الثورة – لينا شلهوب:
أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميماً إلى مديرياتها في جميع المحافظات، يقضي بتغيير أسماء بعض المدارس وفق معايير مدروسة وآلية عمل موحدة، وذلك في خطوة تعكس التوجّهات الوطنية الرامية إلى تعزيز الهوية السورية، وتجاوز آثار المرحلة السابقة.
وأكد التعميم أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الدولة لحذف الأسماء المرتبطة برموز النظام البائد، واستبدالها بتسميات تحمل أبعاداً ثقافية وتاريخية واجتماعية تتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة، وتعمل الوزارة على أن تكون هذه الأسماء أكثر قرباً من المجتمع وأكثر إلهاماً للأجيال القادمة، بما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني والإنساني لدى الطلاب.
ووفقاً للآلية التي أعلنتها الوزارة، فإن مديرية التربية والتعليم في كل محافظة ستكون الجهة المخوّلة باقتراح الأسماء الجديدة للمدارس، شريطة أن تراعي عدداً من المعايير الأساسية، وأول هذه المعايير هو استخدام اسم المنطقة التي تقع فيها المدرسة، الأمر الذي يسهّل على الأهالي والطلاب تحديد موقعها الجغرافي، مثل “قدسيا الأولى” أو “ركن الدين”.
أما المعيار الثاني فيتمثل في استحضار العمق الديني والثقافي والتاريخي للمجتمع السوري، وذلك باختيار أسماء شخصيات مؤثرة مثل “الإمام النووي” أو “عمر بن عبد العزيز” أو “فارس الخوري”، كما يشمل المعيار الثالث الرموز الوطنية، والشخصيات العلمية والثقافية التي كان لها أثر بارز في التاريخ السوري والعربي، مثل “يوسف العظمة” و”شكري القوتلي” و”ابن النفيس” و”محمد فارس”.
إلى جانب ذلك، يشدد التعميم على أهمية اختيار أسماء ملهمة للطلاب تعزز من قيم الانتماء الوطني والإنساني، مثل “الحرية” و”السلام” و”النور” و”الحكمة”، بما يجعل المدرسة فضاءً يحمل في ذاته رسالة أخلاقية وتربوية.
وبعد اقتراح الاسم من قبل المديرية، يتم رفعه إلى المحافظ لاعتماده رسمياً، ومن ثم يصدر القرار النهائي من مديرية التربية والتعليم بعد موافقة المحافظ، كما ختم التعميم بتأكيد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو على أن تغيير أسماء المدارس ليس إجراءً شكلياً، بل عملية مدروسة تهدف إلى الجمع بين الإرث التاريخي والبعد الثقافي من جهة، ومتطلبات المجتمع والمرحلة الراهنة من جهة أخرى، وأكد أن هذه الخطوة ستسهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وصون التراث الحضاري، لتكون المدرسة ليس فقط مؤسسة تعليمية، بل منارة تعكس قيم المجتمع وتطلعاته.