تتحالف الشعوب والدول في مواجهة الأزمات العالمية سواء كانت طبيعية، أم اقتصادية، أم صحية، لكن وبشكل يخالف قواعد العمل الإنساني والأخلاقي وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، تظل الولايات المتحدة تغرد خارج السرب، وتتحرك عكس المنطق البشري، لتقف في صف الكارثة وتتحالف مع الوباء والإرهاب لتحقيق غايات وأجندات خاصة، ولو على حساب دماء الشعوب ومستقبلها.
فمنذ أن ضرب الإرهاب منطقتنا في العراق وسورية وليبيا كانت الولايات المتحدة الداعم الأول له، تقوده وتحركه لتدمير قدرات هذه الدول كي تسهل معها السيطرة على المنطقة خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وتمريراً لصفقة القرن المشؤومة التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية، واستكمال القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني، ومشروعه الوطني المحق بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
مع بدء ظهور وباء كورونا بدأت واشنطن بتوجيه الاتهامات شرقاً وغرباً للتغطية على تقصيرها في مواجهة الوباء أمام شعبها، حتى وصل الأمر باتهام منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ، ووقف تمويل المنظمة الدولية التي يفترض أن تقود الجهود العالمية للتصدي للوباء بوصفه عدواً للبشرية جمعاء.
لم تكتف الولايات المتحدة بذلك، بل ورغم المناشدات الدولية وعلى المستويات كافة، عبر منظمة الأمم المتحدة لرفع العقوبات الأحادية التي تفرضها واشنطن على عدد من الدول ومن بينها سورية للمساعدة في مواجهة انتشار فيروس كورونا، عمدت الإدارة الأميركية إلى تشديد حصارها وعقوباتها غير الشرعية على سورية وغيرها من الدول لتصبح الولايات المتحدة الوجه الآخر لوباء كورونا.
فمسؤولو الإدارة الأميركية لا يكفّون عن الحديث والتباهي بالأذى الذي تتسبب به الإجراءات التي تفرضها واشنطن ضد السوريين، ومنهم جيمس جيفري المبعوث الأميركي المعين لشؤون سورية الذي كرر في أكثر من تصريح صحفي وآخرها قبل يومين أن بلاده تعرقل وصول إمدادات النفط والغاز إلى سورية، وكذلك تمارس الضغط على الليرة والاقتصاد السوري، والعديد من الدول التي تتعامل اقتصادياً مع سورية، وكل هذا يؤكد أن واشنطن مسؤولة عما يعانيه الشعب السوري من إرهاب ومصاعب اقتصادية ومعيشية.
السوريون يدركون جيداً طبيعة التحالف العضوي بين الإدارة الأميركية والإرهاب، ويعلمون انخراطها في الحرب الاقتصادية ضدهم، والعالم اليوم يلاحظ أسلوب ترامب الاستعراضي في مواجهة وباء كورونا وإلقائه التهم على الآخرين، بطريقة تشبه إلى حد كبير تحالفه الاستعراضي لمحاربة الإرهاب في سورية !!.
معاً على الطريق -عبد الرحيم أحمد