الثورة – غصون سليمان:
على مسافة واقية من مرمى الوعي الاجتماعي تقف التساؤلات حائرة في النفوس، رغم رؤية البصر لكثير من الحالات الشاذة التي تفبرك وتزيف بلبوس الحقيقة الواهية لتشويه صورة عمل قوات الأمن العام بشكل أو آخر، تنفثها وتروجها عقول مفتونة بالأذى ومضخات مطورة من تقنيات الجيل الرابع عالية الجودة في صناعة محتوى الماكينة التقنية، شكله الإثارة ومضمونه التضليل..
لاشك أن هناك بعض الحالات الشاذة، وهناك ما يكفي من ‘اللصوص والزعران وأصحاب السوابق المنفلتين من كل عقال، الذين يستغلون حساسية وظروف المرحلة ومشكلات الواقع، فنراهم كيف يتقنعون لباس الأمن العام وينتحلون صفته حين يقصدون الإساءة وسرقة المواطنيين، أو الاعتداء عليه، والسطو على أملاكهم من جميع شرائح المجتمع، وهؤلاء ليسوا بريئين بالتأكيد حيث هدفهم فقط، بث الفرقة والضغينة بين أبناء المجتمع، ما يؤثر على الصورة العامة لهيبة الجهاز الذي يعكس بدوره هيبة الدولة لطالما دوره أكثر ما يتجسد بصون كرامة المواطن وحفظ أمان وسلامة البلاد، لذلك من غير المنصف أن يعمم التوصيف والتهم لعناصر جهاز الأمن العام على “الطالعة والنازلة” كما يقال، لاسيما وأن هناك شهادات كثيرة من قبل مواطنين من مختلف المناطق أشادت وتشيد بإيجابية تعامل هؤلاء الأشخاص والعناصر مع محيطهم الاجتماعي حين يتعرضون للسرقة أو الابتزاز والقتل والخطف وغير ذلك.
فوسائل التواصل الاجتماعي التي سرقت السكينة من كل نفس والهدوء من كل بيت، وألبست أخبار الباطل ثوب الحق، والحق رداء الباطل، فقد تاهت المعايير في سراديب التقييم، وهكذا دواليك على مدار الساعة، حيث الاستهداف المباغت من كل الاتجاهات..
فسورية التي تعيش اليوم تقلبات الواقع المتغير في كل الاتجاهات، ترسم في عين العاصفة محددات النجاة بخطوات متأنية تحتاج لمزيد من الوقت، حيث يتصدى الأمن العام الذي يناط به حماية المدنيين وتحقيق الأمن والسلام وصون السلم الأهلي، لانتقادات ليست بريئة في معظمها، إذ لا مصلحة لأعداء الوطن أن يستقر الوضع في بلادنا التي تفتح لها كل الأبواب في مسارات الاقتصاد والسياسة والنهوض نحو الأفضل..
فلنكن جميعاً عين الرقيب الصادق بوعينا ومحبتنا وتعاوننا مع بعضنا البعض وسنداً حقيقياً لأجهزة الدولة بكل مسمياتها السيادية التي تقوم بواجبها.
فلا ضير حين نشير بعين الحرص والغيرية إذا ما ظهر خطأ هنا وهناك لتقويمه وإدراكه ولفت النظر إليه من قبل المعنيين، وبذات الوقت درعاً حصيناً تتكسر عليه سهام الشائعات العابرة لخصوصيات الفرد والمجتمع والدولة.