هكذا ستطوي الإرادة السورية الحصار والانحطاط الأميركي

ثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

لم يعد ثمة حاجة للجدل والنقاش حول ما تريده الولايات المتحدة الأميركية من إجراءاتها الاقتصادية القسرية ضد الشعب السوري ب(قانونها) الإرهابي المسمى “قيصر”، فقد بات الجميع يدرك أن الهدف الأكبر لحربها العسكرية والسياسية والإعلامية على مدى تسع سنوات وأكثر إلى جانب حربها الاقتصادية هو لي ذراع السوريين الذين هزموا مجاميع إرهابها على مساحة الجغرافيا السورية، وفك ارتباط دمشق ببقايا محورها المقاوم الممتد من إيران وصولا إلى لبنان بعد أن أفشل هذا المحور على مدى عقود كل الأطماع والمخططات الغربية والإسرائيلية في منطقتنا.
ولذلك ركز الإجراء الأميركي الأرعن والبعيد كل البعد عن الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة باعتباره حرب تجويع و إرهاب اقتصادي صريح، على المس بأصدقاء سورية وحلفائها، عبر إدراج مؤسسات وأسماء شخصيات وكيانات لها صلة مباشرة بالتحالف والصداقة مع السوريين في كل من إيران وروسيا وصولاً إلى لبنان وأماكن أخرى، في دليل جديد على أن الإدارة الإرهابية المجرمة في البيت الأبيض قد نقلت حربها ضد السوريين إلى مرحلة جديدة ومستوى جديد من التحدي، بعد أن أفلست كل محاولاتها السابقة في تحقيق أهدافها المعلنة.
نقل المعركة من قبل الأميركيين إلى هذا المستوى من الدناءة أي “حرب التجويع” ضد الأبرياء والمدنيين يتطلب أداءً مغايراً من قبل سورية وحلفائها في الحرب على الإرهاب، وكذلك شركائها في محور المقاومة، فالمساحة الأكبر من الجغرافيا سواء في سورية وصولا إلى لبنان وإيران هي بيد هذا المحور بينما يتواجد الأميركي ومرتزقته في الشمال السوري، وبالتالي يمكن تهديد وجوده أيضا بالحصار لأنه محتل وخارج على القانون الدولي، ولاسيما أن البيئة المحيطة بالأميركيين وقواعدهم في الجزيرة السورية هي بيئة رافضة لهم وتعبر عن نفسها بوسائل سلمية قد تتطور مع مرور الوقت إلى مقاومة شعبية عسكرية إذا ما زادت الاستفزازات الأميركية للأهالي عن حدها، كما جرى في العراق إبان الاحتلال الأميركي له، فالتحركات العسكرية الأميركية الاستفزازية يوميا وإلحاق الأذى بمحاصيل الأهالي الزراعية “حرق المحاصيل” وتهديد أهلنا بشطر مدنهم وبلداتهم عن وطنهم الأم سورية، إضافة للأذى الذي تلحقه واشنطن بالشعب السوري عن طريق الحصار الاقتصادي والعقوبات كلها أسباب كافية لتطويق المحتل الأميركي وكذلك المحتل التركي الذي اجتاح بعض المدن والبلدات الحدودية بالتواطؤ مع المحتل الأميركي.
كما يملك أصدقاء سورية وحلفاؤها كل مقومات إفشال نظام العقوبات والحصار الأميركي لأن بلدانهم زراعية صناعية ولديهم أصدقاء مثل الصين ومجموعة بريكس يمكن التعاون معها لتعويض كل نقص تتسبب به العقوبات من مواد أولية تحتاجها الصناعة والزراعة، فالولايات المتحدة وملحقاتها الأوروبيون ليسوا كل العالم ولا يملكون السيطرة على كل التعاملات بين الدول، وقد استطاعت إيران أن تصل بناقلاتها النفطية وسفنها التجارية إلى سواحل فنزويلا رغم الحضور الأميركي العسكري في المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، وهذا يعني أنه كلما رفع محور المقاومة من مستوى التحدي انكمش محور العدوان على نفسه وفكر مليا بالعواقب الناجمة عن تهوره، أما إذا انخفض مستوى التحدي فقد يفسر على أنه ضعف وتقهقر وهذا غير وارد في حسابات من حارب كل هذه السنوات وتمسك بعدالة قضيته.
يلجأ الأميركي إلى الأساليب الخسيسة من أجل مصادرة الإرادة الحرة لدى شعبنا، والشعوب الصديقة، ولكن تجربة إيران وروسيا وكذلك سورية في ثمانينات القرن الماضي إزاء الحصار والعقوبات كانت تجربة ناجحة وعززت مكامن القوة لدى شعوبها، ولا شيء يمنع السوريين اليوم من إتباع أساليب جديدة أكثر جدوى في الرد على منطق العقوبات الغاشمة من أجل إفشالها، وقد علمنا شعبنا في مراحل عديدة من التاريخ أنه على مستوى التحدي والرهان، لأنه لا يمكن أن يبيع إرادته الحرة واستقلاله وكرامته وعنفوانه لمعتد أو غازٍ، ولعل المستعمرين الأتراك والفرنسيين هم أكثر من خبروا هذه التجربة مع السوريين وكان الفشل مصيرهم والجلاء عن سورية وهم يجرون عار احتلالهم وخيبة آمالهم في البقاء مع أنهم سعوا للبقاء والاستيطان.

آخر الأخبار
بحث تحسين الواقع الخدمي والإداري في «إزرع» وزير المالية: إعفاءات كاملة للمكلفين من غرامات ضبوط التهرب الضريبي د. "عبد القادر الحصرية"..تعليمات البيوع العقارية ..تعفي المشتري من  إيداع  50 بالمئة للعقار تكريم 150 طالباً من المعاهد التقنية بحلب أنهوا برنامج التدريب العملي الصيفي في منشآت الشيخ نجار الصن... حرصاً على المال العام.. نقل الأموال المخصصة للرواتب في السويداء إلى فرع ثانٍ مصادرة أسلحة وذخائر في بلدات اللجاة بدرعا يحدث في الرقة.. تهجير قسري للسكان المحليين واستيلاء ممنهج على أملاك الدولة  نمو متسارع وجهود مؤسسية ترسم مستقبل الاستثمار في "حسياء الصناعية"  محافظ درعا يبحث مع رجل الأعمال قداح واقع الخدمات واحتياجات المحافظة مصادرة كمية من الفحم الحراجي في حلب لعدم استيفائها الشروط النظامية للنقل معالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.. حلول الوزارة في مواجهة التعديات والحرائق المستقب... الفضة ملاذ آمن على الجيوب والأونصة تسجل ٦٠ دولاراً دخول قافلة مساعدات جديدة إلى السويداء خالد أبو دي  لـ " الثورة ": 10 ساعات وصل كهرباء.. لكن بأسعار جديدة  "النفط" : أداء تصاعدي بعد تشغيل خطوط متوقفة منذ عقود.. وتصدير النفتا المهدرجة الذهب يرتفع 10 آلاف ليرة سورية وانخفاض جزئي لسعر الصرف في مرمى الوعي الاجتماعي.. الأمن العام ضمانة الأمان  1816 جلسة غسيل كلية في مستشفى الجولان الوطني إيطاليا تقدم 3 ملايين يورو لدعم الاستجابة الصحية في سوريا وزير الطاقة :٣,٤ملايين م٣ يوميا من الغاز الأذري لسوريا