الثورة – فؤاد الوادي:
ألقى السيد الرئيس أحمد الشرع أمس خطاباً من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة شرح فيه رؤية سوريا المستقبلية، ودعا من خلاله العالم إلى رفع العقوبات عن الشعب السوري وإعطائه فرصه حقيقية لينهض من تحت الركام، وليساهم في نشر السلام والازدهار، مجسداً حكاية الألم والأمل السورية, وحكاية الصراع بين الخير والشر، وبين الحق الضعيف الذي ليس له ناصر إلا الله والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير.
حول أهمية خطاب الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاسيما في هذا التوقيت الحساس الذي يشهد تحولات جيوسياسية، بالتوازي مع عودة العلاقات السورية مع العديد من دول المنطقة والعالم، التقت “الثورة” الباحث السياسي الدكتور عبد الله الأسعد الذي أكد أن خطاب الرئيس الشرع، هو تاريخي، ليس بالمعنى المبتذل للكلمة، بل بالمعنى الحقيقي للكلمة، لأنه يجسد ويتوج من جهة مرحلة زمنية من النضال الحقيقي للرئيس الشرع، ويجسد من جهة أخرى مرحلة لاحقة من نضال وتضحيات الشعب السوري الذي ثار على ظلم وطغيان نظام الأسد المخلوع، كما أن الخطاب يجسد تلك الجهود الحثيثة التي لا تزال تقوم بها السياسة والدبلوماسية السورية على كل المستويات والأصعدة منذ سقوط النظام البائد وحتى اليوم، والتي أثمرت إعادة بناء علاقات عظيمة مع معظم دول العالم.
وقال الأسعد: إن هذا الخطاب الذي جاء بعد عقود طويلة من الغياب و العزلة السورية نتيجة سياسات ومشاريع نظام الأسد، هو خطاب تأسيسي ومفصلي، أي أنه يؤسس لمرحلة جديدة من الانفتاح السوري على العالم، فسوريا ما قبل الخطاب، ليست كما بعده، فهي أصبحت منذ تلك اللحظة، الدولة التي يدور حولها العالم، بسبب موقعها ودورها ومكانتها الاستراتيجية والجيوسياسية في المنطقة.
وأوضح الأسعد، أن خطاب الشرع وزيارته للولايات المتحدة ، أعادت سوريا إلى منظومة العمل الدولي المؤثر في المنطقة والعالم، وفتحت أمامها أبواب الدعم والاستثمار في كافة المجالات، من نهوضها وإعادة إعمارها، ومساعدتها على أن تكون ملاذاً ومصدراً للآمان والأمن والاستقرار، وبيئة جاذبة للمستمرين ورؤوس الأموال.
وختم الباحث السياسي حديثه بالقول: إن خطاب الرئيس الشرع وزيارته إلى الولايات المتحدة، هما حدثان تاريخيان واستراتيجيان يَليقان بالشعب السوري وتضحياته ومستقبله، فهما جسدا ضمير السوريين الذين ضحوا وهجروا وعذبوا خلال سنوات الثورة السورية، لذلك يمكن اعبتاره أهم خطاب في تاريخ سوريا الحديث.
وكان الرئيس الشرع قد ألقى أمس كلمة سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، حيث طالب فيها برفع العقوبات بشكل كامل حتى لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد، وشدد على أن الحكاية السورية لم تنته بعد، فهي مستمرة ببناء فصل جديد عنوانه السلام والازدهار والتنمية.
وقال الرئيس الشرع: إن سوريا اليوم تعيد بناء نفسها من خلال التأسيس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء، فسوريا بلد صاحب حضارة وثقافة تاريخية يليق بها أن تكون دولة القانون الذي يحمي الجميع ويصون الحقوق ويضمن الحريات وتزدهر في ظله الحياة وتطوى صفحة الماضي البائس لنعيد مجد سوريا وعزتها وكرامتها.
وختم رئيس الجمهورية كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول: إن الحكاية السورية لم تنته بعد، فهي مستمرة في بناء فصل جديد من فصولها عنوانه السلام والازدهار والتنمية.