوع بشار الأسد، أشار بلال إلى أن وجوده في روسيا تحت بند اللجوء الإنساني يجعله ورقة يمكن التفاوض عليها ضمن الأطر الدبلوماسية والأمنية، لاسيما مع مشاركة رئيس جهاز الاستخبارات ضمن الوفد الرسمي في الزيارة.
كما أكد بلال أن روسيا، التي لعبت دوراً بارزاً خلال سنوات الحرب في سوريا، لابدّ أن يكون لها دور فاعل في مرحلة إعادة الإعمار، بما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية، ويؤمن للشعب السوري بنية تحتية قوية واقتصاداً متوازناً .
وتشير التحليلات السياسية إلى أن هذه الزيارة تمثل خطوة أساسية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دمشق وموسكو، مع الالتزام بالمصالح الوطنية السورية، وإعادة صياغة العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، بما يضمن لسوريا موقعها الإقليمي والدولي ويحمي مصالحها في المرحلة المقبلة.
