معالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.. حلول الوزارة في مواجهة التعديات والحرائق المستقبلية
الثورة – رسام محمد:
تشكل الحرائق في الغابات والمناطق الحراجية تحدياً بيئياً كبيراً، خاصة في البلدان التي تعاني من ظروف مناخية قاسية وتضاريس صعبة.
في هذا السياق، تكشف وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عن خطوات جديدة لمعالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين، التي أسهمت في تفاقم الأضرار الناتجة عن الحرائق الأخيرة.
وتطرح الوزارة استراتيجيات متعددة تهدف إلى حماية الأراضي الحراجية، بما في ذلك استخدام الخرائط الفضائية لمراقبة المواقع المحروقة والحد من التعديات عليها.
كما تسعى الوزارة إلى تطوير أساليب استعادة الغطاء النباتي من خلال تدخلات علمية مدروسة، بما يضمن استدامة النظام البيئي وتجنب الأضرار المستقبلية.
من ضمن الحلول التي كشفتها وزارة الزراعة أنها بصدد معالجة مسألة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.
وبحسب ما أكده المهندس مجد سليمان، مدير الحراج في الوزارة، في تصريح خاص لصحيفة الثورة، فإن حجم الأضرار الناتجة عن الحرائق التي حصلت في المرحلة السابقة لا يعود بشكل أساسي إلى نقص في عدد الحراس الحراجيين وعناصر الإطفاء.
ويقول: لقد اجتمعت عدة عوامل أدت إلى زيادة حجم الأضرار على الغطاء النباتي، أهمها الطبيعة الطبوغرافية الصعبة للمواقع الحراجية من انحدار شديد وارتفاع الكثافة الحراجية، وطبيعة الغطاء النباتي فيها المتمثل بأشجار الصنوبر ذات الحساسية العالية للحريق.
إضافة إلى العدد الكبير من الحرائق التي اندلعت في الوقت نفسه، والذي ترافق مع عوامل مناخية ساعدت على ازدياد سرعة الحريق من ارتفاع في درجات الحرارة وسرعة الرياح وتقلباتها، مما شكل عاملاً سلبياً في السيطرة على الحرائق، في الوقت الذي عملت فيه كوادر الوزارة بالتعاون مع كوادر وزارة الطوارئ والكوارث بأقصى طاقة للحد من انتشار الحريق، إضافة إلى المساهمات التي قامت بها الدول الشقيقة والصديقة، على حد قول المهندس سليمان.
خرائط فضائية لمواقع الحريق
وشدد على أنه وبهدف الحفاظ على الأراضي الحراجية المحروقة وعدم تقليص رقعتها بالتعديات عليها من كسر أراضي الغابة أو إشادة الأبنية عليها، يجري العمل حالياً على وسم حدود الحريق وتحديد مساحته، وإنتاج خرائط فضائية لهذه المواقع ومراقبتها خلال فترات دورية لكشف حالات التعدي عليها. كما يتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات، وكتابة الضبوط الحراجية بحق المخالفين وإحالتهم إلى القضاء واستصدار قرار نزع اليد بحقهم. إضافة إلى ذلك، يتم تشديد المراقبة على هذه المواقع من خلال عناصر الضابطة الحراجية وحراس المواقع.
خطط ولجان مختصة
وأشار مدير الحراج إلى أنه وبحسب الدراسات العلمية، فإن الغطاء النباتي في الغابات المتوسطية المحروقة يعود إلى وضعه الأولي بشكل سريع نسبياً دون تدخل بشري، لكن هذا يتوقف على عدة عوامل منها شدة وتكرار الحريق في نفس الموقع، وطبيعة التركيبة النباتية للمجموعة الحراجية في الموقع. كما تعتمد قدرة النظام البيئي الحراجي على استعادة عافيته على درجة شدة الحريق.
وأوضح أنه يتم العمل على تطبيق الحماية الكاملة على المواقع التي تعرضت لحرائق متوسطة الشدة، إذ تعود التغطية النباتية بشكل تدريجي من خلال إنبات البذور أو الخلفات أو انطلاقاً من الأجزاء النباتية الحية المتواجدة تحت التربة (مثل البصيلات والريزومات)، كما يتم العمل على تطبيق الحماية على المواقع التي تعرضت لحريق عالي الشدة مع التدخل بنثر البذور للأنواع السائدة في هذه المواقع، مع مراعاة أن تكون هذه البذور قد تم جمعها من المناطق القريبة أو المحاذية لموقع الحريق قبل حدوثه.
وأضاف أن لجاناً تضم فنيين واختصاصيين تدرس هذه المواقع لتحديد آلية التدخل في المواقع المحروقة، وذلك استناداً إلى الطبيعة الطبوغرافية للموقع، وطبيعة الغطاء النباتي، وشدة الحريق. وتقترح هذه اللجان أساليب التدخل المناسبة من حماية للموقع، أو عدم التدخل، أو التدخل بطرق تحريج تضمن إعادة الغطاء النباتي إلى سابق عهده، بما يضمن عدم انجراف التربة.
منوهاً أنه من الناحية العلمية، لابد من مرور فصلي جفاف بعد الحريق على ظهور البادرات، وعندئذ يتم دراسة التجدد في المكان المستهدف من حيث العدد والكثافة والتوزع والحالة الصحية للبادرات، وبناءً على ذلك يتم الحكم على حالة التجدد الطبيعي فيه أو اقتراح التدخل بأعمال التحريج الاصطناعي لاستعادة النظام البيئي الغابوي إلى عافيته.
الصنوبريات الأكثر تضرراً
وأوضح المهندس سليمان أن مجموع المساحات الزراعية والحراجية المتضررة تقدر بحوالي 15,000 هكتار، وإن معظم الغطاء النباتي المحروق هو من الصنوبريات (مثل الصنوبر البروتي)، تليها السنديانيات وبعض الأنواع من عريضات الأوراق، كما تضررت بعض الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات والتفاح والرمان.
ونوه أنه بالنسبة للحيوانات المتضررة، فيشمل ذلك الغزلان، الأرانب، الثعالب، الخنازير، السلاحف، والطيور وغيرها.