الثورة – راما نسريني:
في خطوة هي الأولى من نوعها في حلب، بدأت الجمعية الطبية السورية الألمانية “سيجما”، بالتعاون مع مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية، بإجراء أولى عمليات الكيّ الكهربائي لعلاج اضطرابات نظم القلب في حلب، بشكل مجاني بالكامل، حيث استمرت العمليات على مدار يومي أمس واليوم “الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الحالي”.
جاء ذلك في إطار حملات كثيرة، قام بها الأطباء في جمعية “سيجما”، شملت مستشفيات عدة على صعيد المحافظات جميعها، وفي مجالات مختلفة، لم تقتصر فقط على الجراحة القلبية، وإنما امتدت لتشمل عمليات في مجال الجراحة الترميمية للوجه والفكين، علاوة على جلسات تدريبية أخرى في مختلف المجالات الطبية.
خبرات سورية متمكّنة
وفي حديثه لـ”الثورة”، أكد الطبيب السوري المقيم في ألمانيا، وأحد أعضاء الجمعية الطبية السورية “سيجما” د.عبيدة عثمان، أنه وبالتنسيق مع جمعية الرواد، وبالتعاون مع الأطباء الموجودين في مستشفى حلب الجامعي، بصفتهم على اطلاع وتماس مباشر مع حالات اضطرابات النظم القلبية التي يعاني منها عدد كبير من المرضى، تم إجراء عمليات الكي في مستشفى حلب الجامعي على مدار يومين.
وبيّن أن عمليات دراسة كهرباء القلب وعمليات الكي، تتطلب دائماً تجهيزات ذات تقنية عالية، وأجهزة إضافية، عدا جهاز القثطرة القلبية، متمثلة بأجهزة تقوم بتسجيل الإشارات الكهربائية للقلب، وتعمل على إنشاء رسم ثلاثي الأبعاد لتشريح القلب، لذلك فهي تعتبر من المعدات الدقيقة جداً، التي لم تكن متوفرة في سوريا خلال الفترة الماضية.
وأضاف: بدورنا نحن لم نتأخر في استغلال أول فرصة سمحت لنا بإدخال المعدات إلى سوريا حتى نتمكن من إجراء مثل تلك العمليات”، مشيراً إلى أن الحملة لن تستطيع تغطية عدد الحالات المحتاجة لعمليات من هذا النوع بالكامل، وذلك لكثرة عددها، وأنه في المراحل القادمة، ستتمكن الجمعية من مساعدة أكبر عدد ممكن من المرضى، مع استمرار التعاون مع الجهات المختصة والمنظمات العالمية.
د، عثمان لفت إلى أنه تم إجراء 6 عمليات حتى الآن على مدار اليومين المخصصين للحملة في حلب، وذلك يعود لكون العمليات دقيقة جداً وتحتاج لوقت طويل يختلف من مريض لآخر، موضحاً أنه يتم تشخيص الحالة ثم إقرار استراتيجية العلاج ومن ثم يتم تحديد العملية.
إشادة بالأطباء السوريين
الطبيب السوري يتمتع بكفاءة عالية، ويمتلك أسساً علمية واضحة، حتى باعتراف المجتمع الألماني، على حد قوله، لكن اليوم يقف نقص المعدات في المشافي السورية عائقاً أمام إجراء عمليات دقيقة وحساسة.
حيث يتمحور الهدف من هذه الحملات حول استدامة الحدث، وليس عن حملات تشمل بعض الحالات، وعلى مستوى المحافظات كافة، معتبراً أن الأطباء السوريين اليوم قادرون على القيام بتلك العمليات الدقيقة بكل سهولة، في حال توفرت لهم المعدات والأجهزة الحديثة اللازمة.
كيف يتم الاختيار؟
أما عن آلية اختيار الحالات، فبين د. عثمان، أن الحالات التي تم اختيارها لإجراء هذا النوع من العمليات، استندت للتقارير المقدمة من قبل الأطباء في المشافي، وتقييمهم للحالات التي تراجع المستشفى بشكل متواصل، من مختلف المحافظات، بمن فيها مرضى من حمص وإدلب وغيرها. وبعد دراسة ملفات المرضى، تم اختيار بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، وتعاني منذ سنوات طويلة تتراوح بين الـ 20 – 30 سنة، من نوبات تسرّع في القلب، وتقرّر إجراء العمليات لهم في مستشفى حلب الجامعي.
انتهت معاناة 25 سنة
“والدتي تعاني من نوبات تسرّع في القلب منذ 25 سنة، وقد أقر الأطباء أنها بحاجة لعملية كي كهربائي، التي لم تكن متوفرة في سوريا”، يقول أحمد أيوبي ابن المريضة آمنة حسين الرسلان، والتي أُجريت لها اليوم عملية في مستشفى حلب الجامعي لـ “الثورة”، مؤكداً أن تكلفة العملية خارج القطر 20 ألف دولار، المبلغ الذي لم تستطع العائلة تأمينه، بينما تخضع والدته اليوم للعملية بشكل مجاني بالكامل.
وأضاف: “تم التواصل معنا من قبل الجمعية السورية الألمانية “سيجما” منذ أسبوع، وتم تحديد موعد العملية، لافتاً إلى أن والدته ذات الـ 67 عاماً، تعاني من نوبات تسرع في دقات القلب بشكل متكرر، الأمر الذي دفع الطبيب المتابع لحالتها إلى إحالة ملفها للجمعية لترشيحها للعملية.
الجدير ذكره، أن القطاع الطبي في سوريا، يعاني من نقص كبير في المعدات الطبية المتطورة، التي من شأنها أن ترفع من جاهزية المشافي، وقدرتها على تقديم خدمات أفضل للمرضى، الأمر الذي يأمل السوريون أن يروه في المستقبل القريب في جميع المستشفيات.