الثورة – مريم إبراهيم:
متزامنة مع افتتاح المدارس وتبنيها شعار “العودة إلى المدرسة” سجلت مهرجانات التسوق هذه الفترة حضوراً واضحاً في عدة محافظات في حين غابت عن المحافظات الأُخرى، فالهدف الأساسي من أي مهرجان تحريك السوق ودفع العجلة الاقتصادية وتشجيع عملية البيع والشراء، وعلى مدى أيام استمرت فعالياتها، مع تساؤلات تطرح هنا وهناك، فهل حققت هذه الأسواق الهدف و الجدوى، هل وصلت للمستهلك من حيث تلبية احتياجه من السلع والاستهلاكيات بالسعر المناسب والجودة والنوعية للسلعة المعروضة.
تلبية للحاجة
ففي دمشق وريفها تعددت وتوزعت مهرجانات التسوق في المزة، والزاهرة، والزبداني، والتل ،وغيرها من المناطق، وتشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين، وسط عروض وحسومات تصل من ٢٠ حتى ٣٠ بالمائة على مختلف المنتجات، بما في ذلك القرطاسية، الحقائب، الأحذية، الملابس، المنظفات، والمواد الغذائية وغيرها من استهلاكيات العائلة السورية اليومية.
وبالعموم تباينت المشاركات والعروض المقدمة بين مهرجان وآخر، إلا أن الملفت هو غياب مشاركات جهات القطاع العام في هذه الفعاليات وعدم حضورها ومشاركتها تاركة الفسحة الأكبر لمشاركات شركات وعارضي القطاع الخاص، فكان الحضور الكلي لجهات القطاع الخاص والشركات التي تحرص على المشاركات المستمرة في مختلف مهرجانات التسوق، والتي تعد صلة وصل مباشر بين المنتج والمستهلك من خلال عروض وأسعار منافسة.
ويرى مواطنون من مرتادي مهرجانات التسوق منهم حسين محمد، وعدي الموعي، ويامن بوبو، وناديا العلي، وعبير مندو، في حديثهم لـ”الثورة”، أهمية هكذا مهرجانات في تأمين احتياجات الأسر من مستلزمات العام الدراسي بأسعار مقبولة، ولاسيما ما يخص القرطاسية، كما أن المهرجانات تشهد عروضاً متنوعة على المواد، إذ يجدون فيها بعضاً من متعة التسوق، وتلبي جزءاً من احتياجاتهم، وخاصة الغذائية، وما يلفت انتباههم هو العروض الخاصة المقدمة من قبل بعض الشركات العارضة، وهناك بعض المواد أسعارها تبدو مثل أسعار السوق، ومعروضات لا تلبي الطلب، ومواد لا ترقى لمستوى الجودة والنوعية، وبالتالي يستطيع المواطن اختيار ما يناسبه من مواد وعروض بسعر يتوافق مع قدراته المادية، خاصة بما يخص الغذائيات، كما تتأكد ضرورة إقامة هذه المهرجانات بين فترة وأخرى لخدمة المستهلك الذي يبحث دائماً عن السلعة التي تناسب دخله مادياً وتلبي حاجته استهلاكياً، قي ظل ظروف مادية ومعيشية صعبة للغاية أثرت على المواطن وأحدثت انخفاضاً كبيراً في قدرته الشرائية بشكل عام.
محلي وعالمي
مدير فرع شركة غذائية من سرمدا في إدلب، بسام أحمد، بيّن أن الرغبة في المشاركة في مهرجان تسوق الزاهرة جاءت بهدف التعريف بالشركة وبالمنتجات، والوصول بالسلعة للمستهلك بسعر التكلفة، وكي يتعرف المستهلك على جودتها، مشيداً بجودة المنتج الوطني والذي أصبح ينافس المنتج الأجنبي، فلدينا في سوريا منتجات وطنية عالية الجودة ولدينا الكوادر الكفوءة، والخبرات الوطنية القادرة على أن تقدم للمواطن كل ما يحتاجه ضمن البلد ومن إنتاج البلد.
ولفت أحمد إلى دور مهرجانات التسوق والتي أصبحت ظاهرة اقتصادية مهمة تخدم الشركة والمستهلك في آن معاً، إذ تتيح للشركة الوصول لعدد من المستهلكين أكبر مع تسويق المنتج وتصريف أكبر كمية بيع منه، وبالنسبة للمستهلك يستطيع الحصول على السلعة من المنتج نفسه دون وسيط وبالتالي كسر في الأسعار والمنافسة مع منتجات أخرى والطموح لإيجاد بصمة قوية في الأسواق، مع السعي المستمر لتفعيل الحضور في الأسواق الداخلية وفي الخارج أيضاً.
زيادة إنفاق
ويوضح خبراء اقتصاد وتنمية دور مهرجانات التسوق التي تركز وتسعى إلى زيادة إنفاق المستهلكين، وخلق ولاء بين العلامة التجارية والمستهلك، وغالباً ما تصبح هذه المهرجانات جزءاً من خطط عمل تجارية واقتصادية تسارع في نمو عجلة الاقتصاد وتحدث نوعاً من التدخل الإيجابي في السوق بما يلبي حاجة المستهلك ويخدم الشركات أيضاً.
الخبير فهد محمح، يؤكد دور مهرجانات التسوق في تحقيق أهداف ونتائج إيجابية للمستهلك وللعارض في حال تم تنظيمها بالشكل المطلوب وإشراف جهات معنية مختصة في هذا الشأن، وما يسجل في موضوع إقامة هذه الأسواق هو إقامتها بعشوائية، ومن دون تنظيم في الكثير منها، إذ تفتقد الشروط المناسبة لتنظيمها، ولاسيما ما يتعلق بالمكان.
وبين أن عدداً منها أقيم مؤخراً في مناطق مختلفة بمساحات ضيقة لدرجة تداخل عروض بعض الأجنحة، وأجواء غير مناسبة وازدحام كبير سبب العرقلة والفوضى، ولم تكن التهيئة بالقدر المطلوب الذي يتطلبه إقامة هكذا أسواق بقيمتها ومعناها، مع غياب تام لأي جهة رقابية تتابع هذا الواقع وتفاصيله عن كثب وبدت الأمور في مجملها لمجرد بيع المنتج وتصريفه، في وقت يفرض ضرورة متابعة الجهات المعنية وتكثيف الرقابة بجميع جوانبها، ولاسيما الصحية والجودة ومطابقة المواصفات، لضمان تحقيق الهدف والنتيجة من هذه الأسواق، وهي التي تُولى أهمية كبيرة في معظم الدول، ولها جوانب عدة ليس لجهة المستهلك والشركة، بل أيضاً لما يخص الجانب السياحي، فمهرجانات التسوق تستهدف العائلة واحتياجاتها، ويمكن أن تشكل محطة اقتصادية هامة للمنافسة بين البضائع والمنتجات وبين الشركات المصنعة مما يؤدي إلى تقديم منتجات أفضل بسعر أقل لتصريف وتسويق أوسع ولربح أكبر.