الثورة – جهاد اصطيف:
التقى محافظ حلب المهندس عزام الغريب، اليوم، وفداً رفيع المستوى من منظمة الهجرة الدولية (IOM) برئاسة إلينورا سيرفينوفا، رئيس بعثة المنظمة في سوريا، لبحث سبل تطوير البرامج الإنسانية والتنموية في المحافظة، والاطلاع على واقع عمل المنظمة بعد انتقالها من آلية العمل غير المباشر عبر وكلاء محليين إلى العمل المباشر في الميدان.
لتعزيز الموثوقية
وخلال اللقاء، أوضحت سيرفينوفا، أن عمل المنظمة في السنوات الماضية كان يتم عبر شركاء محليين، الأمر الذي قيد من قدرتها على الوصول المباشر إلى المجتمعات المستهدفة، لكنه لم يمنعها من إنجاز مشاريع إغاثية أساسية، مضيفة: إن الانتقال مؤخراً إلى العمل المباشر في حلب، أتاح للمنظمة مرونة أكبر في تصميم البرامج وتنفيذها، بالإضافة إلى إنتاج تقارير إحصائية أكثر دقة ترفع إلى وكالات الأمم المتحدة المختلفة.
وبينت أن هذه التقارير لا تقتصر على أرقام مجردة، بل تتضمن تحليلاً متعدد القطاعات، يساهم في فهم ديناميكيات الهجرة الداخلية والخارجية، وتحديد الاحتياجات ذات الأولوية، ووضع خطط مستقبلية تراعي خصوصية المحافظة التي ما زالت تتعافى من آثار الحرب والأزمات الإنسانية.
مشاريع عدة لحلب
وأكدت رئيس البعثة أن المنظمة قامت بحشد مشاريع رئيسة عدة في حلب، تتوزع على مشاريع البنى التحتية المرتبطة بالمأوى، بما يشمل إعادة تأهيل المساكن المتضررة وتوفير حلول سكنية مؤقتة للأسر النازحة، وأنشطة التماسك المجتمعي، عبر برامج تشجع على التعاون بين النازحين والعائدين والسكان المحليين، وبرامج الدعم الإنساني المباشر، من مواد إغاثة أساسية ووسائل تدفئة ولوازم معيشية، والاهتمام بالجانب الصحي، ولاسيما في المناطق الحدودية، حيث يتم تقديم مساعدات طبية عاجلة للفئات الأكثر تضرراً، وخاصة أن المنظمة تسعى من خلال هذه المشاريع إلى تحقيق مقاربة متكاملة، بحيث لا يقتصر العمل على المساعدات الطارئة، بل يمتد إلى مشاريع تنموية صغيرة تساهم في الاستقرار على المدى الطويل.
البيانات أساس التخطيط
من جهته، شدد محافظ حلب المهندس عزام الغريب على أهمية التقارير التي تصدرها المنظمة، مؤكداً أن المحافظة تعتمد بشكل كبير على هذه البيانات في تحديد الاحتياجات وتوزيع المشاريع بعدالة بين المناطق.
وأشار إلى أن العودة الطوعية غير المدروسة قد تنتج مشكلات اجتماعية في حال لم تتم مرافقتها بتأمين احتياجات العائدين الأساسية، مثل السكن والخدمات الصحية والتعليمية، وأضاف : لا يمكن الحديث عن عودة مستدامة إذا لم تكن الخدمات الأساسية متوفرة، وخصوصاً في الأرياف التي فقدت الكثير من بنيتها التحتية خلال السنوات الماضية.
وأجمع الحاضرون على أن المرحلة المقبلة، تتطلب تعزيز الشراكة بين منظمة الهجرة الدولية ومحافظة حلب، بحيث يتم التخطيط للمشاريع بشكل مشترك منذ البداية، لتفادي أي فجوة بين الاحتياجات الفعلية والبرامج الممولة.
فرص متاحة
يظهر من خلال اللقاء أن التقارير الإحصائية الدقيقة التي تصدرها منظمة الهجرة الدولية، أصبحت أداة أساسية في التخطيط المحلي، وأن المشاريع التي جرى حشدها لحلب تشكل قاعدة يمكن البناء عليها لتوسيع نطاق التدخلات.
وفي الوقت نفسه، يبرز إجماع على أن نجاح أي مشروع يتوقف على تكامله مع القطاعات الأخرى، وعلى إشراك المجتمعات المحلية في تصميمه وتنفيذه، فالمأوى يحتاج إلى خدمات، والصحة ترتبط بالمياه، والتنمية الاقتصادية لا تنفصل عن التماسك الاجتماعي.
إن التحديات التي تواجه محافظة حلب، لا تزال كبيرة، لكن الفرص التي يتيحها التعاون الدولي والمحلي تفتح المجال أمام مسار تنموي متوازن، يعالج الاحتياجات الطارئة ويضع في الوقت ذاته أسساً لمرحلة تعاف مستدامة.