صالة الحمدانية واستاد حلب الدولي رياضة تنتظر الحياة بعد حرب طويلة

متابعة – أحمد حاج علي:
لم تكن الحرب التي عصفت بسوريا طوال أربعة عشر عاماً مجرّد صراع عادي، بل كانت مأساة إنسانية عصفت بكل جوانب الحياة في سوريا، ومع انتصار الشعب السوري بثورته، ونيله حريته بعد سنوات من المعاناة، باتت الأنظار اليوم تتجه نحو البناء والإعمار، وإعادة الروح لما دمرته آلة الحرب والإجرام.

حملات الوفاء .. روح جديدة في جسد الوطن

خلال الأشهر الماضية، شهدت مدن سورية عدة مبادرات شعبية لافتة حملت اسم “حملات الوفاء”، والتي تمثلت بجمع التبرعات ودعم القطاعات الخدمية والحياتية الأساسية، من حمص إلى حماة، ومن دير الزور إلى ريف دمشق، عكست هذه الحملات قيمة التكافل الاجتماعي وروح التعاون بين أبناء البلد الواحد، وفي القريب العاجل، تستعد إدلب لإطلاق حملتها الخاصة، في مشهد يعكس وحدة الشعب حول هدف واحد هو إعادة إعمار ما تهدّم.

هل تكون حلب المحطة القادمة؟

وسط هذه الأجواء الإيجابية، يطرح أبناء المدينة سؤالاً جوهرياً: متى نرى حملة وفاء لحلب؟ وهل سيكون للبنية التحتية الرياضية نصيب من هذه المبادرات، لتستعيد حلب مكانتها كعاصمة الرياضة السورية وواجهة مضيئة للبلد بأكمله؟
صالة الحمدانية المغلقة، التي كانت في يوم من الأيام مسرحاً لبطولات محلية ودولية، تحولت خلال سنوات الحرب إلى رمز للإهمال والدمار، ورغم ذلك، بقيت في ذاكرة الرياضيين والجماهير كأيقونة تحتاج إلى من يعيد لها الحياة، والأمر ذاته ينطبق على استاد حلب الدولي، الذي لطالما شكّل صورة مشرقة عن المدينة، قبل أن يخفت بريقه تحت وطأة الحرب.
الجماهير الرياضية في حلب، بأهازيجها وشغفها وتاريخها الطويل مع المدرجات، كانت دائماً مصدر إلهام وإعجاب حتى للقنوات العالمية، التي لم تتوقف عن وصفها كأكثر الجماهير حماساً في المنطقة، لذلك فإن إعادة بناء الصالات والملاعب لا تعني مجرد اهتمام بالرياضة، بل هي إحياء لوجه حضاري وثقافي يمثّل البلد ويعكس صورة جديدة عن سوريا ما بعد الحرب.

بين التبرع والاستثمار حلب تنتظر

يبقى الأمل اليوم أن يُنظر إلى البنية التحتية الرياضية في حلب بجدية، سواء من خلال تخصيص جزء من التبرعات الشعبية لحملات الوفاء، أم عبر إدراجها ضمن مشاريع استثمارية، أم بدعم مباشر من الدولة والجهات المعنية، فالرياضة قادرة على جمع الناس، وتوحيد المشاعر، وصناعة صورة إيجابية تعكس عودة الحياة بعد سنوات من القهر والدمار.
إن أي اهتمام بصالة الحمدانية أو باستاد حلب الدولي سيكون رسالة قوية بأن المدينة تستعيد روحها، وبأن الملاعب ستعود لتكون شاهدة على أفراح الانتصارات الرياضية لا على مآسي الحرب. هو أمل يرفعه جمهور حلب، ويؤمن به كل من يرى في الرياضة ركيزة من ركائز الحياة الطبيعية التي يستحقها السوريون بعد رحلة طويلة من الألم .

 

آخر الأخبار
التحديث الاقتصادي.. "ضرورة لا خيار" ألفاريز يعيد أتلتيكو مدريد لسكة الانتصار نتائج منطقية في افتتاح الدوري الأوروبي صالة الحمدانية واستاد حلب الدولي رياضة تنتظر الحياة بعد حرب طويلة انتصار الكبار في كأس الرابطة الإنكليزية الدوري بين الواقع والمأمول.. تحديات وصعوبات تعصف بقبة الفيحاء كيف تستعد كرة الطليعة للدوري الممتاز؟ الأرناؤوط يطمئن على جناحي حمص الرياضي اليوم انطلاق سلة الأندية العربية الـ(37) تعزيز التعاون بين "التربية والتعليم" ونقابة معلمي فلسطين الليلة.. فليك يتطلع لتحقيق الفوز الـ(50) مع برشلونة مبابي يُسجّل كل (68) دقيقة مع الملكي " أطباء بلا حدود " من إدلب لدمشق .. جهود إنسانية تنقذ الارواح رئيس جامعة دمشق: عمداء ونواب جدد واختصاصات جديدة في الكليات الشيف لينا دنورة.. وجدت في البساطة متعةً وحياة "اتحاد العمال" يفتح آفاق الحوار الإقليمي والدولي لتعزيز التعاون مشروعات لتحسين البنية التحتية في حلب وريفها تعيد الأمل للسكان سائقو السرافيس في حلب يتقاسمون الخطوط.. والمواطن يدفع الثمن! دمج الأطفال والمسنين بحلب.. رؤية مستدامة في مواجهة ظاهرة التسول خطة  لتجاوز أزمة الري في دير حافر