ثورة أون لاين – رويدة سليمان:
أصبح في المرحلة الجامعيةوما زال يلاحقه كابوس امتحان الشهادة الثانوية، يتراءى له أنه تأخر عن موعد الامتحان او عجز عن استرجاع معلومة ما، تتسارع دقات قلبه ويتصبب عرقاً ويصحو على دفء وحنان كلمات أمه.
من المؤكد أن هذه ليست حالة مرضية نفسية لأن الامتحان ما زال ذلك الشبح المخيف الذي يتوجس منه الطلبة والأهل ومع الأسف الآباء هم الأكثر مسؤولية عن هذا الموقف بما يحيطون به طالب الشهادة من عناية زائدة وتوقعاتهم المبالغ فيها أحياناً بشكل يفوق القدرات الذاتية للطالب وهناك أيضاً معلمون يعطون دروسهم بهدف النجاح فقط في الامتحان أو أنهم يتوعدون الطلاب بأسئلة امتحانية في غاية الصعوبة وكم نردد على مسامع أبنائنا العبارة الشهيرة والتي تلخص المأساة وهي “عند الامتحان يكرم المرء أو يهان “فعدم النجاح يعني المهانة والمذلة واحتقار الذات.
ببالغ الترقب والخوف تعيش أغلب الأسر جو الامتحان ما ينعكس سلباً على الأداء الامتحاني للطالب في القاعة الامتحانية ومشكلات كثيرة قد تعترض الطالب يجهل معالجتها، وسلوكيات صحية يجب عليه الالتزام بها في الساعات الأولى التي تسبق الامتحان.. عن كل ما سبق تجيبنا الدكتورة سوسن العجوز اختصاص أصول التربية في جامعة دمشق:
الامتحان دافع للمثابرة والجد..
تؤكد د.سوسن ان الامتحان إجراء أكاديمي هدفه تقييم الطلاب وهو أمر طبيعي ومطلوب للجد والمثابرة وزيادة التحصيل والتحضير له يجب أن يكون من بداية العام الدراسي من خلال القراءة الدرسية وذلك بتقسيم الدرس إلى عناوين عريضة وعناوين أخرى صغيرة، فرعية، واعتماد التسميع لتثبيت المعلومة وزيادة التركيز، فالتسميع مرآة الذاكرة وهو من العوامل التي تساعد على التركيز واسترجاع المعلومات في الامتحان، وكذلك الدراسة بانتظام وعلى فترات مختلفة مقارنة بالفترات المكثفة الطويلة التي ترهق الطالب والمعلومة التي يحفظها مع التعب تنسى بسرعة، ومن الأهمية تجنب القيام بمهام عديدة مع المذاكرة الفعالة وإبعاد المشتتات البصرية والسمعية أكثرها تأثيراً (الجوال)، وكثير من الطلاب يتواصلون مع زملائهم ويقارنون أنفسهم بهم وقد يشعرون بالتقصير ما يزيد في قلقهم وربما يقضي بعضهم ليلة الامتحان في التنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد من التوقعات الامتحانية.
تقدير الذات وإبعاد الإيحاءات السلبية
وتركز د.العجوز على أهمية دور الأسرة وثقافتها الامتحانية في التقليل من قلق الطالب فالمبالغة في المدح أو الهجاء تؤثر سلباً على أدائه فوصفه بالكسل والتقصير وتذكيره بفشله الدراسي يحوله إلى شخص غاضب وحزين وغير واثق من نفسه، والفهم الجيد لماهية الامتحان وهدفه وأنه لا يقصد به الإهانة أو تحقير الطالب من الأساليب الناجحة في تجنب حالة القلق في الامتحان وعلى الآباء محاولة إبعاد أي إيحاءات سلبية عن ذهنه كأن يوحي الطالب لنفسه بأنه سيرسب في الامتحان، وعدم النقاش في أي مشكلة تشتت ذهنه وتبدد جهده، والتواجد بالبيت قدر الممكن وتأجيل الزيارات وبعض المهام يُشعِر الطالب باهتمام أسرته.
وفيما يخص العملية الامتحانية ترى د. العجوز أن أغلبية الأسر توصي أبناءها بعدم الخروح من القاعة قبل الوقت المحدد للمادة الامتحانية ومراجعة ورقته والحرص على كتابة الأجوبة بخط جميل، وتلح عليهم لتناول الفطور وعدم مراجعة المعلومات في الدقائق الاخيرة التي تسبق الامتحان والنوم باكراً وعدم الاكثار من المنبهات وعدم الاستسلام لسؤال صعب ومحاولة معالجته بما يتذكره من معلومات والثقة بإجابته وعدم الاصغاء لايحاءات زملائه ، واغلب الآباء يرافقون أبناءهم في اليوم الأول للامتحان للوصول مبكراً والتأكد من القاعة المخصصة.
و ذكرت أن قلق الامتحان قليل منه مفيد وحافز للمثابرة وكثيره مرضي، ينعكس سلباً على أداء الطالب لذلك يجب أن يتدرب على اجتيازه متسلحاً بالثقة بالنفس والاستعدادالجيد والمبكر بدافعيةوحماس، وبيقين النجاح والتفوق فمن جد وجد.